المحرر موضوع: مدارس الشعوب..جون كيري أمام تمثال هوشي منه ..!  (زيارة 496 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل علي فهد ياسين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 467
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مدارس الشعوب..جون كيري أمام تمثال هوشي منه ..!

وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يصافح الرئيس الفيتنامي سانغ في القصر الرئاسي في العاصمة الفيتنامية هانوي اليوم ، أمام تمثال نصفي عملاق للقائد الفيتنامي هوشي منه،احتفالاً بمرورعشرين عاماً على اقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بعد صراع سياسي وحرب عدوانية فرضها الامريكيون على الشعب الفيتنامي استمرت مايقرب من نصف قرن،شارك فيها الوزير كيري بين عامي(1967و1970)قائداًلسفينة دورية،ومنح خلالها أوسمةً(تقديراً لجهوده)!.
هذا الخبر الذي تناقلته وسائل الأعلام العالمية يمثل درساًبليغاً في ذاكرة الشعوب المقاومة للاستعماربقيادة أبنائها الوطنيون الحقيقيون من أمثال الزعيم الخالد هوشي منه،وهو درس صالح لكل الشعوب وفي كل الأوقات مقابل ملفات الخيانة والمذلة التي كانت عليها ولازالت الكثيرمن العناوين القيادية التي ادعت وتدعي الوطنية في العالم !.
الحكومة الفيتنامية الممثلة لشعبها الذي قاوم العدوان الأمريكي بشجاعة وصبر نادريين والممثلة برئيس البلاد،اختارت أن تكون مصافحة الرئيس للوزير كيري في موقع رمزي يؤكد الوفاء لزعيم المقاومة الفيتنامية هوشي منه،فتمت أمام تمثال نصفي عملاق له في القصر الرئاسي الفيتنامي، وهو اختيار تعليمي بليغ للشعوب التي تحترم قادتها الأفذاذ.
في واقعنا العراقي المثُقل بآثام القادة على مدى تأريخ العراق الحديث، لازال الشعب يقدم خطوة ويتراجع خطوات في اختياره للقائد الوطني الذي ينقذ البلاد من أهواء السياسيين، ولازالت وقائع (سنوات الجمر)التي يعيشها العراقيون مستمرة منذ نصف قرن، رغم سقوط الدكتاتورية ومارافقهامن تضحيات جسام دفعها الشعب أملاً بحياة كريمة تستحقها أجياله.
لاشك أن دروس النضال الوطني للشعوب لاتحتاج الى ترجمة لتعميمها،لأنها اساليب عمل ومفاهيم وطنية صالحة لكل الاوقات وعابرة للجغرافية،لكنها بالقطع تحتاج الى قيادات وطنية حقيقية تؤمن بحقوق شعوبها المشروعة، وتتصرف بمسؤولية ونزاهة توفران ثقة الشعب بها والتفافه حولها، وهذه هي كلمة السر التي اعتمدها الشعب الفيتنامي في نضاله ضد العدوان الأمريكي، وهي التي فرضت على أمريكا الانسحاب من فيتنام واقامة علاقات دبلوماسية معها لاحقاً، وهي التي فرضت على جون كيري مصافحة الرئيس الفيتنامي سانغ أمام تمثال الزعيم هوشي منه وليس في مكان آخر!.
الدرس الفيتنامي المعلن اليوم نحتاجه في العراق لشعبنا ولقياداته، فهل نتعلم منه؟أم نستمر على طريق الفوضى الناتجة عن خلط الأوراق وضبابية الحدود بين الحقوق والواجبات للقادة وللشعب على حد سواء؟،فلانستفيد من تجارب الشعوب وقادتها،ولانقدم درساً عراقياً مفيداً لنا وللشعوب الأخرى،رغم كل تضحيات شعبنا من أجل حريته وكرامته وحقه في العيش الكريم.
علي فهد ياسين