الرابطة الكلدانيه مشروع مستقبلي رائد
إن قيامَ الرابطةِ الكلدانية في هذه المرحلة الصعبة والخطرة التي يمرُّ بها شعبُنا المسيحي والكلداني بوجهٍ خاص في منطقه الشرق الاوسط وتحديداً في العراق, جاء تلبيةً ملحة لهذه التحولات الخطرة و بالأخص بعد سقوط مدينة الموصل وقرى سهل نينوى في صيف العام الماضي, وذلك بعد ان فرغت الساحةُ السياسية تماماً من محتواها العملي والمطلبي ,حيث كان من المفروض ان تمثله الاحزابُ السياسية التي تبنت قضية شعبِنا و لم تتمكن من تحقيقِ شيءٍ يُذكر.
جاءت الرابطة الكلدانية تلبيةُ لتطلعاتِ الكلدان من خلال بناء وترتيب البيت الكلداني وهذا يتطلب جهداً كبيراً بسبب تواجدِ الكلدان في بلدانٍ متعددة في العالم . وعليه فان الرابطة فتحت ابوابَها أمامَ أبناءِ شعبِنا الكلداني للإنضمام اليها ودعمِها وتقويةِ وجودها وايصالِ صوتها الى المحافلِ الدولية وصُنّاع القرار , وهذا السبيلُ يمكن الوصولُ اليه بالتعاونِ والعملِ المشترك.
الرابطة الكلدانية مشروعٌ مستقبليٌ واضحُ المعالم صريحٌ وشرعيٌ , وعليه فإن قيامَ الرابطة هو وثبة قوية ومهمة للانطلاق الى مشروع وحدوي يجمعُ ابناء امتنا الكلدانية اولا وباقي مكونات شعبنا مع احتفاظنا بخصوصيتنا كشعب عظيم وعريق وامة حية وكيان فاعل ضمن فسيفساء كبير موجود عبر مئات السنين .
الرابطة الكلدانية تجربة لها ابعاد آنية ايضا، حيث أخذت على عاتقها التحرك السريع في العراق وبلدان المهجرمن خلال آليات عملها وهو النظام الداخلي والبيان الختامي وتوصيات غبطة ابينا البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكو بطريرك بابل على
الكلدان في العراق والعالم , وكانت خارطةُ الطريقِ ملزمةُ للجنة التأسيسية واللجنة العليا المنبثقة عنها من خلال الانتخابات ، فسارعت الى فتح الفروع وتشكيل اللجان والمكاتب،ومما زاد من هذا الزخم هو التفاعلُ الجماهيري الكثيف والوقوف مع مشروع الرابطة الكلدانية من خلال الدعم المعنوي والمادي ,وهذا زاد ايضا من ثقلِ المسؤولية الملقاة على عاتق المنتسبين لها .
الرابطة الكلدانية رابطةٌ خدميةٌ هدفُها خدمة ابناءِ شعبنا الكلداني اينما وجدوا وهذا عمل يتطلب تحركاً مدروساً ونحن مطالبون بالدقة والانضباط والتحرك السليم وايجاد الطرق وبناء جسور الحوار مع كل مكونات شعبنا، وبذلك تكون ُالرابطة مسوولة عن تصرفاتِها وعليها أن تتقبَل النقدَ و النقدَ الذاتي البَناء وتتحرك بموجبه لتصحيحِ ايِّ مسارٍ خاطىْ ٍ إن وُجِد, بقدرِ تعلقِ الأمر بالرابطةِ ورسالتِها المهمة, وبالتالي فإن الرابطة سوف تضع في نظر الاعتبار ما تكتبهُ الأقلام في مختلفِ مجالات الاعلام القومي والوطني، فليكن نقدُكم لها بقدرِ المسؤلية التاريخية , لكي نتواصل ونقدم للعالم نموذجاً حضارياً يليق بتاريخِ أمتِنا الكلدانية العظيمة , ولنبتعد عن المهاترات وقذف الحجارة في الظلام والتشخيص والنوايا المبيتة .
والرابطة من جانبها ستولي الاعلام اهمية خاصة وتضعه امامها لأهميته وفاعليته وتأثيره وسيكون موضع احترامها .
في الختام هذه دعوة صادقة ومخلصة وأمينة ، و أبوابُ الرابطةِ مفتوحة لطَرْقِها في معظم أماكن تواجد ابناء أمتنا وسوف تجدوننا أناساً مخلصين لأمتنا الكلدانية وجنوداً أوفياء وخداماً بكل طيبة خاطر، لأننا حَمَلة رسالةٍ بدون غرور لِمن يستحقُ افكارَنا النبيلة واهدافَنا السامية
سلام مرقس
باريس .