المحرر موضوع: • هل ينجح العبادي في القضاء على الفساد والمُحاصصة المقيتـة ؟ ... !!! •  (زيارة 2589 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل النوهدري

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 24150
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
هل ينجح العبادي في القضاء على الفساد والمحاصصة المقيتة ؟
عشـتار :
الأثنين 10 ـ 08 ـ 2015 
بقلم / منصور سناطي :
يبدو أن الكيل قد طفح بالعراقيين ، مما حدا بهم للنزول إلى الشارع ، والمطالبة بحزمة إصلاحات منها أزمة الكهرباء في هذا الصيف اللاهب ، والبطالة والنقص الحاد في الخدمات ، وقضايا المهجرين ، والفساد المالي والإداري في كل مفاصل الدولة ، حيث ظهر العراق من أكثر الدول فسادا ً بعد الصومال ، كما أن المحاصصة الطائفية والحزبية والقومية والاثنية المقيتة ، أرهقت مضاجع العراقيين بعد سقوط نظام صدام في 2003 ولحد الآن ، ومشكلة داعش التي تحتل ثلث مساحة العراق ، ولا تزال تهدد كل العراقيين دون إستثناء ، ولكن إلى متى ، وهل بعد أن إنتفضت 11 محافظة سينجح العبادي بترضية وإقناع تلك الجماهير ؟ أعلن العبادي حزمة إصلاحات ، بعد دعوة السيد السيستاني بالضرب بيد من حديد على الفاسدين
وتعيين المسؤولين بناء ًعلى الكفاءة وليس بناء على الإنتماءات ، وعليه قدّم مشروع إصلاحات منها إلغاء مناصب
نواب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والمخصصات الإستثنائية وتقليص الحمايات وترشيق الوزرات وتقليصها توفيرا ً للنفقات ، وتشكيل لجنة محايدة من القضاة النزيهين المعروفين بالكفاءة والوطنية لمكافحة الفساد على مبدأ ( من أين لك هذا ) لكل المسؤولين مهما كانت مناصبهم وإنتماءاتهم ، ووضع الشخص المناسب حسب الكفاءة والإختصاص في المكان المناسب ، وأعادة النظر في الرواتب التقاعدية لكبار المسؤولين ، وملفات الفساد والمتسببين في هدر المال العام ، والمقاولات المشبوهة ، التي كلفت الخزينة مليارات الدولارات ، فهل ينجح الدكتور العبادي في مسعاه ؟ الحقيقة التي يعلمها كل من إشتمّ رائحة العقل
وينظر إلى الأمور نظرة موضوعية ثاقبة ، أن أهم المنجزات التي ينتظرها العراقيون هي التخلص من المحاصصة ، التي ستسبب خراب العراق وضياعه ، فإن لم يضع العراقي المسؤول العراق نصب عينيه كوطن للجميع بغض النظر
عن أي إنتماء ، فإن حاله سيكون أسوأ من لبنان ، الذي
لا زال يترنح تحت وزر المحاصصة لعقود ولا تزال أزمته متفاقمة ، ولا يزال دون رئيس جمهورية ، فهل نتعض ونقف خلف العبادي ، بشرط أن لا يتحول إلى دكتاتور آخر كصدام
ومن بعده نوري المالكي ، فالعبادي ورث عبئاً ثقيلا ً
وهو ليس مسؤولا عن جبل الأزمات التي ألقيت على كاهله ،
ولكنه مسؤولا دستوريا وأخلاقياعن إصلاح الدولة العراقية والضرب بيد من حديد على كل فاسد مهما كان موقعه ،
والشعب كل الشعب مع القضاء على الفساد ، وإذا تمّ القضاء على الفساد فالملف الأمني هو تحصيل حاصل لمتانة الجبهة الداخلية ،  والقضاء على الإرهاب مرهون بالقضاء على الفساد المالي والإداري والمحاصصة المقيتة ، وسنرى في الأيام القادمة من هو الوطني الشريف المضحي بالمكاسب الشخصية خدمة للمصلحة الوطنية العامة ،  ومن هو الخائن لوطنه وضميره الذي أثرى من السحت الحرام .