المحرر موضوع: داعش والعجز المالي يعمقان أزمة الكهرباء في العراق  (زيارة 1551 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31477
    • مشاهدة الملف الشخصي
داعش والعجز المالي يعمقان أزمة الكهرباء في العراق
تواجه الحكومة العراقية ضغوطا شديدة بسبب عجزها عن تأمين الكهرباء خاصة في المحافظات الجنوبية منها مع تواصل الانقطاعات خلال ذروة الصيف، في وقت يبرر فيه المسؤولون العجز بالأزمة المالية الخانقة والحرب على تنظيم داعش، الذي يسيطر على أجزاء واسعة من العراق.
العرب [نُشر في 27/07/2015،


الفوضى تعم شبكة الكهرباء العراقية رغم استثمار 40 مليار دولار

بغداد - أقرّت وزارة الكهرباء العراقية بعجزها عن إدارة ملف الانقطاعات المتواصلة للكهرباء في عدد من المحافظات. وعزت الأزمة الآخذة في التفاقم مع ذروة الطلب على الطاقة الكهربائية إلى تردّي البنية التحتية للقطاع.
وقال وزير الكهرباء العراقي قاسم الفهداوي، إن حاجة بلاده الفعلية إلى الطاقة الكهربائية تبلغ 21 ألف ميغاواط، بينما تبلغ الطاقة الحالية 11 ألف ميغاواط فقط، مضيفا أن بغداد لوحدها تحتاج لـ6 ميغاواط.

وأضاف أن هناك 2490 ميغاواطا خارج الخدمة حاليا بسبب نقص الوقود، وعدم قدرة الوزارة على نقل الطاقة من أماكن إنتاجها إلى مناطق استهلاكها.

وذكّر في جلسة مساءلة في البرلمان حول أزمة الكهرباء التي ضربت العديد من المحافظات وفجّرت احتجاجات شعبية لا تزال متواصلة، بأن وزارته طالبت الحكومة بتخصيص نحو 9 مليارات دولار لمشاريعها ضمن الموازنة الحالية، إلاّ أنه تم تخصيص 3 مليارات دولار فقط بسبب العجز المالي الناجم عن تراجع الإيرادات النفطية بعد موجة انخفاض الأسعار.

وأوضح الوزير أن الباقي من قدرة محطات التوليد يبلغ نحو 8 آلاف ميغاواط، موضّحا أن حاجة العاصمة بغداد لوحدها تبلغ 6 آلاف ميغاواط، في حين أن ما تجهّز به حاليا لا يتجاوز 4 آلاف فقط.

وقال إن قطاع نقل الكهرباء يعاني عجزا كبيرا وأن الأزمة المالية أثّرت سلبا على مشاريع وزارة الكهرباء، إضافة إلى مشكلات توفير الوقود للتشغيل والظروف الأمنية بسبب سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على مناطق واسعة في العراق.

وأوضح الفهداوي، أن وزارته حصلت على 6 بالمئة فقط من المبلغ المطلوب لمعالجة مشكلات نقل وتوليد وتحسين شبكة الكهرباء في العراق، وأن توفير الوقود يمثل عقبة أمام وزارتي الكهرباء والنفط.

وأكدّ على أهمية توفير الوقود من أجل استمرار عمل الوزارة ومشروعات توليد الطاقة من أجل تفادي موجة السخط الشعبي في عدد من المحافظات التي تعاني من انقطاعات متواصلة للتيار الكهربائي.

21 ألف ميغاواط حاجة العراق للكهرباء في حين لا ينتج سوى 11 ألفا
وكشف الوزير أنه سيتم تحويل عدد من المحطات خلال الأسبوعين المقبلين لتشغيلها بالمازوت بدلا من الغاز من خلال تحويلات فنية للعمل على التخفيف من مشكلة شحّ الوقود.

وأضاف أنه يجري العمل على الاستثمار في الطاقات المتجددة مثل الطاقة الشمسية، وهو حلّ قد يخفّف من الأزمة. ونفى صحّة ما تردّد من أنباء عن بيع المحطات الكهربائية القديمة. وقال إن الأمر لا يتعلق ببيعها وإنما باستثمارها.

وواجه الفهداوي سيلا من انتقادات النواب الذين تساءلوا عن خطّة وزارة الكهرباء لحلّ الأزمة ورفع المعاناة عن سكان المحافظات الجنوبية.

وردّ على تلك الانتقادات بالقول، إن هناك طاقة مفقودة بسبب عدم توفّر الوقود أو خروج بعض الخطوط عن العمل في المناطق الخاضعة لسيطرة الإرهابيين.

وبرّر عجز حكومة حيدر العبادي عن حلّ أزمة الكهرباء، بأنها تعمل في ظروف قاهرة مرتبطة بالواقع الأمني والجانب المالي والنازحين والعشوائيات.

وأشار إلى أن أغلب محطات توليد الكهرباء تعمل بالغاز، في الوقت الذي يعاني فيه العراق من شحّ الغاز. وقال إن توفّر الوقود كان يمكن من خلاله إرضاء المحافظات مؤقتا، وأن الخطّة تركز على الإنتاج من خلال الاستثمار والنقل والتوزيع للوصول إلى واقع جيّد، لكن المعوقات كثيرة ومن بينها عدم توفر التمويل.


قاسم الفهداوي: شح الوقود وأزمة العراق المالية يؤثران سلبا على توليد الكهرباء
وأوضح أن خروج مصفاة بيجي عن الخدمة بعد أن كانت توفر نصف حاجة العراق من المشتقات النفطية، أثّر كثيرا على توفير الوقود، كما أن الطاقة المنتجة من سدّ الموصل لا يمكن نقلها إلى المدن العراقية ويتم تحويلها إلى إقليم كردستان.

وكانت وزارة الكهرباء قد حذّرت في أبريل الماضي من أن أزمة انقطاع الكهرباء ستستمر نتيجة نمو الوحدات السكنية غير المدروس خارج الضوابط وتحويل أراض زراعية إلى وحدات سكنية وانتشار المجمعات السكنية العشوائية.

وأنفق العراق على مدى 12 عاما نحو 40 مليار دولار على مشاريع محطات الكهرباء، لكنها لم تفلح في الحدّ من معالجة أزمة انقطاع الكهرباء.

وحذّرت شخصيات سياسية ومدنية من تفجّر الأوضاع في محافظة البصرة، وبقية محافظات وسط وجنوب العراق، بسبب تردي الخدمات وعدم توافر الكهرباء، في ظل حرارة تصل لنحو 56 درجة مئوية.

وتنذر أزمة الانقطاعات المستمرة للكهرباء بتوتر غير مسبوق بين عدد من المحافظات العراقية بسبب قطع البعض منها للخط الناقل للكهرباء إلى محافظات مجاورة.

وكانت محافظات بجنوب البلاد مثل ذي قار قد قرّرت قطع الكهرباء عن محافظة المثنى من الخط الناقل عبر محطة كهرباء الناصرية، في خطوة مماثلة لتلك التي أقدمت عليها محافظة بابل بقطعها خط الكهرباء الذي يؤدي إلى محافظة كربلاء، بينما يتواصل الغليان الشعبي في محافظة البصرة، منذرا بالمزيد من التوترات.

ولا تبدو العاصمة بغداد أفضل حالا، حيث أن معدل التجهيز فيها لا يتعدى الساعة الواحدة مقابل كل أربع أو خمس ساعات انقطاع للكهرباء، في وقت يعاني فيه أصحاب المولدات الأهلية من مشكلة النقص في تجهيزهم بالوقود من قبل وزارة النفط.