المحرر موضوع: ألمانيا المهزومة كالمسيح ألمصلوب غلبت العالم.  (زيارة 1390 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل تيريزا ايشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 466
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ألمانيا المهزومة كالمسيح ألمصلوب غلبت العالم.
ليس من شك ان ألكثيرين في العالم لايجهلون المانيا الهتلرية الفاشية والنازية وهكذا النمسا الفاشية حليفة ألمانيا. ألمانيا التي كانت أساساً سبب شن الحرب العالمية الثانية وراح اكثر من 60 ـ 78 مليون من سكان العالم ضحيتها. فخلفت المأسي والدمار أغلبه في أوروبا، وألمانيا نفسها. وكانت خسائر الجيوش بحدود 22 مليون. و60 مليون من المدنيين، أسرى، مفقودين، مهجرين، ضحايا الهولوكوست والجرائم ضد الانسانية.
فالصين ضحت ب 4 مليون عسكري ـ ع و20 مليون مدني ـ م، المانيا  والنمسا 5 مليون ع و5 مليون م، اليابان 2 مليون ع و3 مليون م، الاتحاد السوفياتي سابقاً 14 مليون ع و28 مليون م، بولندا 240 الف ع و 6 مليون م، أيطاليا ومستعمراتها 0.5 مليون ع و0.5 م، أمريكا 0.5 ع و 0.5 م، وبريطانيا ودول الكومنولث ومستعمراتها اقل من مليون ع و3 مليون م غالبيتهم من مستعمراتها، يوغسلافيا 0.5 ع و 1.7 م، فرنسا 0.5 ع و 0.200 م، العراق 0.0005 ع و0.0005 مدني اي 500 نفر.
فدول المحور كانت أيطاليا الفاشية بقيادة بينيتو، والمانيا النازية بقيادة أدولف هتلر، واليابان بعد قصفها لميناء هاربور الامريكي.
فضمت دول الحلفاء مجموعة كبيرة، أهمها بريطانيا، فرنسا، الصين و بولندا، وامريكا لاحقاً. وخالفت ألمانيا اتفاقية عدم الاعتداء مع الاتحاد السوفيتي، فاجتاحتها، فأصبح السوفييت من دول الحلفاء. و انضم لهم (كندا – أستراليا – نيوزلاندا – النرويج – الدانمرك – بلجيكا – هولندا – اليونان - يوغوسلافيا – تشيكوسلوفاكيا – البرازيل – المكسيك – إثيوبيا – جنوب أفريقيا – الهند.
فألمانيا وأيطاليا واليابان كانوا يملكون مايعادل 5% من أحتياط المواد الخام والذهب، بينما كانت امريكا وبريطانيا وفرنسا لوحدهم يملكون 80% من احتياطي المواد والذهب في العالم بسبب مستعمراتهم في انحاء العالم.
وبسبب شروط التعويضات القاسية التي فرضها حلفاء الحرب العالمية الاولى المنتصرين على المانيا والدول الخاسرة. قررت ألمانيا ان تتحرر من هذه القيود وأن تجد لها أسواق ومستعمرات أدت الى أستعمارها للنمسا وشن الحرب العالمية الثانية.
وأنحلت عصبة الامم ام 1919 التي تشكلت بعد الحرب العالمي الاولى في مؤتمر فرساي، وتشكلت بدلاً عنها الامم المتحدة من الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية عام 1949. وهي الاتحاد السوفياتي، امريكا، الصين، بريطانيا وفرنسا كأعضاء دائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فيما برزت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي كقوى عظمى على الساحة الدولية، وانحسر نفوذ القوى الأوروبية.
ولضمان أن لاتتبع أوروبا ألاتحاد السوفياتي. وضعت أمريكا، التي لم تكن خسائرها كبيرة وأقتصادها قوي خطة مارشال لاعادة أعمار اوروبا بنهج رأسمالي بعد ان فقدت كل مدنها وصناعاتها بعد الحرب العالمية الثانية. فشكلت منظمة التعاون والاقتصاد الاوروبي للاشراف عل أنفاق 13 مليار دولار التي ساهمت في اعادة أعمار وتشغيل الاقتصاد والمصانع الاوروبية. مثلما قامت به أمريكا في العراق بعد السقوط في 2003، فسلمت ما بين 17 ـ 20 مليار دولار من ألاموال المحجوزة من برنامج الغذاء مقابل النفط الى حكومة الائتلاف المؤقتة لتقوم بصرفها على برنامج اعادة الاعمار، ولكن لاأحد يعرف أين أختفت هذه الاموال. ومازال البحث جاري عنها، ويقال أن حكومة بغداد الشيعية نقلتها الى مناطق خاضعة لحزب الله في لبنان.
فكانت العقوبات التي فرضها الحلفاء على المانيا المهزومة تقليص الجيش الالماني الى أقل من 100.000 جندي ضمنهم 4000 ضابط فقط. الغاء التجنيد الالزامي. منع ألمانيا من أنتاج ألسلاح الثقيل مثل الدبابات، جعل مناطق كثيرة في المانيا مثل غرب الراين منزوعة السلاح، تسليم الاسطول الالماني للحلفاء، فأغرق الالمان بعضها قبل التسليم، منع فتح كليات عسكرية في ألمانيا، يسيطر الحلفاء على غرب الراين واقليم السار الغني بالمعادن ل 15 سنة يستثمره، ثم يجري أستفتاء فيه لتقرير مصيره. وتخسر المانيا كل مستعمراتها ماورء البحار،    
وأقرت لجنة داوز أن تدفع ألمانيا على أقساط على مدى 60 عامًا تعويضات للحلفاء المنتصرين، الحصة الاكبر منها لفرنسا،
وأسباب شن المانيا للحرب العالمية الثانية، كانت معاهدة فرساي سنة 1919 التي أحتوت بنودا عقابية لألمانيا، خسرت ألمانيا بموجبها 12.5% من مساحتها و12% من سكانها، وحوالي 15% من إنتاجها الزراعي و10% من صناعتها و74% من إنتاجها من خام الحديد. بالاضافة الى تعويضات مادية على مدى 60 عاماً، تجاوزت اكثر من 800 مليارات كان لفرنسا منها الحصة الاكبر لان الوضع الاقتصادي الامريكي والانكليزي كان جيد وما كانت خسائرها كبيرة. وهذه العقوبات الصارمة كانت سبباً في ظهور النازية بألمانيا في 1933، والفاشية بإيطاليا في 1922، ألتي أدتا ألى الحرب العالمية ألثانية.
بالضبط مثلما يحدث اليوم. فواحدة من أسباب ظهور داعش الدموي، هو نتيجة التصفيات، العقوبات، الحرمان، الضغط، المطاردة، ألسجون، ألاعتقالات، وقطع الارزاق، التي مارستها حكومة المالكي والمليشيات ألشيعية ضد ألسنة ألذي فاق أضعاف ما مارسهُ ألسنة بالشيعة فترة حكم ألبعثيين وصدام، وهكذا دواليك الواحد بالاخر عبر التاريخ. وهذا ماقامت به ايضاً حكومتي ألاسد العلوية الاب والابن في سوريا، بدعم أقليمي أيراني ألتي أستطاعت التغلغل في لبنان لعشرات الاعوام، وفرض وتقوية ركائز شيعية موالية لايران كحزب الله. وخلقت مليشيات شيعية وغير شيعية اخرى من كل المذاهب والقوميات في العراق وسوريا وكافة دول الجوار عبر ممولين مخفيين وحرضتها على بعضها البعض فراحت الاقوام الاخرى غير المسلمة وغير العربية ضحية هذه النزاعات ومنهم شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، الازيدي، المندائي، الشبكي وكافة المكونات الاخرى.
فتعلمت السعودية وشقيقاتها أيضاً الدرس من حلفاءها المنتصرين، وأبعدت الحرب من بلدانها الى دول الجوار، ما أستطاعت، من خلال دعم المليشيات الاسلامية ألاصولية وتخريج الالاف منهم وتدريبهم على أراضيها ولفظهم على دول الجوار بعد ذلك، ودعمت ألسعودية وشقيقاتها، المليشيات على كافة أصولها الشيعية والسنية ومدتها بالمال وألسلاح لديمومة الفوضى خارج دولها المتفككة وألمنغلقة أصلاً، التي لايربط سكانها أي روابط أجتماعية عريضة، وليس لاحدهم دخل بالاخر، وتسود العلاقات الريبة والشك بأقرب المقربين. ولتصريف أزماتها، وألهاء جماهيرها. ولكن الدور قادم عليها، فالجماهير التي لاتمتلك ولاتعيش مع ثقافة الانسانية المتنوعة وتقبل الاخر وأحترام المغاير، ستكتشف قريباً زيف أنهم كانوا خير امة أخرجت للناس. بل ثبت اليوم ان عكس ذلك هو الصحيح. فالمجرم أبداً لايعترف بجرائمه، ويدافع عن الاسباب التي دعته لارتكابها. وهذا مايقوم به ألاسلام المتطرف وأحزابه التي تبرر القتل والارهاب ضد الاخر، الذي تفرض عليه أن يختارها بالقوة، والا القتل مصيره.
أما تركيا ألتي ظلت تتأرجح في سياستها بين العلمانية والدينية وتلعب على عدة سيناريوهات، محاولة مرة بالكياسة كسب ود الاوروبيين والعرب، ومرة بالضراوة. كما كانت تفعل في كل مرة أختلفت فيه مع حكام العراق فتقطع المياه عنه. فترنحت سياسة تركيا بين المعتدلة،  لتسيطر على الاقتصادي العربي الشرق اوسطي، وزجت بشركاتها العملاقة في كافة المجالات في كامل العراق واقليم كردستان. واختطاف 15 عامل بناء تركي من أحد الملاعب الرياضية في بغداد من قبل المليشيات الشيعية المدعومة من ايران للضغط على العبادي خير دليل على ذلك. حتى المسلسلات التركية المدبلجة الهابطة والمفسدة للذوق العام غزت كافة البلدان العربية والجالية العربية في الخارج. فازدادت أطماع تركيا بالمنطقة ولم تكتفي بذلك. ففسخت علاقتها مع بشار الاسد، وأنقلبت على الاكراد وبغداد، ودخلت في صراع من أجل الاستئثار على المنطقة مع ممثلي أيران على الاراضي العراقية وحلفاءها الاطلسين، ومازالت حتى اليوم تراوغ بين مواقفها السرية والعلنية من داعش والجهة التي تقف معها.
وبعد ان كان الاكراد حلفاء تركيا في الحرب العالمية الاولى، فخسر الاكراد أراضيهم مثلما خسرت تركيا مستعمراتها وبقية الدول الخاسرة معها. وبعد ان تأرجحت مواقف تركيا من القضية الكردية حسب تأرجح مصالحها مع حكومات بغداد. تقف اليوم تركيا بالضد من الاكراد، رغم أن ألاقليم الكردستاني العراقي شرع ابوابه الواسعة امام الشركات التركية التي بلغت بحدود 1500 شركة من مجموع 3000 شركة اجنبية عاملة في الاقليم احصائية 2015. وصلت الى ان يعتمد الاقليم بنوك تركيا في أيداع وسحب وارداته النفطية فيها. ألا أن كل ذلك لم يمنع من أن تتفق تركيا مع السعودية وقطر ودول خليجية أخرى في أن تكون البوابة الرئيسية لدخول داعش الذي انهى تدريبه في قطر عبرها ليهدد الاقليم، وتكون السبب الرئيسي في تقويض منطقة سهل نينوى وضياعها، وتشريد شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ـ السوراية المسيحي منه، والازيدي من سنجار. بعد أن باع النجيفيين الموصل لقمة سائغة لتركيا ألتي باعتها لداعش والعرب المتطرفين ألسنة. وحينما ينقض عرب الموصل على بعضهم البعض وأطهروها من المسيحيين أعداء تركيا اللدودين، ستنقض عليهم تركيا لتعيد الموصل مجدداً لاحضانها. فلم يكن بخاف على أحد نشاط القنصلية التركية في الموصل ومشاريع المحافظ الفاشل أثيل النجيفي المدعوم من أخوه أسامة النجيفي وسنة الموصل ومتطرفيها الاسلاميين الدواعش، في توأمة الموصل مع المدن التركية، ألتي حينما أنتقدناه سابقاً قامت بعض أحزابنا القومية بالشكاية علينا عند القنصل التركي، ولم يأخذ أحد تحذيراتنا محمل الجد. وكل ما كان يهم بعض احزابنا الوشاية باشقاءهم عند أعداءهم وأعداءنا اللذين تحالفوا معهم. وسيكون لنا حديث أخر عن ذلك في مقال اخر.
فحزب العمال الكردستاني الذي تقلصت قواته منذ أعتقال زعيمه عبد الله أوجلان، عدو تركيا اللدود ،المدعوم من سوريا، الذي أخطأ حينما قبل أن ينفذ بعض من سياسات بشار الاسد خارج أطار القضية الكردية. بدأ يقوي مجدداً عندما بدأت سوريا تضعف. فسمحت سوريا للحزب بفتح مكاتب له مجدداً فيها. فكانت كوباني ـ عين العرب الضحية لتشل تركيا مقاومة الاكراد في وجه داعش المدعوم كلياً من تركيا لضرب سوريا والعراق والاكراد وألشيعة وكافة الاقليات القومية الاخرى غير المسلمة، ولوقف المد الايراني. ويبلغ تعداد الاكراد 30 مليون في كردستان ألكبرى التي قسمت في الحرب العالمية الاولى بين تركيا ايران العراق سوريا، فالكرد خسروا الحرب مع تركيا ودفعوا ثمن ذلك تقسيم أراضيهم بين اربع دول. وألكرد ثالث اكبرقومية في المنطقة بعد ألعرب، الاتراك، أو ألايرانيين.
فما كان فوز حزب الشعوب الديمقراطي الكردي في تركيا الا ثمرة سياسة الوساطة التي انتهجها اقليم كردستان بين تركيا واكرادها لسلك طريق اخر غير السلاح، فحصدوا 78 مقعداً برلمانيا، ففقد حزب العدالة والتنمية ان يكون هو الحاكم بأمر الله في شؤون تركيا، الذي جن جنونه وبدأ بأختلاق المشاكل مع الاقليم والاكراد بحجة ضرب حزب العمال الكردستاني في كردستان العراق، فطالت مدفعيته قرى شعبنا في برواري بالا، وكوري كفانه، فأحرقت بساتينها واراضيها وشردت أهلها.   
ودخلت كافة الدول المهددة بالتفسخ والانحلال كالمسعورة على الخط وكل تريد الحفاظ على نفسها على حساب الاخرين، ولايهمها الابرياء اللذين ستدوسهم ببساطيلها. فدعت الدول الرأسمالية وحلفاءوها القدامى بريطانيا وفرنسا ودول اخرى وصل عددها 62 دولة رسمياً ضد سوريا والعراق وتركيا وأيران وروسيا، وضد الخليجيين والاقليميين أللذين يعتقدون أنهم محسوبين على الحلفاء،ولايعرفون أن الحلفاء سيضعهم لاحقاً في مصف الدواعش بعد ان تنتفي الحاجة لهم، ويكشف جواكرهم وادلته المخفية لادانتهم. هؤلاء الخليجيين اللذين ثارت عليهم شعوبهم، وتعبت منهم، فقمعوا أنتفاضاتهم، وتم خداعهم، فأوهموهم بالخطر المحدق بهم، وشكلوا داعش منهم ودعوا دواعش العالم الى وليمة لتصفية الحسابات، المنتصر فيها سيكون له حصة الاسد مع الحوريات في الجنة.
ولايعرفون أن ألخاسر في هذه الحرب الجديدة سيتحمل كامل كلفة الحرب التي شنها داعش ومموليه، وستتقيأ تلك الدول تعويضات الحرب ليس فقط للستين عاما القادمة. ولربما للمائة عام القادم. وليس فقط 800 مليار دولار وانما ستكون الارقام بعدة مئات من الترليونات من الدولارات. وسيكون تعويضاً أبدياً. والا فأن الدول المنتصرة ستحتل كامل الاراضي وتصفيها من سكانها عن كرة أبيها. ولن تتوانى عن أستخدام قنابل ذرية من نوع اخر غير التي أستخدمتها في هيروشيما وناكازاكي. فتركيا، أيران، السعودية، قطر، العراق، سوريا، دول شرق أوسطية أخرى، وكل من قام بدعم وتمويل الفريق الخاسر سيكون مدين للحلفاء المنتصرين، وعليهم تعويض المجتمع الدولي الذي وقف بوجه داعش ودافع عن بقية العالم. سيدفعوا ذلك من اراضيهم، مالهم، نفطهم، معادنهم، محصولهم الزراعي وبشرهم.
وماهي مطالبات اليونان اليوم بتعويضات قيمتها 278.7 مليار دولار من ألمانيا، ألا واحدة من مخلفات الحرب العالمية الثانية. حيث سددت المانيا 115 مليون مارك ألماني لليونان عام 1960.
ولكن المانيا تعلمت الدرس جيداً من تجاربها السابقة. وعرفت معنى ان تعمل لستين عاماً دفعت فيها مالايقل عن 300 مليار دولار لدول الحلفاء والمتضررة. ورفضت أمريكا وبريطانيا حينها مطامع فرنسا بالمطالبة بتعويضات أعلى، لاجل أن تمتص نقمة الغضب التي أجتاحت ألمانيا. أليوم تقف ألمانيا وكافة دول محورها خارج اللعبة الاساسية في الحرب ضد داعش. ولايسمح لها البت فيه. فالدول الخمسة الدائمة العضوية في الامم المتحدة المهدد بالفشل هو الاخر، هي الامر الناهي، ألتي تبدلت ادوارها، والتنسيق في ما بينها مازال خفية، جعلها هي المسيطرة حتى الان على العالم، والدول الثلاثة امريكا بريطانيا فرنسا لاتستطيع ان تتخذ اي خطوة بدون ان تعلم شريكيها الصين وروسيا بذلك وتفرض شروطها عليهم، وهم أيضاً يفرضون شروطهم. ولكن لم تنتهي اللعبة والتصعيد، حتى الان، من اجل زيادة حجم الخسائر لتكبيل الدول المتورطة في دعم داعشن بتحمل كامل كلفة الحرب والخسائر التي تسببتها، وصولاً الى التعويضات لضحايا الحرب وربما عوائلهم مستقبلاً.
فألمانيا الدولة الصناعية الكبرى الغنية المقتدرة، ألتي تكتسح منتوجاتها ليس فقط اوروبا، وأنما امريكا، وحلفاءها وألشرق بكامله، بدأً من سياراتها ومكننتها وزراعتها، ومنتوجاتها الغذئية حتى الابرة والقشة. ألمانيا هذه تعلمت ألدرس من عقوبات الحرب العالمية الثانية المفروضة عليها، كما اليابان، تستطيع، ان تستوعب وتغزو العالم كله مرة اخرى ولكن بطريقة مختلفة هذه المرة. ومازالت عقوبات الحرب العالمية الثانية سارية عليها ولايسمح لها بدخول الحرب الا من جبهته الخلفية، كحقل خدمي علاجي مستودعي، ولايسمح لها حمل السلاح وانتاج الثقيل منه ودخولها الحرب.
ألمانيا انتهجت نهجاً مغايراً لاسلافها النازيين، نهجاً أنسانياً ودعمت نضال ومؤتمرات وحقوق الشعوب المهضومة من أجل حريتها ومنها شعبنا. ألمانيا الجديدة ألتي بنت قوانينها على القيم والمبادئ الانسانية والاشتراكية والمسيحية، التي لاتفرق بين البشر بسبب الدين واللون والبشرة واللغة والانتماء، أستطاعت مرة أخرى رغم كونها منزوعة ألسلاح أن تغلب العالم بأنسانيتها. فليس هناك قوة تردعها وتوقفها وتمنعها وتعاقبها من أجل أن تكون الوعاء الحاوي لكل ما يلفظه الاخرين من مايعتبرونه نفايات بشرية، يحللو قتلهم بحد السيف وحرقهم أحياء، أن لم يسلموا. فتلقفتهم ألمانيا كأغلى مايمكن ان تحصل عليه. وفتحت ابوابها أمامهم، وأمرت الدول التي تحدها جنوباً أن لاتوقف حركة القطارات ولاتمنع المهاجرين من أرتقاءها وصولاً ألى ألمانيا، فحذت حذوها حليفتها بالامس ألنمسا، فضربت ألمانيا أتفاقاتها مع الاتحاد الاوروبي عرض الحايط في مايخص اللاجئين، وعملت عكس الدول الاوروبية الاخرى التي أغلقت حدودها. فأرسلت أساطيلها وبواخرها اليوم ألى سواحل تركيا لنقل اللاجئين بدلاً من رمي أنفسهم في مخاطر البحر الذي أصبح ملاذاً أمناً للكثير من اللاجئين واطفالهم. فلا تستطيع دول الحلفاء ولا الاتحاد الاوروبي ومقرراته التي فقدت بريقها وقوتها، ولاداعش، ولا الخليجيين، ولا تركيا أن توقف أكبر حملة أنقاذ أنسانية في العهد المعاصر قامت بها دولة ما، الا وهي المانيا فقط وتبعتها النمسا. فملئ صراخ أنجيلا ميركل تلك المستشارة الالمانية (السافرة الكافرة) من الحزب الديمقراطي المسيحي الالماني المتحالف مع الحزب الاشتراكي الالماني، التي ينتخبها شعبها للمرة الثالثة، أنجيلا ألمرأة المسيحية الناقصة في أعين علماء وفقهاء الدين الاسلامي، ألتي توجها المسلمون ألشرفاء ضحايا البريرية الاسلامية اللادينية اللاألهية اللا أنسانية، ملكة للكون، وأم حنون وشفيعة كل المنكسرين وألضعفاء. لقد سالت وأنهمرت دموع ملايين من البشر امام شاشات التلفزيون لمأسي غرق الابرياء العزل وقضاءهم في الشاحنات. فلم يهز ويحرك ذلك الضمير الانساني الا ضمير انجيلا ميركل وشعبها الالماني وحلفاءها النمساويين.
فأصبحت كل أسلحة الغرب والخليج وتركيا وأيران وداعش والمليشيات حديد مصدوء تناثر وتحول الى خردة تحت أقدام ميركل. ميركل التي نهرت أبناءها الرعاع، المتطرفين والعنصريين، من أنها لن تسامح مع من يعتدي على اللاجئين ويعرض كرامة الإنسان للخطر".ميركل لن تسمح بنازية جديدة في المانيا.
فهل سيهب شعب الموصل وسنجار والرمادي وتكريت والانبار وبيجي والرقة وكافة مدن سوريا والعراق لشرف الله المهدور، ولشرف أبناءهم وبناتهم المهدور، ولانفسهم. لقد أن الاوان لكسر الطوق ولفظ الدواعش الاوباش الجبناء اللذين ليسوا سوى قوارض موسمية بدون السلاح الذي وضعه الطغاة المجرمين من الامبرياليين وحثالات الخليج وتركيا في أيديهم. وقفة تأمل مع ميركل أيها المهضومين ستمدكم بقوة وعزيمة تعادل ألف داعشي ودباباتهم وقاذفاتهم وراجمتهم. أن ميركل حطمت كل عنجهية داعش واخواتها والامبريالية العالمية والخليجيين وتركيا الفاقدي للانسانية، السباقين للحرب طمعاً في الغنائم على حساب مئات الالاف الابرياء من البشر.
فكل جبروت وطغيان داعش والمليشيات تبخر امام عنفوان ميركل وأنسانيتها، فما على الشعب الا الثورة ضد الطغيان والفساد والارهاب من اصحاب لله أكبر ولا الله الا الله، وفي الواقع كل أعمالهم وكلامهم وحياتهم نفاق ودجل لم يجد له التاريخ مثيل وضد ألله. أن الزمن الحالي هو وقفة تأمل ومراجعة للمسلمين لدينهم، عليهم الخيار بين هجرته، وبين أكتشاف الله المحب.
أن أي واحد من ضحايا الشاحنات والبحر أشرف بالالاف المرات من مئات ألملتحين بأسم الله.
أليوم يجب على اللاجئين الجدد في ألمانيا أن يعرفوا اين يقفوا، وبأي أتجاه يديروا بوصلتهم. أن كانوا مؤمنين بالله، عليهم أيجاده والبحث عنه ليكتشفوه ويتعرفوا عليه مجدداً، ذلك هو اله أنجيلا ميركل ألذي تؤمن به، وأستقت منه تعاليمها، وعلمها كيف تحب وتنقذ البشر وتمد يدها اليهم في وقت الضيق. نعم يجب ان يعرف اللاجئين الجدد والماضي أين يجب ان تكون ولاءاتهم.
 ارجو المعذرة من كافة المسلمين واللاجئين الجدد، ولكن لايوجد أله بالمواصفات التي يصفها ويحورها بعض ألمسلمون الاصوليون في كتبهم. لايوجد اله غدر وخيانة، وتأليب. أليوم على المسلمون الجدد في أوروبا وألشرق مراجعة خياراتهم، نعم، ونبذ دين العبودية والمسخ عنهم ألذي يقدمه هؤلاء المتطرفين اللذين تحولوا ألى أرهابيين، أن كانوا يؤمنون بالله.
وعلى المسلمين أن يختاروا اليوم أيهم أسهل الى محبة ألله؟ عمل الخير ام ألشر؟ مثلما أختارت ميركل وألمانيا طريقاً أخر للغلبة على العالم وتخلت عن نازيتها وفاشيتها. حيث ان الالمان كانوا يعتبرون أيضاً أنفسهم شعب الله المختار ذو الجنس النقي الاري، وكل الاجناس الاخرى كانت ناقصة ومختلة ولاتستحق العيش، وكانوا يقومون بتصفيتها في حروبهم.
وهكذا أكتشف مسيحيي القرون الوسطى في الدول الاوروبية أنه من الخطأ نشر الديانية المسيحية عن طريق القوة والحروب والعنف وأستغلال الاقوام الفقيرة وشراءهم بلقمة خبز زادهم اليومي، وتجزئة شعوبهم. وحتى الامس البعيد 1643 حكم بابوات ومحاكم التفتيش الرومانية على غاليلو بالسجن الذي خفف الى الاقامة الجبرية مدى الحياة، واعتبرو غاليلو هرطوقي وأتهموه  بالتجذيف لانه أصر على ان الارض كروية، ورد الفاتيكان كرامة وبراءة غاليلو رسمياً في 1992 بعد 350 عاماً تقريبا. وتراجعوا عن الحكم الذي أصدروه عليه في عام 1632. هذا بالاضافة الى ما مارسته كنائس القرون الوسطى من عنف متبادل ضد أتباع المذاهب الاخرى المسيحية المختلفة عنها. ومازال الكثير منا ربما يتذكر الحرب الطاحنة التي كنا نسمع عنها في سبعينات وثمانينات القرن الماضي للمقاومة الايرلندية ألتي كان شبابها حتى يضربون عن الطعام حتى الموت احتجاجاً على سياسة بريطانيا، التي كانت سبب في تقسيم أيرلندا الى جنوبية كاثوليكية وشمالية بروتستانتية. ولكن أليوم حل السلام والوئام بين الشطرين، بعد ان توصلوا الى حقيقة ان الحرب لن تصنع السلام والمحبة. وأنما الاقرار بالاخر المغاير وحقه في الخيار.
 تجربة الحرب الدينية الكاثوليكية البروتستانتية بين أنكلترا وأيرلندا يجب ان يقوم أخواننا المسلمين بالتمعن فيها والاستفادة منها.  http://www.alsharq.net.sa/2013/10/25/978958
فهل يوافق ويستحسن فصيل من المسلمون أن يقوم فصيلهم بقتل الفصيل الاخر ألمسلم، لآن احفاد النبي محمد أختلفوا فيما بينهم وكل فصيل يلزم طرف أحد هذه الاطراف. أليس مطلوب من المسلمين ان يتساموا ويتسامحوا على ذلك الخلاف ويحفظوا أرواح المسلمين وخلق الله ؟؟؟؟؟؟ الم يكفي حتى يومنا هذا ماهدرت من دماء بين الفصائل الشيعية والسنية بسببه؟؟؟؟
أيهما أسهل الى الله؟ هل القتل والعنف طريق لمحبة الله، هل هذا مايريده الله أن نقتل من اجله؟؟؟؟ أم الانسانية والمحبة والاهتمام بخلقه أسهل الطرق الى قلبه؟؟؟؟، ألذي لولا هذا الطريق الذي أعتمده الالمان، لما كانو وصلوا الى بر الامان. أن على العرب ان يجدوا اليوم أنسانيتهم التي سلبها نوع من الاسلام منهم ماعاد له وجود ولايناسب عصرنا، وانما اليوم ألتفاهم والاقناع سيد الموقف.  أن على الاسلام تنقية دينهم من هذه الشوائب التي يعلقها به بعض المتطرفين رعاية لمصالحهم ومنافعهم. أن داعش تجربة حية، تعيد للاذهان على أرض الواقع كيف أنتشر الاسلام في الماضي بالقوة والحروب حد السيف. مثملا انتهجته بقية الاديان في حقبة من حقبات تاريخها.
ولكن السيحية والبوذية وكافة الاديان توقفوا عن فرض الدين على الاخرين بالقوة مثلما وضحنا أعلاه. فهل سنجد جيلاً جديداً مسلماً مؤمناً يطور الاسلام وينقيه مما لم يعد يناسب عصرنا الحديث، عصر التكنولوجيا والعلم والتطور، وليس عصر السيف، الذي بات فقط للزينة.
أن تكون مؤمن بالله ذلك هو ألهدف النهائي للايمان به وعبادته. ولكن الوصول اليه لايجب ان يكون بالعنف. فكل المؤشرات التاريخية تدل على ان ألنبي محمد ربما كان من اسرة مسيحية، وبدليل أسماء والده عبد الله بن عبد المطلب والكثير من المقربين اليه، التي لها مدلول مسيحي، لانهم كانوا يعرفون الله بعد مجئ المسيح، الذي كان معروف في شبة الجزيرة العربية. فالمسيحية كانت منتشرة في الجزيرة بجانب الوثنية. ولكنها كانت مازالت لم تكن دين الاغلبية. فتلاميذ المسيح كانوا ينشرون المسيحية بالتبشير وليس بالعنف. ولكن بعض رجالات الكنيسة بعد مئات السنين، التجوأ الى العنف والقوة والفرض في نشر المسيحية. فالنبي محمد ولد من عبد الله، وعبد المطلب واسماء اخرى كانت موجودة قبل ولادة النبي محمد بمئات السنين. وليس بعد ولادة النبي محمد. فالابن يولد من الاب وليس العكس. وهي ليست أسماء وثنية وأنما لها ارتباط بالمسيحية. والا لما كان كني بها ال بيته وأعمامه وخواله. نترك هذا الامر للمؤرخين ليكشفوا لنا ماهو الخلاف الذي حصل بين النبي محمد مع محيطه وأل بيته وعشيرته، الذي أدى الى هذا التغيير. فهل هناك من باحثيين نزهاء يتسمون بالشفافية، يبحثوا في التاريخ بصدق دون تحريفه ليقدموا الحقائق الناصعة لشعبهم المسلط عليه دينهم حد السيف والقتل الى يومنا هذا. ويوقفوا بذلك التفسيرات والتكفيرات الغير صحيحة من قبل بعض مستغلي الدين لمنافعهم الشخصية. أنها دعوة لكل مسلم مؤمن.
أن تاريخنا وتاريخ اجدادنا وتاريخ البشرية أينما كانو، ببشاعته وجرائمه أو بجودته وعنفوانه وأناقته وجماله الراقي، هو حصيلة حياتنا التي عشناها على الارض، لن يستطيع أبناءنا وأحفادنا نكرانه مستقبلاً، ومؤكد أنهم سيعترفون ويعتذرون لبضهم البعض نيابة عنا وعن أجدادنا شأنا أم أبينا.
تيريزا أيشو
05 09 2015

غير متصل بطرس هرمز نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 440
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأخت تريزا ايشو هناك العديد من المحطات توقفت عندها منها ما يتعلق بالحروب او بمواقف رجال الدين والتي أصبحت تاريخا يجب ان يتم دراسته بعناية للاستفادة من دروس الماضي ولكني باعتقادي ان هذه الدروس لا تنفع مع من يعتقد جازما بان في دينه يجمع كل القوانين الوضعية والطبيعية للإنسان وفي عقيدته ديموقراطية وحقوق الانسان وفي دينه سياسة وقيادة وأسس مجتمع راق ومتقدم وعندما  بتبوء مقاليد الحكم  ويطلب منه تطبيق ما تامر به قوانينه وشريعته  على الواقع يجده يقمع الرأي يحجب نصف المجتمع ونصفه الاخر يصيبه بالثول والجهالة وفق هكذا نهج تحول الشرق  في  الدول التي يحكمها هكذا نهج الى فساد والى استغلال وقمع حريات وبؤرة خصبة لاثارة الحروب والصراعات الداخلية والاعتداء على حقوق وممتلكات الآخرين
ثقافة الصحراء الطاغية على الفكر هذه الثقافة جعلت من هذه الشعوب  تسير في إناث مظلمة وسوف تؤثر بشكل سلبي على مجمل الثقافات في العالم وتصيبها بفايروس التخلف وخاصة عندما فتحت اوروبا والبلدان الغربية ابوابها على مصراعيها سواء بدافع الرحمة او بدوافع اخرى غير معلنة لتزرع في جسدها المتطور فكريا وحضاريا اخطر فايروس عرفته البشرية طيلة تاريخها وسينقل هذا الفايروس أمراضا ستعاني منه هذه الشعوب واولها التكفير والتفرقة بين البشر بين مؤمن وغير مؤمن ثم استخدام السيف والبندقية لتصفية الاخر المختلف حتى ولو كان اهل البيت من الأصليين
تقبلي تحياتي والغد لناظره لقريب
بطرس نباتي   

غير متصل تيريزا ايشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 466
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ألاخ العزيز بطرس نباتي
تحية ومودة... أتفق تماماً مع ما جاء في تعقيبكم. وهذه هي معضلة ألعصر الجديد الراقي، ألذي وصل قمة الكمال في حضارته. ولكن فقط من جانب. ألا وهو الغرب المتخم،الذي باتت الاهمية فيه فقط للقيم المادية والعلمية، والذي يرتقي عن الشرق المتخلف بما يعادل 100 الف سنة ضوئية أو أكثر. فوصل الغرب قمة تطوره ووصل الشرق قمة تخلفه. في ألغرب اضمحلت كافة القيود والحواجز بين ألاجناس والاثنيات والمعتقدات والاديان، وفي الشرق تعمقت. في الغرب عاد الانسان ـ أنساناًألهياًألصنع، يتصف بالكمال مهما كانت عاهاته الجسدية وضعفه، فله قيمته وحقوقه التي تصونها الدولة. وفي ألشرق عاد الانسان ناقص عقل ودين واخلاق وقيمة. أن المعضلة الحالية هي معضلة كل العالم. وماعاد احد يستطيع ان يقول ان ذلك لايهمني ولايمسني ولن يطرق بابي. أنها مأساة حقيقية عالمية. سببها الغرب المتنور الذي وضع خلاصة علومه وجهده وأبداعاته الجيدة والخبيثة الفتاكة في ايدي جهالة الشرق الغير متنورين. ألعالم أجمعه بات بحاجة الى ثورة حقيقية تقودها جماهير العالم أجمع ضد الاحتكارات والاديان.