المحرر موضوع: المظاهرات ... هل من بصيص امل؟  (زيارة 2559 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل متي اسو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 926
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
المظاهرات ... هل من بصيص امل؟

 هل هناك فعلا حراك شعبي واعي ؟ ، ام انه استعراض مؤقت دفعت به موجة الحر ولا جديد تحت الشمس ؟
وكما يقول المتنبي : " بما مضى ام لأمر فيه تجديد  ؟ "
فيما مضى ، ولا اقصد هنا فترة الاربيعينات والخمسينات والستينات ، كانت المظاهرات جميعها مظاهرات تأييد . بعد السقوط استمرت معظم المظاهرات على منوال
سابقتها لتأييد زعيم حزب او مرجعية  . كان هناك مظاهرات احتجاجية لا يمكن تصنيفها إلا في خانة " الطائفية " وأقنعة لأحزاب في طريقها الى الأندثار.
رغم الأحوال السائدة في العراق ، حيث  تفشّي الامية يسير طرديّا مع انتعاش الاحزاب الاسلامية وتنامي الاحزاب العشائرية الذي يبعث فيك القنوط ثم تفقد الامل ، إلا
انه لا يسعك إلا ان تتمسك ولو بقدر يسير من الامل ، مراهنا على الاجيال القادمة ووعيها بعد ان تكون قد اكتشفت ان  الاحزاب الحالية قد نشرت قيح فسادها في كل
الارجاء .
رغم كل شيء  هناك نوع من حرية التعبير ، هناك صحف وفضائيات وانترنيت تنقد وتفضح ، في الوقت عينه يحاول الكثير استغلالها لنشر الاكاذيب وتشويه الحقائق
وليقدم لنا طبخة اعلامية مزيّفة ، إلا ان حرية  التعبير هذه ، ومهما كان حجمها  ، مفيدة جدا للأجيال الناهضة  ... ستفهم هذه الأجيال ما قاله قبلنا من " انك
تستطيع ان تكذب على بعض الناس لبعض  الوقت ، لكنك لا تستطيع ان تكذب على جميع الناس كل الوقت " .
هل المظاهرات الحالية هي انعكاسا للصراعات السياسية لأحزاب الأسلام السياسي لتحقيق مآرب ومناصب شخصية ؟ هل هناك من يركب موجة المظاهرات أو يحاول
ان يركبها لاستغلالها او لافسادها ؟... أم ان بشائر الخير قد أطلّت علينا أخيرا من جماهير عازمة على نبذ الاحزاب الدينية بعد ان إكتشفت زيفها واختنقت برائحة
فسادها ؟ ... ارجو ان يكون الامر كذلك ..
طبعا لا احد يتوقع ان تكون المعركة مع الفساد والمفسدين سهلة ونزهة سياسية ، فإن للمفسدين في الارض جيوشهم التي تسميهم زورا بـ " جماهيرها " ، لها من
يدعمها من دول الجوار التي كانت دائما وأبدا وبالا على العراق والعراقيين ، لها اموالها ومليشياتها تواجه  بها شعب " أعزل " . المعركة غير متكافئة لكنها
ضرورية..

ما يزيد في الطين بلّة هو ، ان الصراع سوف لن يقتصر بين الطغمة الفاسدة والجماهير المغلوبة على امرها ، بل هناك من المعارضة الفاسدة المستعدة دائما لاقتناص
مثل هذه الفرص  علّها تعود الى السلطة " كما خبّرها الغراب " .
ان التمسك بشعار " الفساد " ، الفساد الذي لا يمكن انكاره حتى من المفسدين انفسهم ، هو وحده طوق النجاة من مستنقع الاسلام السياسي الذي لا يطيب له العيش إلا
وهو جاثم على حياة الناس ويقتات من الفساد الذي ينشره في كل مكان .
إذا كانت هناك فعلا محاولات جادة في محاسبة المفسدين ، فسيشهد العراق انهيارات مافيات عملاقة  ليس في الفساد المالي فقط بل في أصل الصراع السياسي الدموي
الذي يعتاش عليه " أبطال الوطنية في الصراع على السلطة " .