الاستاذ الكبير خوشابا سولاقا المحترم
دائما تمتعنا بمواضيعكم المهمه والشيقه النابعه من حسكم الوطني السامي
ارجوا ان تسمحوا لنا بوضع بعض اللمسات في سياق مقالكم الرائع هذا.
حيثما يكون تعيين القضاة من قبل الحكومه فالقضاء في هذه الحاله سوف يخدم مستخدميه ولذلك سوف يكون مسيسا. اذا, اصلاح القضاء لن يتحقق الا في حاله واحده وهو ان يلغى مبدأ التعيين لاي قاضي ضمن المنطقه الجغرافيه واستبداله بمبدأ الانتخاب من قبل سكنه المنطقه التي ضمنها يستطيع المواطن المطالبه بحقوقه ويمكنه مقاضاة اي جهه مهما علت او ابتعدت الى المحكمه التي يقضي فيها القاضي الذي انتخبه. نعم, شعبنا مازال في المراحل الاولى للتجربه الديمقراطيه وقد فشل في البدايه بدليل انتخاب حكومات فاشله ولكنه بدأ يتعلم وخصوصا بعد الانتفاضه الاخيره, وشيئا فشيئا يمكن ان نصل الى الغايه المنشوده.
اما المحاكم الاتحاديه والمحكمه الدستوريه كذلك من الخطأ تعيين القضاة من قبل الحكومه بل يجب تشكيلهم بصوره دوريه من القضاه العاملين ضمن المناطق الجغرافيه لعموم البلد (اي ان تكون المحكمه الدستوريه تتألف من عشره قضاة يستبدل خمسه منهم كل شهرين مثلا) نحن هنا لا نقرر بل نعطي مثالا... بهذه الممارسه سوف يعمل القاضي ضمن المحاكم المدنيه والجنائيه ثم الاتحاديه والدستوريه ويزداد ثقافه ووعي وشعور بالمسؤوليه بل شعور بالمواطنه اكثر واكثر- من المؤكد باننا لن نصل المثاليه في تطبيق هذه الممارسه في البدأ ولكنها سوف تغير من الواقع الذي ثبت عدم نفعه.
بخصوص مكاتب المفتشين العموميين: هذه تشكلت بقرار سلطة الائتلاف على ان تكون انعكاس لمثيلاتها في الوزارات الامريكيه والتي دورها يكون في تقييم النشاطات الماليه والادائيه اي دور الرقيب الداخلي الذي يكون تعامله مع الوزير والذي اذا لم يتعاون لتصليح الخلل يرفع المفتش العام الامر الى البرلمان. طيب, ماذا نتوقع من حكومه المحاصصه, من هم الموظفين الذين سوف يعينهم الوزير الذي بالنسبه له الوزاره هي حصه ورثها من اباءه واجداده؟ اناس محسوبين عليه ولذلك سيكون (الخير منا وبينا) وسيكون الفساد مكتوم ضمن دائره الحكومه, فهل اكثر من هذا تسييس لجهه رقابيه؟.
خذ مثلا: مكتب المفتش العام في شبكه الاعلام العراقيه (مؤسسه صغيره قياسا بالوزارات السياديه) - يتكون من ٤٤ موظف فيهم فقط ٧ محاسب+مدقق+قانوني الناس الذين يعملون ضمن اختصاص مهام التفتيش والباقين اداريين وغيرها من المناصب التي لا تدخل في صميم عمل الدائره - رواتب المكتب لسنه ٢٠١١ بلغت حوالي ٧٠٠ مليون دينار عدا الايفادات الى تركيا وامريكا وروسيا وغيرها (هذا المعلن ضمن التقرير السنوي للمكتب لعام ٢٠١١), نشاط المكتب لمدة عام تدقيق ٥٠ عقد, ١٣ تقرير, ٦٥٤ وثيقه دراسيه (اي ترسلها في رساله الى الكليه وتنتظر الرد)! وللمعلومات المكتب تشكل سنه ٢٠٠٩ (من الممكن بعد ان ارتفعت رائحه الفساد). لا يوجد فرق بين وجود هذا المكتب من عدمه, بل هو لمنفعه نفر معين واعلان على انه هنالك رقابه داخليه. وهكذا في الوزرارات الاخرى.
الاصلاح يجب ان يرتكز على (مثالا وليس حصرا) على: نشر الوعي بالممارسه الديموقراطيه لدى العامه اي الشعب, تعديل الدستور حيث في صيغته الحاليه لا يحفظ توازن القوه في مراكز السلطه ولذلك هو مشلول في صيغته الحاليه.
كلمه اخيره, استاذنا العزيز, جل ما نخشاه ان يكون قول العبادي كما ذكرتم (حين قال أن الأجهزة الرقابية لا ضرورة لوجودها عندما تكون جباياتها أقل من صرفياتها) يقصد ان دوائر الرقابه يجب ان تعتاش على المواطنين والموظفين الفاسدين ومساومتهم, وبذلك هو خلق عصبات ضمن جسد الحكومه والذي هنالك منه الكثير - على غرار ممارسات جيش المهدي في بغداد في بداية تشكيله.
مع فائق احترامنا متمنين لكم الصحه والسلامه
اخوكم - نذار عناي