المحرر موضوع: من ذاكرة التاريخ: مأثرة بطريرك من كنيسة المشرق  (زيارة 4525 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عمانوئيل شكوانا

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 21
    • مشاهدة الملف الشخصي
                                  من ذاكرة التاريخ: مأثرة بطريرك من كنيسة المشرق
                                                     
                                                                                                                                      عمانوئيل موسى شكوانا
 
 وشعبنا المسيحي في العراق يعيش هذه الاوقات مأساة تفوق الوصف والخيال، مهجر مضطهد لاجئ جائع محرومٌ من ابسط حقوق الانسان. تبادر كل قوى الخير في العالم وفي العراق للتخفيف من هذه الماساة تتقدمها الرئاسات الكنسية لمختلف طوائفنا، وفي المقدمة منهم بطريركنا الجليل مار لويس ساكو ومعاونوه من مطارنة واكليروس وغيرهم. في هذا الوقت العصيب نستذكر مأثرة لأحد بطاركة كنيستنا، كنيسة المشرق العريقة وهو البطريرك ايليا الحادي عشر من عائلة بيت ابونا والذي كان كرسيه البطريركي في دير الربان هرمزد في القوش والذي تولى البطريركية للفترة من (1722-1778).
    هذه المأثرة اطلعت عليها في المخطوطة رقم 12 تلكيف حسب فهرسة الاب يوسف حبي ورقم 17 تلكيف حسب فهرسة الشماس خيري فومية الذي كرس وقته ونفسه لخدمة تراثنا السرياني .

    المخطوطة هي (الرسائل الطقسية) وتعود ملكتيها لكنيسة القلب الاقدس الكلدانية في تلكيف، وهي بقصبة الخطاط القس كيوركيس شكوانا الالقوشي كتبها في القوش سنة 1724 وبالخط السرياني الشرقي، وتحتوي 164 صفحة. وفي الصفحة 163 أورد المعلومة التي نحن بصددها .

ترجمة نص المعلومة
    في سنة 2035ي(1724م) وهي السنة التي كتب فيها هذا الكتاب، امير بربري من بلد (قطرايي) تحارب مع شاه ملك الفرس وهاجمه بقوة عظيمة وخرب وقتل واستولى على مدن كثيرة من بلاد فارس، حتى انه وصل الى عاصمة الملك وحاصرها وافتتحها وازاح ملك الفرس عن عرشه وبطل حكمه وحل محله وتشرذمت وانتهت دولة الفرس. وعانت جميع الشعوب في المناطق المحتلة من القتل والسلب والسبي والدمار. في هذه الأثناء  احد الشعوب البربرية ابناء (فوشتدار) ويتكلمون بلغة بلاد (بلبصان) قرر التوجه نحو بلاد اذربيجان البلد الغني الخصيب، وليضطهدوا مسيحيي منطقة اورمي ليسلبوا ويسبوا ويقتلوا، فهجموا كالذئاب الهائجة فخربوا وقتلوا وبقروا بطون الحوامل وعذبوا الاطفال، وسرقوا الكنائس ونهبوا القرى  واحرقوا البيوت والقصور وخربوا كل شئ، وسبوا واسروا من وقع بايديهم من شباب وشابات ونساء، وساقوهم الى بلادهم موثقين بالحبال مضروبين معذَبين، يجلدوهم كل يوم ليجبروهم على ترك ديانتهم المسيحية، فذاقوا اشد المرارات حتى وصل صراخهم الى السماء.
    حينذاك ابو الآباء مار ايليل الجاثاليق بطريرك المشرق ليتبارك ذكره وعندما سمع
بالنكبة التي حلت بهذا الجمع المسيحي وخاصة الاسرى منهم والإضطهاد الذي يعانونه لكي يتركوا ديانتهم المسيحية، قام بهمة ورجولة متوشحاً بالغيرة الإلهية وجمع رؤساء ابرشيته وتشاور معهم في الامر وقال لهم: واجب علينا انقاذ شعب الرب لأجل مجد اسمه وليكون ذلك ذكرى لمن سيأتي بعدنا. فاستجابوا لأمره وامتثلوا لحكمه، فكتبوا الرسائل وارسلوها الى الكهنة ولرؤساء المسيحيين هناك امرهم فيها ان يبادروا الى فك اسر من يتمكنون من الوصول اليهم من الشباب والشابات والرجال والنساء ودفع الفدية المطلوبة مهما بلغت ودون تردد واوضح  انه سيُدفع لهم كل مايتطلب ذلك من اموال.
    حينذاك بادر اولئك المباركون الى تنفيذ هذه الاوامر دون تأخير، فاشتروا الأسرى وانقذوهم من يد الكفار، ودفع البطريرك مبالغ الفدية بيد مبسوطة. وجاء هؤلاء الأسرى بعد تحريرهم امام  البطريرك وتحدثوا بما لاقوه من اهوال. لتبارك اسم الرب، والرحمة لكل من قرر واجتهد واهتم ونفذ هذا الأمر . ( انتهى النص).
   
   ملحوظة: وردت اسماء (قطرايي .فوشتدار .بلبصان) في النص لم اتمكن من معرفتها، فراجعت الويكيبيديا لمعرفة الاحداث التي حصلت في ايران تلك الفترة. فوجدت ان الدولة الصفوية والتي حكمت ايران للفترة (1521-1736) عانت في اواخر حكمها ضعفاً شديداً فهاجمها المجاورون من عدة جهات واقوام. وفي الفترة التي نحن بصددها هاجمتها قبائل افغانية واقامت دولة في مناطق منها وسميت بالدولة الهوتكانية للفترة(1722-1729) بقيادة هوتاكي غيلزاي.