الاستاذ القدير هنري سركيس المحترم.
في البدء نقولها انه يجب علينا وعلى كل شخص منصف ان يثمن الروح القوميه المخلصه الواضحه جليا في كتاباتكم.
سيدي الكريم, اسمح لي ان ابدي وجهة نظري الخاصه والتي قد تكون غير مألوفه نوعا ما ولكن ثقتي بوسع ثقافتكم وادراككم يشجعني على طرحها في مقالكم الرائع هذا:
لو استطعنا ان نعمل مطابقه علمانيه مدروسه بين تعريف المناضل والسياسي قد نجد بعض التبريرات للحاله السلبيه التي شخصتموها في هذا المقال. فحسب فهمي للمناضل وبصوره ملخصه انه ذلك الشخص الذي يرسم ويخطط ويعمل بكل قوه واخلاص لقضية وصلت لديه القناعة التامه بأنها تصب في مصلحه شعبه. اما السياسي, فهو ذلك الشخص الذي يحق له استعمال الادوات والاساليب التي يرتأيها سوف توصل الى مرمى تلك القضيه. اضع هنا مثلا مبسطا جدا لبعض الفرق بين الاثنين ولو ان المثال مبسط جدا ولكنه فقط للتوضيح, ففي كره القدم –كما ذكرتم- المدرب هو المناضل هنا واللاعب هو السياسي الذي يحق له عمل اي شيء للوصول الى الهدف ضمن ما يسمح به قانون اللعبه –مع ما ممكن ان يتجاوز على القانون والتخلص من العقوبه-
فاذن, المناضل هو شخص نزيه وذو روح نضاليه تعمل بشفافيه في سبيل القضيه, اما السياسي, فواحسرتي, بحكم عمله يتحول الى شخصيه تحلل له جميع القيود وتتجاوز حدود المصلحه العامه والقضيه والقانون والاخلاق والقيم السماويه وحتى الارضيه
وفي الاخير, اذا سمعت من شخص يقول انه سياسي مناضل ارجوا البحث عن قضيته كمناضل وعمله كسياسي وضعه في ميزان القيم.
مع جل احترامي لافكاركم الرائعه
اخوكم, نذار عناي