المحرر موضوع: اقتلعت الجذور وأسكتت النواقيس  (زيارة 556 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ايليا حلبي

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 5
    • مشاهدة الملف الشخصي
اقتلعت الجذور وأسكتت النواقيس
                                                     
ايليا حلبي
تمر بلداتنا المشرقية هذه الأيام بظروف عصيبة وخاصة في العراق وسوريا مهد المسيحية حيث تعرض شعبنا المسيحي الى هجمة ، أقل ما يقال عنها ، هجمة بربرية عنصرية . وتشتت اصحاب الارض في الكثير من دول العالم والبعض الآخر لا زال عالقا داخل الوطن يعيش في مخيمات لا تتوفر فيها ابسط متطلبات الحياة . وهم لاجئون ومهجرون في بلدانهم .. يا للغرابة ابن الوطن لاجىء على ارضه وفي بلده ، لو تصفحنا بطون التأريخ نجد ان المسيحية مرت بفترات اضطهاد عديدة وكانت فترة الاضطهاد الاربعيني أقساها وأطولها على الأطلاق الا ان تلك الاضطهادات حدثت في زمن كان الانسان غارقا في الجهالة وعقلية متأخرة جامدة لا يمكن مقارنتها بعقلية انسان القرن الحادي والعشرين ، فهل نستطيع ان نقول انها فترة اضطهاد ثانية . العقل البشري لا يصدق هذا ونحن في عصر الذرة والفضاء والانجازات العلمية الاخرى .قسما بالله يحتار صاحب العقل الرصين ان يصدق ما يحدث ، انه من صنع بني البشر أحقا يوجد أناس بهذا التفكير الضحل والسقيم .. على كل حال لا نطيل الكلام حول هذه المسألة لأنها لا تستحق مضيعة الوقت بها وبافكارها  ولم يبق الا ما هو ضروري ان نتحدث نحن المستهدفين بأوضاعنا وعلاقاتنا وانقساماتنا ومواقفنا المتباعدة عن بعضنا ، الم يحن الوقت لنستنهض الهمم ونرفع الاصوات وندعو الى التقارب وتوحيد الخطاب على الأقل في هذه الفترة التي يمكن وصفها بالفترة المظلمة على مسيحية الشرق ونحن احوج ما نكون في هذه  الايام العجاف الى التقارب وتوحيد الصفوف وخاصة في بلاد المهجر ، فجاليتنا كبيرة تستطيع من خلال توحيد خطابها ايصال معانات ابناء الرافدين الى صاحبة القوة والصولجان والتي تتمكن من اتخاذ القرار المناسب بحق اصحاب الارض المضطهدين ، هذا ما ينبغي على جالياتنا فعله ولكن مع الاسف الشديد هناك بعض الشرائح من هذه الجاليات وكأن الأمر لا يعنيها لا بل ان البعض يذهب الى أبعد من ذلك ، فانه يتنكر على تلك الارض التي انجبته ولا يبالي بقبور آبائه واجداده التي نبشت وسحقت تلك العظام التي انجبته وربته يوما ما عفوا سادتي اني لا أقصد اهانة أيا كان بهذا الحديث معاذ الله أن أهين بشرا سوياً وان كل ما اقصده هو ان نجعل من ارض العراق عرضنا ولا ننسى او نتناسى ولائنا اليها . رب قائل يقول وما اكثرهم لماذا يتحدث هذا الشخص بهذا الحديث وهو بعيد عن ارض الوطن اقول في العراق ولدت ولن اموت الا فيه لاني وصفت الشعب العراقي بالقديس في سنة السقوط لان العراق عاش في تلك الفترة بلا حكومة بكل مفاصلها لفترة طويلة الى حد ما ولكن بالرغم من غياب السلطة لم يحصل ان اعتدى مسلم على مسيحي او ايزيدي ولا اي فئة على اخرى ولم يحدث ما يحصل الان في العراق  الا بعد وصول تيار الثورة المصدرة وهبوب رياح الافكار السلفية والطائفية وآلت الى ما نعيشه الآن من فوارق طائفية ومذهبية ودينية ، والعراقيون الأصلاء براء منها براءة الذئب من دم يوسف والبعض الآخر يدعو الى هجرة المسيحيين جميعا واخلاء الشرق منهم . عجبي على هذه الآراء التي هي في غاية الصعوبة ولا يمكن تحقيقها ، عموما انه مجرد راي والكل احرار في آرائهم . وهناك شريحة اخرى لها رأيا يخالف بقية الآراء ، انها تدعو الى بقاء المسيحيين في أوطانهم لا بل وتنادي بعودة من غادروا الوطن حين هدوء الاوضاع . حقا انه رأي يبعث في النفس الراحة والطمأنينة وحقا انه الرأي الأصوب . وهناك شريحة اخرى تبدي امتعاضها من العراق وما لاقوه من الصعاب خلال وجودهم في بلدهم ونحن جميعا نعاني من ذلك وهذا قدرالعراقيين جميعا . اما بالنسبة الى رموزنا الدينية اعتقد ان الوقت قد آن لكي يتحاوروا ويتفقوا وينفضوا غبار القرون السحيقة ويرتدوا رداء التوحيد لأنه هكذا كانت في البداية ويفكروا مليا بمصير شعب المسيح وكنيسته ونحن الآن أحوج ما نكون لتوحيد الكلمة والدعوة للمطالبة بحقوقنا   والبقاء في اوطاننا ولا يسعني الا ان اقول وقى الله العراق وشعبه من المخربين والفكر الهجيني المستورد .. فنحن جميعا قلوبنا تتألم وافواهنا لا تتكلم .. لماذا ..؟