المحرر موضوع: رسالة إلى قداسة البابا فرنسيس  (زيارة 2995 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل المونسـنيور بيوس قاشا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 241
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
  بمناسبة مرور عام على التهجير والنزوح

                 ولكم الشكر ...
                                         والشكر واجب يا قداسة البابا فرنسيس

     سلام بالمسيح الرب...
في البدء... نقبّل يدكم المباركة ونطلب بركتكم الأبوية وشفاعة صلاتكم... وبعد،
تحية بنوية مليئة بصبغة الإيمان التي اقتبلتُها يوم عماذي مع عظمة نعمة الكهنوت التي مُنحت لي وأنا لا أستحق، إذ ما أنا إلا بشر ضعيف... ولكي أكون وفياً وأميناً لرسالتي الإنسانية والكهنوتية والاجتماعية، أردتُ أن أسطّر لقداستكم أسطراً قليلة أحمل فيها هموم شعبي ورعيتي وهمومي إليكم، ناقلاً لكم حقيقة ومسيرة شعب يُضطهد ويُطرد ويُشتَّت ويُنزح ويهاجر، وفيها أقدم لكم الشكر الجزيل لمشاركتكم ألمنا وهجرتنا ونزوحنا وطردنا في الصلاة اليومية والبركة الأبوية والرسائل الرسولية والمبعوثين الشخصيين نيافة الكاردينال فيلوني والكاردينال ساندري والكاردينال بارباران والكاردينال أنجلو سكولا ورؤساء الكنائس الذين تعاضدوا معنا، وواجب الشكر واجب مقدس، وأرجو أن تعتبروني مثل ذلك الأبرص الوحيد الذي عاد ليقدم الشكر للرب يسوع، فما شعبي وأنا إلا بحاجة إلى بركتكم ووقفتكم المُحبّة كما في الإنسانية والمسيحية... وبعد،

     مسيرة ... وحياة
   أنا من سكنة قره قوش (بغديدا) المسيحية الكاثوليكية بنسبة 97% من سكانها. ترعرعتُ فيها، ومن ثقافتها وأصولها تعلمتُ، وضمن جدران المعهد الكهنوتي للآباء الدومنيكيين تربّيتُ وتدربتُ في مسيرة كهنوتية، كما احتضنتني كلية لاون للاهوت والفلسفة في القاهرة، وارتُسمتُ كاهناً لمذبح الرب بنعمة من لدنه وأنا البشر الضعيف في 1 تموز 1979، ولا زلتُ أخدم في بغداد منذ عام 1983 بعد أن خدمتُ في قره قوش خمس سنوات وعايشتُ الحروب والحصار والاحتلال والسقوط ثم إرهاب داعش ولحد الساعة، وقد تشرفتُ بمقابلتكم مع وفد من رعية مار يوسف في بغداد في الرابع من أيلول عام 2013 وأهديتُ لكم كتابي المسوم "فرنشيسكو... فقير الفاتيكان" وهو أول كتاب صدر باللغة العربية بعد 100 يوم من حبريتكم كحبر أعظم في الفاتيكان، وشكري للرب الذي قاد مسيرتي إلى هذه اللحظة.
   في ظل ما يجري في بلادنا من حروب ونزاعات ومجازر حصدت مئات الآلاف من البشر، وشرّدت الملايين عن منازلهم وقُراهم، لابدّ _ أقول _ من إتّباع المسيح ومن السعي في نشر العدالة والسلام والمحبة إذا ما أردنا الاقتداء بربّنا، ويجوز لأي ظرف أو حدث أن يمنعنا من الالتزام بالعمل في سبيل المحبة والسلام... فأنا أؤمن أن المسيحية الحقة مبنية على المحبة الفادية، والصليب فخر المسيحية الحقة بالمسيح يسوع الرب، فحينما تلتقي المحبة بالألم يتغير مفهوم الألم وتصبح الحياة هبة روحية، ويتحول الموت من مخيف ومرعب إلى جسر ذهبي يعبر بنا من حياة الأرض إلى السعادة الأبدية الدائمة كما يقول الرسول بولس:"إني أحسب كل شيء خسارة من أجل معرفة المسيح يسوع ربي" (فيليبي 8:3).

     قداسة البابا فرنسيس
     واقع ... وحقيقة

   نعم، كان بلدي يئنّ تحت حكم الدكتاتورية المقيتة والحروب التي أحرقت شبابنا في أتون النار المميتة، وهجّرتهم بدموع الألم والأسى، ومنها انطلقنا إلى الحصار حيث العديد من أبرياء الدنيا من الأطفال ماتوا بسبب نقص الغذاء والدواء والحليب، وكانت الدنيا بعوالمها تنظر إلينا وتتألم لشعبنا المسكين الرازح تحت نير العبودية والحروب والحصار، فلا حرية ولا كلمة ولا صوت، بل تأوّه وبكاء وأسف.
   نعم، كنا ننتظر قرار التحرير وليس قرار الاستعباد والاحتلال... كنا ننتظر التحرر من الخطيئة والعبودية، وكنا نأمل خيراً لمستقبل أولادنا وأجيالنا، ولكن ما حصل لم يكن في الحسبان، فقد أصبحنا حملاناً يذبحوننا متى شاءوا وحسب طلبهم، وأُحصينا في عِداد الموتى، وكُتب علينا الضياع والتشرد والتيه، فتُوِّجت الطائفية أميرة بدكتاتوريتها، وأخذت المذهبية مسيرة قاتلة بزواياها المتعددة، وبدأت المحسوبية الخانقة والمصالح الأنانية، وأصبح الإنسان قايين آخر، فتفشّى الكذب والسرقة والسلب والنهب والتفجير والتفخيخ والتهديد والوعيد وكأن الدنيا لم تكن حسب قول إلهنا:"ورأى الله كل شيء حسناً" (تك 1). فدمّرت الحروب بلدنا، وجاء الحصار فأركعنا كلنا، وحلّ ما حلّ فينا من مآسي، ولا أعلم هل كان ذلك لتدمير البلاد أم لسقوط الرئيس أم لسقوط الحكم، وكنا في كل لحظة ننتظر ما الذي سيحلّ في المسكونة (متى 24) مؤمنين بقول ربنا يسوع:"ارفعوا رؤوسكم فإن خلاصكم قد دنا" (لو 28:21)، ولا زلنا لحد الساعة ننتظر اكتمال قول المسيح الرب، وما يحصل الآن ما هو إلا بداية دمار الأرض بدءاً بأرضنا وأجيالنا.

     الموصل ... وسهل نينوى
   في العاشر من حزيران عام 2014، إستولى داعش الإرهابي على الموصل العريقة بمسيحييها، والمتعايشة مع المسلمين والمكونات الأخرى، فطرد المسيحيين وسبى نساءهم واستولى على أملاكهم وأجبرهم أن يدفعوا الجزية أو يعلنوا إسلامهم أو يغادروا مدنهم وقراهم... وهكذا لما حلّ السادس من آب عام 2014 دخل داعش الإرهابي أرض سهل نينوى ففقدت القرى المسيحية سكانها وأموالها، وتشتت أهلها في الشوارع والأزقة والساحات والكنائس والمباني الفارغة يفتشون عن ملجأ آمن في كوردستان، وهؤلاء الإرهابيون تسلّحوا بغرائز الوحشية وهم مجرَّدين من أية مسحة إنسانية... إنها حقيقة مُرّة... إنها حرب الشر والخطيئة بحق الشعوب البريئة.
   كما إن الإرهاب دمّر الدولة وهياكلها، أنزل الصلبان من قبب كنائسنا، وأحرق صور قديسينا ورموزنا، هدم المدارس وأحرق مكاتب علمها، فرض تعليمه الإرهابي في رياض الأطفال، أهان المرأة وسباها... نعم، قبل أيام استذكرنا الذكرى الأولى المؤلمة لطردنا في 6 آب (أغسطس) 2014، وقبل يومين من توقف الحرب الشرسة والمدمِّرة العراقية – الإيرانية في 8 آب 1988 والتي راح ضحيتها مئات الألوف من القتلى وملايين من الجرحى والأسرى والمفقودين، وترمّلت الملايين من النساء ومن جميع المكونات، وكم كنتُ أتمنى أن تكون هذه المناسبة ذكرى تحرير وليس ذكرى تدمير... وأمام هذه المشاهد المؤلمة كنتم أنتم الكلمة والحقيقة والشهادة _ كما فعل أسلافكم المقدسين _ ونظرتم إلى شعبي بعين الرحمة والحنان، وتكلّمتم _ وبصوت سمعه العالم بأسره بحكّامه وشعوبه _ وقلتم: لا للإضطهاد، فالمسيحيون أصلاء وأبناء الحوار والعيش المشترك... كنتم حينها ولا زلتم حتى الساعة روّاد الدفاع عن قول الحقيقة عملاً بقول ربنا يسوع:"قولوا الحق، والحق يحرركم" (يو 33:8)، وأعلنتم "أن اضطهاد المسيحيين المشرقيين بمختلف طوائفهم هو اضطهاد للكنيسة، وإن دماء المسيحيين دماء واحدة".

     قداسة البابا فرنسيس
   منذ دخول داعش الإرهابي أرض وطني دنّس قريتي ومدينتي الموصل وقرى سهل نينوى، وبدأت الأحداث تتسارع في مسيرة مؤلمة وحاملة للحقيقة الإنسانية المتألمة في شعبنا الجريح الذي طرده داعش وعملاؤه من ديارهم وفقدوا كل شيء: منازلهم ومحتواها، أملاكهم وأحلامهم، ولم يبقَ أمامهم إلا الهزيمة والإلتجاء إلى كوردستان حيث الأمان، وهناك فرشوا الحدائق وملأوا الشوارع... واليوم، لا زال أغلبهم يسكنون عمارات بائسة لم يكتمل بناؤها، وآخرون كرفانات لا تليق بسكنى أناس احترموا إنسانيتهم ومسيرة حياتهم، وآخرون هاجروا وقلوبهم حزينة حتى الموت على فراق أرضهم... نعم، رحلوا إلى بلدان الجوار شمالاً وغرباً، جنوباً وشرقاً، باحثين عن ملجأ يقيهم، وعن أمن يحميهم، وعن يد تعانقهم، وعن كلمة تواسيهم، وعن محبة ترافقهم، وعن رحمة تسترهم، وعن شعور بنجدتهم، ولكن لا من مجيب ولا من حديث ولا من عزاء _ ولم يكن صوت الدول الكبرى إلا صوتاً خافتاً، أما صوت الكنيسة بكم كان صوت الشهادة وقول الحقيقة _ ولا زالت حتى اليوم مسيرتهم دون هدف وإرادة، دون علم ودراية، ووضعهم مأساوي بدرجة امتياز... إنهم مهجَّرون... إنهم نازحون... فالحقوق مسلوبة، والحقيقة مصلوبة، والعدالة حوكمت، والقضاء إرهاب، شعوب تائهة أم أصيلة؟، لباسنا سواد وما كسوتنا إلا أكفان... هل نستحق أن نحيا أم علينا أن نكون تبعية مهمَّشة لا دور لها إلا ملء البطون والنوم والصوت الحزين، وممنوع علينا أن نحيا إنجيلنا ونعلنه ونعلّمه، ولا زال الصوت يصرخ كل صباح ومساء هل سنعود؟، متى سنعود؟، كيف سنعود؟، مَن يحمينا؟، مَن يدافع عنا؟، مَن يعيد حقوقنا ومَن يعوّض أموالنا؟، وما أملنا إلا بكم أن تمدّوا أياديكم كسحابة ببركتكم الأبوية لحماية شعبنا الممزَّق والمضطَهَد والمطرود... فالحياة استمرارية في هبة الله رب السماء والأرض، وهي أسمى من المصالح، والإنسان أسمى من المخططات، والتاريخ حقيقة سيعلنها لأجيال الدنيا وأجيالنا. ولا زالت الدنيا والشر والخطيئة يمجدون الموت والقتل والدمار وازدراء الحياة من قبل إرهاب مميت لا يحترم الحياة بقدسيتها والدنيا ببشرها... إنه التحدي الأكبر للإنسانية أن يعالَج من جذوره، بل تُقلَع جذوره.
   نعم، منذ دخول داعش إلى أرض قرانا ومدننا في سهل نينوى، كنتم يا قداسة البابا فرنسيس بصوتكم الإيماني المعلِن للحقيقة تصرخون كيوحنا المعمذان على مسامع كبار العالم وحكّامه أنْ "أوقفوا قتل المسيحيين واضطهادهم"، وإلى الأبناء المهجرين النازحين "كونوا على ثقة أن المسيح معكم، وليكن الرجاء سبيلكم، والتعزية مرافِقة لأية شدة تحتملونها"، وما إرسالكم لمبعوثين من قداستكم إلا علامة مضيئة في حقيقة مسيرة الألم لشعوب المسيحية في الشرق، ورسائلكم وخطاباتكم لمناسبات عدة ومختلفة.

    رسالتكم الميلادية...
   فرسالتكم يا قداسة البابا فرنسيس في عيد الميلاد 2014، والموجَّهة إلى مسيحيي الشرق الأوسط، كانت تحمل رجاءً أميناً إذ أمعنتم كيف أن نغمات الترانيم الميلادية تمتزج بالدموع والتنهدات، وأعلنتم كيف أن ولادة ابن الله في جسدنا البشري ما هو إلا سر تعزية يفوق الوصف. فقد ظهرت نعمة الله ينبوع الخلاص لجميع الناس (طيما 11:2)، وفيها أعلنتم حقيقة الآلام والمحن التي تافقمت بسبب النزاعات التي تعذب المنطقة وممارسة شتى أنواع الانتهاكات والممارسات لا تليق بالإنسان، وصرختم مع الرسالة أنه لا يمكنكم نسي الجماعات التي تعاني الاضطهاد وخاصة حملتم أفكاركم بشكل خاص بالأطفال والأمهات والمسنّين والمهجَّرين واللاجئين، وأعربتم عن قربكم وتضامنكم مع الجميع. كما أعلنتم قرب الكنيسة وتضامنها... إنها كلمة تعزية ورجاء، وتمنّيتم أن يكون المسيحيون شهوداً ليسوع، ويتحملون مسؤولية في الأرض حيث ولدت المسيحية وانتشرت، وقلتم مناشداً المسيحيين "إنهم الكنز الأثمن للمنطقة"، شاكراً إياهم على جهدهم. كما أعلنتم معانقتكم للشباب عناقاً أبوياً طالباً أن ينمو نمواً إنسانياً ومسيحياً، مذكّراً إياهم أن لا يخافوا أو يخجلوا من أن يكونوا مسيحيين... حملت الرسالة إلى الجميع مشاعر عزاء وحقيقة محبة نائب المسيح لأبناء الشرق العزيز، محمِّلاً إياهم مسؤولية كبيرة، وإنهم ليسوا وحدهم في المواجهة فالبابا يشجعهم، وشهادتهم مفيدة لقداسته مذكّراً أن لا ينسوا الصلاة لأجله وسط معاناتهم (عيد الميلاد، 23 ديسمبر 2014).

     شاهد ... وصوت
   نعم، بصوتكم من أجل المتألمين تعلنون الحقيقة من على منابر الفاتيكان، منابر الدول الكبرى، الفقيرة والغنية، تقودون سفينة الإيمان في بحر هذا العالم المتلاطم بأمواج هائلة وزوابع وأعاصير لم يسبق لها مثيل حيث يتم البحث عن أبعاد المسيح خارج العالم. فأنتم اليوم كلاً للكل (1كو 22:9)، للشرق والغرب، من أجل كرامة الإنسان وكرسول للسلام والمحبة وكلمة الحق، أي بمعنى ذلك أنتم مكان التقاء الإيمان الواحد كما يقول البابا بندكتس (7 أيار2005)... تجوبون العالم لتفتشوا عن الفقراء، لتناشدوا الشباب، لتكلموا الأطفال. تفتقدون المرضى والمهمشين، وتسألون عن المرذولين والمنبوذين، وترفعون الصوت عالياً حيث يسود الظلم والقهر والتهجير. تنادون بالحرية للمأسورين ولإبعاد شبح الحرب للدفاع عن كرامة الإنسان وإدانة بقوة جميع أشكال الظلم. ترفضون ثقافة الحرب من أجل ثقافة الحياة. تمدّون جسور الحب والمسامحة والغفران لبناء في عائلة مسكونية واحدة. أنتم شهود للضمير الحي الذي أخذ كبار الزمن يتاجرون به ربحاً وخسارة، ويعلو صوتكم لكي تكون كنوز الأرض لخدمة بناء جنة الله. تناشدون الأساقفة لكي يكونوا رعاة قديسين ويتوجهون نحو الشواطئ. تدعون الكهنة لكي يكونوا خدّاماً أمناء... فأنتم صوت المتألمين ونداء المظلومين ورحمة المستضعفين... إنكم انفتاح وحوار، حوار مع سائر الديانات، وحوار مع كل البشر حتى غير المؤمنين.
   أنتم في روما وعيناكم على القطيع والحظيرة معاً، على الشاطئ وفي داخل الحارة. لقد انكشفت فيكم أعظم قوة هي المحبة حتى بذل الذات، وأعلنتم لكل الناس أن الرب لا يجوع في جوهره بل في قديسيه، ولا يعطش بطبيعته بل في فقرائه، وفي ذلك أعلنتم أنكم مع الفقراء لأجل المسيح الفقير.

    القديس يوحنا بولس الثاني
   إنه لمن الفخر والاعتزاز أن أذكر هنا المسيرة الرائعة والمُحبة لقداسة البابا القديس يوحنا بولس الثاني تجاه عراقنا الجريح بشجاعة إيمانية وأبوية مسؤولة إذ وقف البابا يوحنا بولس الثاني في وجه محبي الحروب عبر خطاباته وتصريحاته، مندداً بآلات القتل الهمجية وبفكرة الحرب المعتادة، فقد كان يعرف أن الأقليات الأتنية والدينية في العراق هم مَن سيدفعون ضريبة الحروب.
   في 25 كانون الأول 1990، طلب من الحكومة العراقية الانسحاب من أرض الكويت وأن ترعى الأمم المتحدة مصالحة جدية بين الدولتين، فقد وجّه نداءً مناشداً الدول الكبرى بضرورة نبذ الحرب لأن الحرب مغامرة لا تعرف التوقف.
   في 4 كانون الثاني 1991، طالب وزراء الدول الأوروبية بالسعي إلى إرساء السلام دون اللجوء إلى آلات الموت المدمِّرة والمرعبة... نداءات عديدة وجهها إلى صدام حسين وجورج بوش (الأب) وإلى الأمين العام للأمم المتحدة وإلى البطاركة والأساقفة المعنيين بشأن العراق ولكن لم تفلح، وقصفت طائرات التحالف العراق ومحصّلتها آلاف الضحايا.
   حاول قداسته الضغط على الأمم المتحدة بفكّ الحصار المفروض والذي اعتبره بالغير الإنساني والمجحف بحق الشعوب. وبمبادرة منه في كسر الحصار، طلب زيارة العراق في 1999 خارقاً العقوبات ولكن الزيارة لم تكتمل.
   في 25 كانون الأول 2002، ناشد المجتمع الدولي بوقف الحملات العمياء والغير المبرَّرة لشنّ الحرب على العراق إذ قال:"الحرب ليس بنكبة وتنتهي، الحرب أداة تدمر الإنسان"... في رسالة حملها الكاردينال تشيغاراي، حث البابا النظام بضرورة التعاون مع الأمم المتحدة للتوصل إلى السلام... بدأت الحرب 2003، ودخل الجيش الأمريكي إلى العراق وأسقط النظام فغرق في الفوضى والسرقات والاغتيالات وتصفيات الحسابات، وكان المسيحيون أولى ضحايا الحرب العراقية الأمريكية في عملياتٍ انتحارية وخطف من قبل جماعات متطرفة وعصابات وميليشيات.

     الشكر واجب
نعم، شكراً لكم يا قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس... شكراً لكل كلمة صارخة في وجه الشر والألم والإرهاب... شكراً لكل نظرة ملؤها الألم على ما يحصل وما يحلّ بمسيحيي الشرق وسكانه... شكراً لكل وقفة شامخة أصبحتم لنا، بل معنا وفينا، سمعاناً قيروانياً، فأزحتم عنا الألم بمواساتكم، ومسحتم دموع عيوننا بتعزيتكم... شكراً لأياديكم التي ملأت دنيانا وأجسادنا خبزاً وخيراً وبركةً... شكراً لكم وليمينكم التي باركتنا ورافقتنا في الهجرة والنزوح وضلّلتنا غمامة كما كانت يدا موسى لشعب إسرائيل... شكراً لكم فقد اصبحتم لنا نعمةً وكسوةً وبيتاً وخيمةً وأملاً، وأصبحنا معكم حجاجاً نمشي في طريق متعرجة كجبل تجلى عليه ربنا يسوع المسيح، فهناك ينتظرنا الله ليطرد عنا شياطين الدنيا وأشرار الحارات وإرهاب الدواعش.
شكراً لكم لأنكم علّمتمونا _ ورغم صعوبة مسيرتنا _ أن نحمل الإنجيل إلى الآخرين، وسلاماً وحواراً للتعايش، ومقاسمة الطبيعة وخيراتها... فالكنيسة كما يقول البابا بولس السادس تحتاج إلى قديسين وليس إلى أبطال.
فشكراً لكم يا قداسة البابا فرنسيس، ومهما كُتِبَت الكلمة "شكراً" بعدد وأرقام لا تفي بحقكم فأنتم المسيح الرب الذي أحبنا حتى بذل الذات، وسيبقى صوتكم يرنّ في آذان رؤساء الدنيا أنْ أوقفوا اضطهاد المسيحيين... اضطهاد الإنسان... وسنبقى للكنيسة الكاثوليكية الجامعة ولكم أوفياء وأمناء في الإيمان كما في المسيرة... وتأكدوا من صلاتنا لأجل نياتكم كل يوم... وأتمنى أن أقابلكم قريباً في لقاء الأربعاء... نعم، شكراً وشكراً وشكراً... نعم وآمين.

                                            بيوس قاشا



غير متصل سيزار ميخا هرمز

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1071
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
حضرة المنسنيور بيوس قاشا المحترم
أود من خلال هذه الكلمات أن أتقدم لحضرتك الكريم بالشكر أيضأ وذلك للدور والمجهود الكبير الذي قمت وتقوم به من أجل شعبنا المسيحي وكنيستنا المتألمة .. من خلال مسيرتك التي اعطيت لمحة منها في رسالتك الموجهة لقداسة الحبر الاعظم البابا فرنسيس الاول ..
كان لك موقفأ في جريمة كنيسة النجاة يتكرر ذاك الموقف اليوم من خلال مأساة شعبنا وما تعرض له ..
من بلاد ( الاغتراب أوالمهجر أو بلدان الانتشار )  أدعو لحضرتك ولكل انسان مخلص ..
الرب يقويكم ويحميكم من كل أذى
واتمنى وادعو من الرب أن يحقق طلبك أو امنيتك بلقائك بالحبر الاعظم في لقاء يوم الاربعاء
سيزار ميخا هرمز - ملبورن

غير متصل المونسـنيور بيوس قاشا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 241
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عزيزي الغالي سيزار ميخا هرمز السامي الاحترام
سلام ومحبة
اتمنى لك كل الخير وللعائلة الكريمة وشكرا على تعليقك وما ذلك الا علامة المسؤولية وتضميد الجراح
فنح اليوم شعب مضطهد وما كبار الدنيا والزمن الا ان يكونوا صوتا صارخا ليس لمصالحهم بل لخدمة كل انسان
مرة اخرى شكرا جزيلا وسارفع غدا صلاة لاجلكم ليكون الرب في عونكم
محبك بيوس قاشا


غير متصل نذار عناي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 607
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حضرة الاب الجليل بيوس قاشا السامي الاحترام
اراقب باحترام كتاباتك الرائعه وقد بان بوضوح الحذر الذي يبديه الاخوه والاخوات اعضاء هذا المنير الكريم في اقتحام حصن كتاباتك. اما الان, اضافة الى سلام المحبه الذي ارسلته الى الاخ سيزار ميخا المحترم اود ان ابدي اعجابي بجرأة الاخ سيزار واثني على ذلك, لا بل اشكره على روحه المسيحيه المحبه المعطاءه بتشجيعه لكم والسائرين بنور كلماتكم.
اما بعد, فلو قلت انك التلميذ المطيع لذلك الفادي الذي بذل نفسه على الصليب من اجل احبائه واقول انك شمعه تحترق من اجل رعيتك وابناء جلدتك, فذلك جزء من ما انت عليه, وذلك لانك منذ البدأ وعلى الدوام تعارض الهجره وتقاوم كل اسبابها وتصر على الثبات في ارض الاجداد والمحافظه على الارث العظيم لهذه الامه المتميزه بأيمانها المسيحي الذي لم ولن يجاريه غيرها من الامم.
بقدر ان يسمح حجمنا وثقلنا ومكانتنا في الحديث, نقول ان رسالتكم هذه انما صادره من اعماق كل من اراد العيش بحسب اسس المحبه التي وضعها رب المجد مع الشركاء في الارض والوطن  وان تكونوا كما انتم وكما عرفناكم متمسكين بالاصرار على رأيكم وان تقولوا لأبينا الحبر الاعظم عندما تكونون متشرفين في حاضرته بأن ابنائه في العراق هم ذلك الخروف الضال - دع  مثات الملايين من المسيحيين وانجد الالاف القليله الذين هم بحاجه الى حنانك.
لن اطيل لاننا واهلنا واقربائنا واخوتنا واصدقائنا بحاجه الى صلواتكم.
ادامك الرب لنا.
اخوك - نذار مارزينا ججي عناي

غير متصل المونسـنيور بيوس قاشا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 241
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

عزيزي نزار مارزينا ججي عناي السامي الاحترام
شكرا جزيلا على مشاركتك وردك
واعلم ان الحقيقة لا تخفيها الظلمة واتمنى ان تراقب دائما كما قلت فحقيقتنا المسيح نور العالم وكن كلمة الحقيقة في زمن الفساد
ومحبتي لك وصلاتي من اجلك ليباركك الرب يسوع
شكرا والف شكر
محبك المونسنيور بيوس قاشا

غير متصل بطرس هرمز نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 440
    • مشاهدة الملف الشخصي
أبتي العزيز  سهيل قاشا
نتمنى من كل قلوبنا ان تلتقي بابينا المعظم الحبر الجليل وتتحقق كل امنياتك
اود هنا ان اعبر لك عن تقديري لأنك في رسالتك أظهرت وبأمانة كل معانات المسيحيين العراقيين لا بل معانات شعب العراق واشدت بدور بعض احبارنا العظام من مساءل تهم الشعب العراقي عموما ومنها الحروب القذرة للانظمة الفاسدة واجراءات التجويع المتخذة من قبل هيئات دولية من واجبها مساعدة الشعوب وليس اذلالها
أبتي دولة الفاتيكان لها مكانتها ضمن الشرعة الدولية ولكنها للاسف احتفظت لنفسها بمكانة هامشية لا تتعدى بغض الأمور الدينية
فيما كان ابناء شعبنا من المهجرين قسرا يفترشون الطرق والحدائق في عنكاوا زارنا وفد رفيع المستوى  ممثلا عن قداسة البابا واطلع عن كثب على احوال المهجرين في اماكن تواجدهم ومعيشتهم البائسة آنذاك قبل ان يبذل مار بشار وردا وشباب ومنظمات المجتمع المدني في عنكاوا جهودهم من اجل تحسين اوضاعهم المعيشية وكان الوفد بصحبة سفير الفاتيكان في العراق
أتدري أبتي العزيز بعد ايام من الزيارة ارسلت الى عنكاوا كعكات من إيطاليا الى عنكاوا على شكل حمائم تم توزيعها آنذاك في الكنيسة
ذكرني هذا الموقف حينها بمقولة  لماري أنطوانيت  أنطوانيت زوجة الملك لويس السادس عشر    عندما كان الشعب الفرنسي يتظاهر من الجوع قالت لزوجها الملك لما يتظاهرون قال لها الملك لان ليس لهم الخبز ليأكلوه فقالت وهي تبتسم لما لا ياكلون الكعك  بدلا من الخبز .
لم أكن اود ان أورد هذا المثال ولست بصدد مقارنة الموقفين ولكني ذكرت ذلك بناء على ما ذكرته حضرتك عن ماسي المهجرين من سهل نينوى ومن الموصل مذكرا قداسته بهذه الماسي  وكان قداسته يجهلها بينما  الوفود التي ارسلها اطلعت عن كثب على الماساة ومنذ فصولها الاولى .
اقولها رغم معرفتي الأكيدة بان الفاتيكان وقداسة البابا لا يشجع هجرة المسحيين المشرقيين من اوطانهم ولكن هناك العديد من الأسر المسيحية المضطهدة والتي اجبرت على ترك الوطن وخسرت كل ممتلكاتها ولا زالت تعيش على المساعدات في دول الجوار بانتظار قبولها في احدى دول الشتات
الفاتيكان للاسف  عجزت لحد الان عن مخاطبة الحكومات والمؤسسات ودوائر الهجرة عن تفضيل هؤلاء المهجرين قسرا من المسيحيين الشرق الأوسطيين  المنتشرين في العالم وهم يريدون  اللجوء الى هذه الدول  ولا زالت تؤجل قضايا الاجءين المسحيين بينما تمنح بسرعة اللجوء لغيرهم رغم معرفتهم بان هؤلاء سيسببون  لهذه الدول الكثير من الصداع ولا زال عددهم يتزايد  باضطراد  واخشى ان يأتي يوم يكون حال هذه الدول  افضع وأمر من احوال دولنا
وهذا ما اتمناه من كل قلبي لأسباب منها  ان مصالح قادة هذه الدول  وارتباطهم المتين مع امثال السعودية ودوّل الخليج  ومصالحهم في تفجير الحروب  في منطقتنا جعلتهم عاجزين امام الهجرات الجماعية من تلك الدول وهذه الهجرات لا تجري بشكل عشوائي  او بدون قصد بل انها تجري عن قصد الا وهو الاستيطان وتغير  الثقافة الأوروبية التي بنتها اجيال متعاقبة على أسس مسيحية الى ثقافة اخرى لا تمت بصلة الى تلك المعروفة عنها
حتى الفاتيكان وكنائسها العتيدة ليست بمنأى عن هذه الهجرات الاستيطانية وقد وجدت في زيارتي الاخيرة كيف ان المصالح الانية تقضي على بذرة الإيمان والقداسة.
أبتي العزيز لولا بعض الحراس المنتشرين في الكنائس والذين يجبرون  النساء على الحشمة والرجال على احترام المكان لاصبحت هذه الاماكن المقدسة والتي كنا نحلم برؤيتها لأننا منذ الطفولة نسمع بمكانتها في  قلوب جميع المسيحيين هذه الاماكن أصبحت اماكن للسياحة تدر اموالا طاءلة على المشرفين عليها مع انعدام لكل ما يمت للإيمان بصلة في احدى الكنائس المتاخمة لكنيسة مار بطرس  بين الفينة والفينة  يصدر صوت عبر مكبرات الصوت  يصيح بالزوار (آش آش ) يأمر السواح بالسكوت واحترام المكان ما ان يتلاشى الصوت حتى يتصاعد الضجيج ويستمر الصوت منبها على السكوت ثم يرتفع الضجيج  مرة اخرى وحتى كنيسة مار بطرس العتيدة هي الاخرى أصبحت بفضل التصرفات البعيدة عن الايمان والتي تعج بآلاف السواح والذين اغلبهم لا ياتون اليها من اجل الصلاة ونيل البركة  بل من اجل السياحة أصبحت هي الاخرى ملاذا للسواح ولقضاء بعض الأوقات في متاحفها وكنوزها الاثرية والتراثية لقاء تذاكر مسعرة باليورو.
لا ادري ماذا تقدم فاتيكان كمؤسسة للكنائس  الكاثوليكية المشرقية مقابل هذه التبعية في كل الأمور حتى في القرارات المهمة المتعلقة بترتيب أوضاعها الداخلية لقد وجدت مبنى عظيم قال لي احدهم ان جميع القرارات الكنسية  الخاصة بالكنائس الكاثوليكية تصدر من هنا ، عندها فقط علمت لما تتأخر جميع  القضايا المتعلقة بمشرقنا لكون كنائسنا تفتقد الى اهم السلطات الا وهي إصدار القرارات وتصديقها لان ما تصدره جهة عليا في كنيستنا يجب ان يمر خلال هذا المبنى البعيد ليس عبر المسافات فحسب بل عبر الثقافات والتاريخ والإرث الكنسي المشرقي العظيم
شكرًا على مقالك مرة اخرى انقل محبتنا الى الخبر الأعظم  تقبل تحياتي
بطرس نباتي

غير متصل المونسـنيور بيوس قاشا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 241
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عزيزي الغالي واستاذي الجليل الاستاذ بطرس نباتي
السامي الاحترام
سلام ومحبة
شكرا جزيلا على ردك وتعليقك على الرسالة فان غايتي الاولى والاخيرة كانت ان لا ينسى كبار الزمن ورؤساؤنا هذه الجريمة التي
ارتكبت بحق ابناء سهل نينوى ومنهم المسيحيين كما اردت من هذه الرسالة ان ابقى صوتا صارخا في برية الحياة لان اليوم كما العلم
ان الحقيقة شُيعت والاسالة هُدمت وان الانسان الفاسد اصبح نزيها وننسى قول الرب يسوع الذي علمنا ان نحيا المحبة في الحقيقة والرحمة
نعم سرق كل شي منا ولكن لا زال الايمان وسيبقى يحيا فينا الة الموت وسنيقى نكنز كنوزا في السماء حيث لا يصل اليها سارق ولا يفسدها داعش
شكرا جزيلا مرة اخرى استاذي بطرس نباتي الموقر ما نحتاج الية قول الحقيقة وليس تزيييف الحقيقة كما نشاء ولمن نشاء ومتى نشاء
فاليوم تباع القيم لمصالح الدنيا كما ذكرت والغرب واعس او غير واع فما يحصل ابادة الانسانية التي قدسها الله بسكونه بيننا ليقاسمنا الحياة
فاليوم صراع بين الخير والشر بين الاله المحب والشر المزيف الحاقد والفاسد من اجل تدمير الانسان بعولمة مزيفة .
 مرة اخرى شكرا والف شكر واجعلني ان اكون دائما تلميذا في مدرستكم
مع محبتي وتحياتي لكم وللعائلة الكريمة والشكر لعنكاوة كوم
محبك بيوس قاشا