المحرر موضوع: العراق .. و .. أزمة الهوية  (زيارة 554 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف تيلجي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 473
  • كاتب ومحلل في مجال نقد الموروث الأسلامي
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
العراق .. و .. أزمة الهوية
« في: 05:13 19/08/2015 »
                                         العراق ... وأزمة الهوية
 أستهلال :
ويا حكام المهزومين  .. ويا جمهورا مهزوما .. ما أوسخنا .. ما أوسخنا.. ما أوسخنا ونكابر
ما أوسخنا .. لا أستثني أحدا هل تعترفون
----------------
ونعوي في الصحراء بلا مأوى .. هل وطن تحكمه الأفخاذ الملكية ؟ .. هذا وطن أم مبغى ؟
هل أرض هذه الكرة الأرضية أم وكر ذئاب ؟
 ( * ) مقطع من قصيدة  لمظفر النواب /  " شاعر عراقي معاصر ومعارض سياسي بارز وناقد ، تعرّض للملاحقة وسجن في العراق ، عاش بعدها في عدة عواصم منها بيروت ودمشق ومدن أوربية اخرى ،  ولد عام 1934 ، اكمل دراسته الجامعية في كلية الآداب ببغداد " .

المقدمة والنص وكلمة الختام :

     العراق بعد 2003 فقد  الهوية ، بل أنتزعت منه الهوية ، ولا أقصد أنه كان له هوية من قبل / بالمعنى المطلق والمتعارف عليه  للهوية الوطنية ، ولكن الأن تماما فقد الهوية ، بغداد ليست بغداد ، والراية ليست كما كانت ، والرافدين أصبحا مدفنا للجثث ، و النخيل بل ثمر / وقد نستورد يوما التمر ، كما نستورد باقي السلع ضرورية كانت أم كمالية أو أنتاجية ، العراق بلا هوية ، لا أستطيع أن أحدد مسببات فقدان الهوية ، لأنها لا تعد ولا تحصى ، فتعددت الأسباب والموت واحد / فقدان الهوية ، لا أدري ما الذي حصل ، حكام العراق الحاليين ، ملتحين أو معممين ، وبعضهم غير ذلك ، ولكنهم يصلون ويصومون ويزورون الأضرحة ، وبعضهم حتى يلطمون على سيد الشهداء الحسين / وهو براء منهم ، ولكن الكل ساهم بشكل مباشر أو غير مباشر أو أغفل النظر عن الوضع ، حتى تضيع الهوية ، فالعراق مقسم ، العراق مجزأ ، العراق مغتصب ، العراق مشرذم ، العراق طائفي ، العراق مذهبي ، العراق بؤرة من الاحزاب و التكتلات ، العراق منهوب ، العراق يحترق ... من المستفيد من كل هذا ، يبقى سؤال بلا جواب !!
لأول مرة الحكومة والبرلمان والحكام يتفقون على ثورة / أو أنقلاب ، ضد الشعب ، هي سلب هوية العراق . أيهاجر الشعب أم يفنى الحكام الجدد . تأكد لنا أن رجال الدين و المتدينيين ، عندما يجرمون أو يقتلون أو يسرقون أو ينهبون .. يكونون أكثر  دموية و شراسة ووحشية وشراهة من " العلمانيين الكفرة " !! لم نسمع أن الراحل نوري السعيد أو الزعيم عبد الكريم قاسم / مثلا ، كانا  من أصحاب المال و العقارات ، وحكام اليوم يملكون المليارات ، كانوا يقولون أن الباشا نوري السعيد " كان يشرب العرق " ، أيها الحكام أشربوا ما تشاؤوا من .. !! لكن أعدلوا و أنصفوا مثله ! وأحكموا مثلما حكم ، وسائل يسأل / من جانب أخر ، ماذا فعل الباشا حتى تخرج المظاهرات / أبان العهد الملكي ، التي تقول " نوري السعيد القندرة وصالح جبر كيطانة " ، أذا كان الباشا " قندرة " .. وهو الذي كان له القدر الأعظم في " وجود دولة أسمها العراق وتأسيس جيشه و جعله عضوا في جامعة الدول العربية و عصبة الأمم .." ، من جانب أخر ،  ماذا قدم الحكام الجدد من أنجازات !! وماذا يجب أن نهتف لهم على ما فعلوه بالعراق !! أين أنت أيها الشعب المغيب بمسيرات الزيارات و اللطم ، الحسين لا يحتاج الى مسيرات ولا الى لطم .. الحسين قال " أللهم أجعلني أن أبيت / أبات ، مظلوما ولا ظالما " ، ونحن نقول الى متى يبقى الشعب مظلوما ، مسلوب الأرادة ، لا حول له ولا قوة ، في بعض الأحيان أشكك بأن هذا هو شعب العراق ، الذي يقال عنه شعب الثورات من الأربعينات وحتى مطلع الألفية الثالثة ! متى ترجع لك الهوية الثورية ، وتحاكم من نهبوك وشردوك وجعلوك لاجئا  في  الشتات .. 
وأختتم مقالي بمقطع  من قصيدة لي في مطلع  2012 عام ، أقول فيها / وهي محاورة بين الحكام و الشعب :
ولكن  سامحنا أيها الشعب
فنحن لا نعرف
كيف أسعادك
وكيف نحقق  لك
الاحلام ...
-----------------
و كيف نوفر لك العيش
و الأحترام
و نحن نسينا الله
و عبدنا الكراسي
و أصبحت حياتنا
حرام  في  حرام ...
-----------------
و أنا .. أقول أيها الشعب
عش كما قدروا  لك
مذلولا  و أذهب للجحيم
أو أنتفض
و أشنق  الأقزام ...



غير متصل اوراها دنخا سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 687
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: العراق .. و .. أزمة الهوية
« رد #1 في: 12:13 19/08/2015 »
الاستاذ يوسف تيلجي المحترم
تحية
عام 1916 اخبر سايكس مجلس الحرب البريطاني (ايام الحرب العالمية الاولى): انه ليس للعرب روح وطنية بالمعنى الذي نعرفه نحن، الا ان لديهم حساً بالكرامة العرقية.
والعرب العراقيين اليوم لا يشذون عن ما قاله سايكس فقد فقدوا حتى الحس العرقي واتجهوا الى الحس الطائفي ... ويا ويل العراق من هذا الحس !!   
تحياتي