المحرر موضوع: لماذا تهاجر الشعوب من ديارها ؟  (زيارة 727 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل طارق عيسى طه

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 490
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لماذا تهاجر الشعوب من ديارها ؟

تذكر كتب التاريخ عن اسباب هجرة الشعوب منها وقوعها تحت مؤثرات كثيرة منها الغزو الخارجي وعلى سبيل المثال لا الحصر ما حدث للارمن حيث قامت الدولة العثمانية ايام السلطان عبدالحميد بارتكاب المجازر الهولوكوست وتشريد الارمن من بلاد الاناضول وهي منطقة تركية تبلغ مساحتها 500 الف كم مربع قريبة من شرق اوروبا عدا القسم الشرقي منها ويعرف بهضبة ارمينيا , هذه المجزرة تعتبر وصمة عار لم ولن تستطيع تركيا ان تتخلص منها ان كان بالانكار او اقامة الدعاوى ضد من يتكلم ويذكر هذه الحوادث النكراء بحق الانسانية وقد هاجر الارمن الى الشام والعراق واختلطوا بالشعوب العربية ناقلين معهم حضارتهم واندمجوا مع الشعوب العربية وتكلموا لغتهم وتطبعوا بطبائعهم. ويقوم البدو الرحل بترك مناطقهم نتيجة تغييرات مناخية منها الجفاف مثلا  بحثا عن الماء وألكلأ في الصحاري او نتيجة غزو خارجي من قبائل اكثر قوة منها .اما ظاهرة الهجرة العراقية في يومنا هذا فقد بدأت من ايام استلام حزب البعث الحكم عام 1963 بعد ان قام بذبح وقتل خيرة ابناء الشعب العراقي بعد ان سلب منهم جمهوريتهم الاولى التي تشكلت في اربعة عشر تموز عام 1958 , بعدها دخل العراق في حروب عبثية استمرت ثمانية اعوام ضد الجارة الاسلامية ايران بدفع وتحريض من الامريكان وتمويل من السعودية ودول الخليج العربي , اليوم يقوم الشعب العراقي بالهجرة الجماعية بعد ان فقد الامل في الحياة الحرة الكريمة بعد سنوات الاحتلال عام 2003 حيث وصلت الاوضاع اليوم الى الحضيض من جميع نواحي الحياة الاجتماعية او ألأمنية الصحية ازدياد البطالة والفقر المدقع وخاصة لبلد نفطي مثل العراق حكمها اناس لا يختلفون عن جراد نجد الذي يفترس الحنطة والشعير وحتى الحشيش كما فعل المفسدون الذين اصبحوا ما بين ليلة وضحاها يملكون المليارات من الدولارات الامريكية من اموال السحت الحرام , اموال الايتام والارامل وسكان بيوت الطين والصرائف والبردي والتنك , الذين اغرقوا البلاد بالديون التي وصلت مبيعاتها النفطية الى 120 مليار دولار سنويا ,وضاعت منها الف مليار دولار خلال ثمانية سنوات, سنوات عجاف هربت فيه الكوادر العلمية على اختلاف انواعها ان كانت طبية او هندسية او قانونية صناعية زراعية ففي السنوات الاولى للاحتلال تم اغتيال خمسة الاف عالم عراقي ان كان يختص بالذرة او العلوم الاخرى القسم استطاع الهرب ومغادرة البلد , ويحتل الاطباء العراقيون مكانة الصدارة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الامريكية . بعد ان تغلبت حالة اليأس على الكثير من ابناء الشعب العراقي قرروا مغادرة البلد الذي فقد الامن والامان واقتصرت فرص العمل على الاقارب والاصدقاء والاحزاب المتنفذة واصبح الدين وسيلة الترزق والنفاق وركب الموجة حتى حرس صدام حسين الجمهوري الذي لبس العمامة وبدأ في التحكم في مصائر الناس , انتشر الظلم والفساد وشراء الذمم بحيث اصبح لا يطاق , الصفقات العسكرية الفاسدة الطبية والهندسية المعمارية والمشاريع المتلكئة بقيمة المليارات من الدولارات ,سرقوا الحصة التموينية و استوردوا شايا مخلوطا  بنشارة الخشب والحديد مجتمع طغت فيه المحاصصة الطائفية والاثنية حدود اللا معقول وسئم الشعب الحياة وقرر المخاطرة والسفر في عرض البحار وكانت الضحايا بالمئات لا فرق بين طفل وامراة ورجل مسن او شاب , ازدهرت يه تجارة المافيا من المهربين الذين يستعملون قوارب مهترئة انقلب منها الكثير وتم انقاذ البعض واكلت الحيتان البعض ألأخر من ابناء شعبنا اليائس من الحياة حيث انعدم الامل في حياة حرة كريمة , هذا هو واقع الحال ولا يعني بانني اشجع الهجرة التي  اصبحت واقع حال و اصبح البديل فيها شبه معدوم بفضل الحكام والخلافات فيما بينهم الذين احتقروا ولم يتجاوبوا مع ابسط المطاليب التي تنادي بها الجموع المليونية الثائرة في كل محافظات العراق , حيث بدأت مظاهر فشل عملية التغيير التي وضع شعبنا الامل فيها لوضع حد للفساد المستشري ونهب الاموال لبلد يملك ثاني احتاطي نفط في العالم و بدأت عملية الاقتراض المالي من البنك الدولي ودفع ديون شركات النفط بسندات قيمتها سبعة مليارات والباقي بالنفط الخام . ان تصريحات السياسيين كثيرة مبشرة بالحزم الاصلاحية الا ان العملية الاصلاحية لم تتعد سوى القشور  ولا زالت عملية المحاصصة هي السائدة في هذه الحلول الترقيعية , اما الحكومات الغربية وخاصة النمسا والمانيا وبريطانيا وفرنسا  فنلندا والسويد وبلجيكا والنرويج وموقفها من استقبال اللاجئين فلا يخلو من المواقف الانسانية حتى اذا صبت في المستقبل البعيد في مصالحها , وقد اصبحت السيدة ميركل من الشخصيات المحبوبة للشعب العراقي وتم رفع صورها احتراما وتقديرا لها , بعد فشل الذين انتخبناهم ليديروا لنا معركة الحياة والكرامة فسلموا بلدنا للاعداء من الدواعش الذين يسومون المواطن العراقي العذاب والتنكيل بكل مقدساته التي حافظ عليها ينتهكون عرضه يسبون نساءه ويبعونهن في اسواق النخاسة العالمية يحرقون الكنائس والجوامع يبيعون ألأثار القديمة ويكسرون الباقيات يحرقون ويعدمون من لا يطيعهم لا فرق بين طفل امراة ورجل بمختلف الاعمار , اليبست هذه الاوضاع نتيجة الفشل السياسي والخيانة للوطن ؟ من  من هؤلاء المقصرين قدم للمحاكمة ؟ اين وصلت نتيجة التحقيق التي اجرتها لجنة الامن والدفاع البرلمانية ؟ وتتعجبون اذا اقدمت الجماهير على الهجرة الجماعية ؟ صحيح الحل يجب ان يكون في البلد نفسه ولكن متى ؟ وبعد كم من عشرات السنين ؟
طارق عيسى طهann