عذرا ايها الجليل ....... لقد تركتنا قبل الحصاد
نمرود قاشا
الحصاد هو حلمنا
حلم فلاحنا .. و عام من الترقب
ونحن كلنا فلاحون في حقل الرب
وما اجمله من حقل ,
هو حلم ان ترى الحقول قد اينعت
وحان وقت قطافها .
هو حلمك وحلمنا وحلم اجيالنا
ان نكون نحن من يقطف رووس الحنطة ....
في ذهبية كهنوتك , وماسية عمرك ...
اجبروك ان تغادر الحقل قبل الحصاد ,
وانت من زرعت وسقيت وجمعت الزوان والقيته في النار ... ولكنك قلت لهم : لا ....
لا بكبر الحلم الذي تحمله
نعم ... لا بحجم الفضاء
الزوان إن نما قربي
تعلق بي
أكل زادي
شرب ماء عيوني
اتركوه يفرح
((يكبر .. يعانق الوعد
يترنّح .. يضاجع الوهم
اتركوه يحلم .. يهذي .. يتألّم
لا تُعَشِّبُوهُ غَضّا
فيقال عنكم .. قساة القلوب
دعوه ينشف
ووقت الحصاد .. افرزوه
ثم احرقوه
أو اجعلوه تِبنا للبهائم ))
عذرا .... ايها الجليل ,
جرحنا اصبح اكبر
وقد هجرنا قسرا ,
واجبرنا ان نترك حقولنا ليضاجعها الغرباء
ربما كانت بالنسبة للبعض اعتادية ,
لانه ليس ابن هذه الارض
لانه اينما وجد ظلا يرتاح اليه
لانه قد قطع صلة الرحم مع ارضه
فلا يهمه .... اذا كان المحصول وفيرا ام لا
ولكنك _ يا سيدتي _ قد تشبعت برائحة التراب
وهناك .... هناك في عمق التراب
حبةٌ كلؤلؤةِ المحار
لونُها قمحي
تينةُ صبار
تغرس أشواكها
في أعين الأغراب
اه .... ايها الجليل , كم كان جرحك وجرحننا كبيرا
كبيرا بحجم البلدة وتاريخها وكنائسها ورموزها
كبيرا بناسها الطيبون والمومنون والبسطاء
نعم .... ايها الجليل
عذرا .... ايها الحليل
لقد اغتالوا كل شيء _ حتى احلامنا _
غلفوها باوهام بعيدة عن افكارنا
لهذا .... لم تتحمل عمق هذا الجرح
كان الجرح اكبر مما تتصور
لقد اغتالك الجرح يا سيدي
وانت يا ابونا لويس
انت ...انت , كنت تتحمل سهام الغير وحقدهم
كنت تتحمل هلوساتهم بصير غير اعتيادي
كنت اكبر من الجرح
لا بل هزمت الجرح وركلته بقدميك
ولكنها – يا بونا -
هي ارادة الخالق ...
ارادك ان تكون شاهدا للحقيقة
شاهدا لزمن العهر
شاهدا وشهيدا لرسالة يسوع
الى جنان الخلد ... ايها الملك
[/size]