المحرر موضوع: هل الحكام مرايا لشعوبهم ؟  (زيارة 2706 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل متي اسو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 926
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
هل الحكام مرايا لشعوبهم ؟
« في: 23:21 04/09/2015 »
هل الحكام مرايا لشعوبهم ؟
مقتطفات من آراء عالم الاجتماع العراقي الفذ الراحل علي الوردي :
•    صدق من قال " اذا اردت ان تعرف طبيعة مجتمع فانظر الى الذين نالوا المكانه المحترمة فيه "
•   عندما كان الشعراء قديما يتغنون بالسلاطين والملوك وعدالاتهم  ويجعلوا منهم ملائكة لا تخطأ ، اتجهوا حاليا
 نحو الشعب فجعلوه نبيلا كاملا في جميع صفاته لا يتطرق النقص اليه وهي قراءة بدوية غير واقعية ، اصبحت القبيلة هي الشعب .
•   والفرد الطائفي حين يتعصب لمذهبه لا يهتم بما في المذهب من مباديء خلقية او روحية ، فذلك امر خارج عن نطاق تفكيره ، وكل ما يهتم به هو ما يوحي به التعصب من ولاء لجماعته وعداء لغيرهم . انه بعبارة اخرى ينظر الى طائفته كما ينظر البدوي الى قبيلته  " نهّاب وهّاب " .
رغم مرارة الكلمات ، إلا انها تحمل الكثير من الحقيقة ... الحقيقة التي نستطيع ان نراها واضحة إن تخلّينا لبرهة عن العاطفة الجيّاشة الجاثمة فوق صدورنا والتي تضع غشاوة على أعيننا فتمنعنا من رؤية الاشياء على حقيقتها .
من الوضع الراهن نستطيع ان نستنبط هذه الحقيقة...
الذين " نالوا مكانة محترمة " في مفاصل الدولة العراقية لم يكن كل كلامهم كذبا على الشعب قبل انتخابهم . صحيح انهم قالوا بأننا سوف نخدم الشعب ، لكنهم كانوا صادقين وواضحين في كيفية خدمة هذا الشعب ، قالوا إننا حزب اسلامي وسنحقق لكم " عدالة الأسلام " ،  لنا مرجعية " رشيدة " لا تخطيء وستكون مصباحا ينير لنا طريق خدمتكم ... أوليس " خادم الحرمين الشريفين " في الجانب الآخر خادم لشعبه أيضا ؟ أوليس ملالي ايران مثالا آخرا على " خدمة شعبهم " حسب الشريعة ايضا ؟ . ألم يعي الشعب كلامهم ؟ ألم ينظر ليرى ما حوله فإنتخبهم  لهذا السبب " الديني/ الطائفي لأكثر من مرّة ؟ !!!
قد يجادل أحدهم ويقول ان هذه " الأكثرية العددية " لا تمثّل الشعب !.... حسنا ، لنعبُر قليلا الى الجانب المعارض ، أليست المعارضة اسلامية في مجملها ؟ في قيادتها وفي سلوكها وفي أرآئها وفي عدائها ؟ ماذا تختلف ، في ايدلوجيتها ، عن الجانب الذي تحاربه ؟ ... لا فرق بينهما ابدا ، سوى ان احداهما في السلطة والاخرى في المعارضة !!! . هناك ايضا شعب " بايع " هذه المعارضة ، و" المبايعة " لها وزن ديني وشرعي بخلاف " الديمقراطية الكافرة " . هناك الكثير من يبايعهم ويؤيدهم رغم كل الأجرام من قتل وصلب وحرق وسبي واغتصاب وتهجير ، لأن المؤمنين توصّلوا اخيرا الى قناعة بأن هذه الافعال " شرعية " .
حتى يستفيق بعض الناس على جرائم وفساد الذين خدعوهم  من الذين " انتخبوهم " ، وحتى يصحوا الاخرون على جرائم وفساد الذين " بايعوهم " للجهاد ، يكون الابرياء قد خسروا الكثير من اطفالهم  وشبابهم ونسائهم واموالهم ...
دائما نصل متأخريــــــــــــن ... هذا إن وصلنا فعلا ....
أي شعب آخر يقبل بهذا الخداع الديني ، شعب يندفع متحمسا للأنتخاب او لحمل السلاح من اجل حفنة واضحة المقاصد؟  .. مقاصد ليست إلا في صالح الذين أنتخبوا ( بضم الالف ) أو بويعوا ....
اي شعب آخر يقبل ان يحكمه أشخاص مثل المالكي او صدام حسين او القذافي او احمدي نجاد .. او ..او ؟ .. المصيبة انه لا زال هناك الكثير ممن يتباكون على هؤلاء !!!!!
مؤامرات ؟ ... هذه هي شماعة الحاكم الفاشل نفسه ، عندما يريد ان يبرّرلنفسه او ان يعدم منافسه ، وكذلك هي شماعة الشعب ايضا ، عندما يريد ان يبرّر لقائده أو يبرّر فشل حزبه .
حسنا ، دعنا نؤيدكم " مؤقتا " في مشروع المؤامرة هذا ... السؤال هو : إن كانت المؤامرات تأتي بالحكام ، فكيف تجعل من شعب شريكا في المؤامرة ؟.... الشعب مغلوب على امره ؟ وما الذي يدفع الكثير الآن للتباكي على الذين جاءوا نتيجة المؤامرات ؟ من يُغصبهم الان ؟ وماذا بشأن الانتخابات ؟ مؤامرات خاصّة تجعل من الناس متآمرين لينتخبوا هكذا حكام ؟ 
إن جادل احد وردد الكلام الأليف على سمعنا : " مساكين الناس ، يتعرضون الى مغريات ، الى خداع ، الى تهديدات ... " . وهنا مربط الفرس ، الشعب الذي يقبل عل نفسه مثل هذه الامور ، الشعب الذي يستكين لحكام نصف مجانين ، الشعب الذي يصطفّ مع العشيرة والطائفة ، الشعب الذي ينغمس معظم مثقفيه في أوحال الانتهازية و " تكوين النفس " ( اي مستقبله الشخصي فقط ) سيكون هذا مصيره .
إن شئنا ام أبينا ، الحكام مرايا أنفسنا .
لنأتي بحكّام جيدين كي نحسّن صورتنا .