المحرر موضوع: وان سألوك : من اين لك هذا ؟ قُل : هذا من فضل الحرية و الديمقراطية  (زيارة 773 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل افرام فضيل البهرو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 75
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
وان سألوك : من اين لك هذا ؟ قُل : هذا من فضل الحرية و الديمقراطية

المحامي افرام فضيل البهرو
   اعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي , البدء بتطبيق مبدأ ( من اين لك هذا ؟؟) كما اكد ان هيئة النزاهة ستقوم بتشكيل فرق خاصة للتحقيق في اموال جميع المسؤولين في الدولة .
    والسؤال الذي يطرح نفسه هو .. من سيبادر ويسأل : مِن اين لك هذا ... ومنْ سيسأل منْ ؟؟؟ فالذي يفترض ان يسأل مثل هذا السؤال لا بد ان يكون نزيها وصادقا ويثق به العراقيون والا كيف سيتجرأ من تورط بالفساد المالي والاداري ان يبادر بفتح ملفات اشخاص مسؤولين في الوقت الذي هو ايضا قد تورط مثلهم بالفساد ؟؟
    منذ سقوط النظام السابق ,واستلام الاحزاب المعارضة العراقية زمام الامور في قيادة البلد ,انتشر الفساد المالي والاداري , ليس فقط  بين المسؤولين العراقيين وانما حتى الامريكان ومن ضمنهم رئيس سلطة الائتلاف بول بريمر,حيث يقال بانه جمع ثروة هائلة من التهامه الكعكة العراقية التي يسيل لها اللعاب ,  ومنذ تلك الفترة والشرفاء من ابناء الشعب العراقي ينادون بوجود فساد مالي واداري ولكن بقي الصمت الحكومي سائدا بسبب انشغالهم بالحصول على المناصب وبالتالي المكاسب ,, مما شجع الفساد لدرجة يصعب معالجته ,فنحن نعلم جيدا بان العبادي نفسه كان ضمن العملية السياسية من بداية التغيير ولحد الان , فهل من المعقول انه يجهل من هم الفاسدين ؟ ومن هم الذين اهدروا ثروات الشعب والمال العام ؟؟؟ ام ان سيادته طرح هذا المبدأ لتهدئة هيجان وثورة الشعب ضد الفساد التي انطلقت مؤخرا , وخشيته من تطور الوضع الى اعتصام وعصيان وحدوث ما لا يحمد عقباه ؟؟ واين كان منذ بداية اشتراكه بالعملية السياسية , الا  يفترض بالشرفاء ان يقفوا ضد الفساد منذ البداية وليس بعد خراب البصرة ؟؟
       نحن لا نشك بان العبادي يحاول جاهدا بتصحيح مسار العملية السياسية وخاصة بعد ان تلقى دعما من الشعب العراقي وتأيدا من معظم الدول الا انه وكما يبدو بان قراراته لا تطبق من قبل معظم الاحزاب والكتل الكبيرة وهذا باعتراف منه , ولهذا  نعتقد بان هذه المبادرة ليست اكثر من جرعة لتخدير الشعب , لان الفاسدين قد اتخذوا الاحتياطات اللازمة للافلات من مثل هذا التساؤل , وان هذا الموضوع جاء متاخرا جداً, ومن المستحيل ان يعالج عن طريق مبدأ من اين لك هذا .. كما اكدت منظمة الشفافية العالمية بان العراق احتل المرتبة الثالثة في الفساد المالي والاداري , ومع ذلك استمر الفساد وما زال , والطامة الكبرى هي بانه ولحد الان لم يحاكم مسؤول فاسد ,وحتى الذين تم محاكمتهم كانوا قد هربوا خارج العراق وهم يعيشون بترف ورخاء من جراء سرقة المال العام , كما لم تتمكن الحكومة من القاء القبض عليهم عن طريق الشرطة الدولية ( الانتربول ) وهذا ما شجعهم على تماديهم بالفساد .
   ان الحرية والديمقراطية التي جاءت دخيلة الى العراق , كانت كارثة بكل معنى الكلمة لان الشعب العراقي كان تعود على الدكتاتورية والقمع والظلم , ولكن ما ان وجد نفسه متحررا من الدكتاتورية حتى انغمس معظم ابناء الشعب في الفساد وهذا يعني بأن العراقيين بحاجة الى دكتاتور جديد حتى وان كان ظالما وفاسدا ,شرط ان ينقذهم من الفاسدين ويعلق مشانقهم في ساحة التحرير ليطمئن الشعب على امواله التي اصبحت فرهود بيد اللصوص الذين يطلون علينا  من على الفضائيات ويظهرون انفسهم بانهم نزهاء وصادقون و وطنيون ويتهمون غيرهم بالفساد , ونحن نعلم جيدا بان المسؤولين العراقيين هم نفس الاشخاص منذ سقوط نظام صدام ولحد الان , فقط تتغير مناصبهم ومواقعهم , وكلهم كانوا يقولون بان صدام حسين تمسك بالحكم لمدة 35 سنة , ونحن نراهم الان يكررون ذلك دون خوف او خجل , والكثير من ابناء الشعب العراقي يقولون بأن المسؤولين العراقيين قد بيضوا وجه صدام حسين ...  ولكي يثبت الدكتور حيدر العبادي جديته بتطبيق المبدأ , عليه ان يبدأ فورا بكشف الفاسدين ومن اية جهة كانوا   حتى وان كانوا من كتلته وهو يعرفهم جيدا , ويعرضهم على الفضائيات , ويصادر  العقارات والاموال التي استولوا عليها دون وجه حق , وتقديم الفاسدين للعدالة لنيل جزاؤهم العادل , لكي يعيد ثقة العراقيين بحكومتهم  , وبالتالي يطمئنوا على حياتهم واموالهم ومستقبل اجيالهم , وان لم يفعل ذلك خلال مدة محددة, عندئذٍ سنقول (الف رحمة على بواك الجفن)  .