المحرر موضوع: كلمة بمناسبة الذكرى الاولى للتهجير من مجمع عيون اربيل للنازحين  (زيارة 796 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل الاب بولس ثابت

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 34
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
كلمة بمناسبة الذكرى الاولى للتهجير من مجمع عيون اربيل للنازحين

القس بولس ثابت حبيب

-- بعد ان اتكلنا على الله وبين يديه وضعنا امرنا وحياتنا من خلال صلاتنا, اريد ان اتوجه بكلمة, فان وصلت يكون املنا بأن تلقى صدى في اذان كل من يمكنه ان يقوم بما هو مطلوب, وان لم تصل فاني سألقيها مشجعا كل من يريد ان يجتهد في ايصالها وبشتى الطرق. كلمتي ليست خطابا سياسيا, فأنا لست بسياسي, ومطلبها يمثل امنية وحاجة ضرورية للكثيرين الذي يمثلون كتلة انسانية وليس حزب سياسي. نخاطب الجميع بأسم الانسانية التي تعاني وتتألم, والطبيعة وخالقها يكفلون حق الصراخ لمن يتألم. صرختنا حق انساني, نابعة من عمق الم يعتصر في دواخلنا, وحسرة قاتلة تجوب في اعماق انفسنا نتاجها الانين والتنهدات التي تستذكر هوية وحياة وطموحات ورغبات كلها انسانية بريئة ذهبت في مهب الريح, لان البيت لم يعد موجودا والارض فقدت. مطالبنا ليست عدائية وليست افكارا سياسية نرغب في تطبيقها في برنامج شبيه, كلا فنحن نصرخ لان هناك مشكلة قائمة, الكل يؤكدها والكل يحسبها عبءُ يتطلب حلا عاجلا وسريعا, ولكن اين السرعة وسنة من التهجير انتهت لتبدأ الثانية؟. تساولات بريئة مشروعة يتلفظها اناس بسطاء لا طموح لهم غير العيش في كرامة في تربتهم التي اورثتهم هويتهم وخصوصيتهم, تساؤلات يستطيع من هو مسؤول ومقتدر وموكل اليه الواجب الوطني والعالمي ان يجيب عليها, ولكننا ننتظر جوابا مقنعا ومسؤول, ننتظر  ضميرا تهتز اوتاره كعود يريح النفس بنغماته. نحن قبل كشيء نشكر الله لاننا احياء, نشكر كل من مد يد العون والمساعدة: ارض التجأنا اليها, نصلي من اجلها لتبقى امنة مزدهرة, ارض اقليم كردستان  وكل من يسهر عليها ويديرها ويدافع عنها من قادة وعاملين ومقاتلين. نشكر كل من يتعاطف معنا  من اخوتنا هنا وهناك. نشكر كل من يساعد النازحين بمختلف دياناتهم وقومياتهم وفي كل مكان نزحوا اليه. نتعاطف مع بعضنا لاننا اليوم نعيش هوية واحدة الا وهي هوية النازحين. نحن نأمل بأن تنتهي هذه الازمة بفضل المخلصين ونعود سالمين الى ديارنا مع ذكريات وعلاقات اخوة مع من استضافنا. املنا هذا, لا بل نلح في طلبه, نريد منكم يا من تستطيعون الكلام والبحث عن الحلول بأسمنا, ان تسعوا على بركة الله لتحقيقه, ونحن بدورنا نصلي من اجل كل من يسعى بأخلاص لتحقيقه. المعاناة تزداد وتتفاقم, نعم الجهود كانت استثنائية في الاغاثة, لبعض الجهات. وكانت مخجلة وضعيفة من قبل جهات اخرى, ولكن نعرف جميعنا بأن كل عمل اغاثة له سقف زمني محدود, وبعده ماذا سيحدث؟,. من سيدفع الايجارات؟ ومن سيوفر لقمة العيش؟ ومن سيتكفل بمعاناة المرضى من حالات مستعصية وعمليات طارئة مكلفة؟. الاغاثة الكبرى هي العودة الى الديار فاغيثونا بها رحمكم الله. نريد العودة الى ديارنا, لاننا هنا نموت ببطء, ونتشتت ببطء, ونفقد مستقبلنا ببطء, ليس لسبب اخر الا لاننا قد اقتلعنا من جذورنا. الرعب يهدد الشيوخ لان ارضا غريبة سوف تقتبل رفاتهم بعيدا عن ابائهم. الشباب مذعورين لان المستقبل غامض. الاطفال مهددون لان مسيرة حياتهم اضطربت. نرفع صوتنا ونبلغ رسالتنا: حرروا اراضينا واوقفوا الضياع. ان احداثا كهذه في عصرنا هذا تعتبر مهزلة وعار للانسانية, اذ كيف يمكن ان يعيش ملايين من الناس مطرودين من بيوتهم من قبل عصابات تنازلت عن انسانيتها لتصبح عدوا للانسان؟. اين الاحلاف والمواثيق وحقوق الانسان؟. عجلوا وتدخلوا وحرروا وامنوا ديارنا لان حياة الملايين لم تعد حياة, بل كارثة وموت. اوقفوا الدمار والتشريد اوقفوا الدمار والتشريد اوقفوا موت البراءة والانسانية.