المحرر موضوع: في فنلندا .. أمسية ثقافية عن الهجرة واللجوء والتعدد الثقافي فنلندا  (زيارة 1771 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف أبو الفوز

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 680
    • مشاهدة الملف الشخصي
في فنلندا .. أمسية ثقافية عن الهجرة واللجوء والتعدد الثقافي فنلندا

توركو ــ طريق الشعب
ضيّف البيت الثقافي العراقي في فنلندا ، الخميس الماضي 17 أيلول ، الكاتب العراقي يوسف أبو الفوز والباحث الفنلندي الدكتور ماركو يونتنين، في أمسية ثقافية وحوار مفتوح حول الهجرة واللجوء والتعدد الثقافي، حضرها جمع من المهتمين.
أقيمت ألامسية على قاعة المركز الثقافي " لنعمل معا" في مدينة توركو الفنلندية، وأدارها رئيس الهيئة الادارية للبيت  الثقافي العراقي رياض قاسم مثنى ، الذي رحب بالضيفين والحضور .وعرف بالضيفين وشكر الحاضرين للاستجابة للدعوة ، ثم طلب من الحضور الوقوف دقيقة حداد على ارواح الاف الضحايا من العراق وسوريا الذين  غرقوا او ماتوا خلال رحلات البحث عن سقف أمن ، وايضا روح الناشط المدني الالباني الجنسية سليم سليمي المعروف جيدا بين الجاليات الاجنبية والذي رحل مؤخرا في توركو .
 تحدث أبو الفوز تحدث بأختصار عن تأريخ الهجرات من العراق وسوريا ، عازيا ذلك الى جملة اسباب، من بينها العنف السياسي (سياسة التبعيث في العراق وسوريا)  وعنف الحروب (حروب الديكتاتور صدام حسين الداخلية والخارجية)، والعنف الاقتصادي (سنوات الحصار الاقتصادي في العراق) والعنف الطائفي (مرحلة ما بعد سقوط صدام وسنوات حكومات المحاصصة ، وظهور القاعدة وثم داعش في المنطقة) . وتساءل أبو الفوز عن أسباب  موجة الهجرة الواسعة في هذه الايام من العراق؟. ثم تحدث عن تردي الاوضاع السياسية والامنية وعن المشكلات الاجتماعية وفشل حكومات المحاصصة في العراق لتوفير الحياة الكريمة للمواطن ، والى ما ذلك من ذلك المخاطر الامنية، نتيجة استمرار نشاط المليشيات الطائفية، بما في ذلك الابتزاز والخطف والتصفية، فضلا عن خطر عصابات "داعش" التي تحتل مساحات واسعة من العراق، مبينا ان كل ذلك  ادى الى شعور الشباب العراقي بالأغتراب والاحباط ، دفعتهم للبحث عن حياة امنة بعيدا عن أوطانهم . وتحدث عن واقع اللاجئين حاليا في فنلندا واجراءات الحكومة الفنلندية وتأثير الازمة الاقتصادية وسياسة التقشف على اوضاعهم وردود الفعل الشعبية.
 الباحث الفنلندي ماركو يونتنين تحدث عن العنف المباشر والعنف الرمزي الذين يواجهان اللاجيء أوالمهاجر، من اول يوم يغادر فيه بلده، مشيرا الى ان ذلك يتمثل في التمييزو العنصرية التي تكون عائقا امام اللاجيء للاندماج في المجتمع الجديد. وتطرق يونتنين الى  تجارب اللجوء من شمال افريقيا ومن الشرق الاوسط واهمية الجانب الانساني في التعامل مع اللاجئين وايجاد الحلول لمشكلاتهم . كذلك تحدث عن دور الادب في ملامسة هموم ومعاناة اللاجئين ومساهمتة في كسر الصمت "كونه يعكس قصص اللاجئين ليكونوا معروفين لدى الاخر ويمكن التعايش معهم بوعي أكبر " ، واشاد بكتابات واصدارات الكاتب يوسف ابو الفوز التي تناولت موضوعات الهجرة واللجوء والاندماج والتعدد الثقافي . وقرأ الكاتب ابو الفوز مقتطفات من قصص كتابه "طائر الدهشة " ، الذي صدر عام 1999 في دمشق عن دار المدى، وقام بترجمته الى اللغة الفنلندية الباحث ماركو يونتنين وصدر في هلسنكي عام 2000. وقصص الكتاب في مجموعها تتناول االلجوء والمنفى العراقي وعكست المقاطع التي قرأت صورا عن معاناة العراقي بعيدا عن وطنه وذكرياته. وعلق يونتنين على النصوص مشيرا الى حجم اغتراب اللاجيء وهواجسه التي ترافقه في الارض الجديدة .
جمهور الحاضرين  الذي تفاعل مع احاديث الضيفين ، طرح العديد من الاسئلة والافكار التي قادت الى النقاش والسجال بين الحاضرين تناولت موضوع اللجوء اساسا . اتفق الكثيرين على كون موجة الهجرة الاخيرة تتعلق بالاوضاع الداخلية للمنطقة ، سواء في العراق او سوريا، وجرى الحديث عن العوامل الدولية المساعدة في هجرة الشباب العراقي، وتم ربط ذلك من قبل بعض الحاضرين بنظرية المؤامرة لتفريغ العراق وسوريا من الطاقات الشابة.  وبعض الاصوات اشارت الى مخاوف اهل البلاد من الفنلنديين من ظهور مشاكل جديدة للمجتمع الفنلندي بما في ذلك المخاطر الامنية . في نهاية الامسية التي استمرت حوالي ساعتين ، شكر الجميع الضيفين وتم الاتفاق على اعادة مثل هذه اللقاءات  في مناطق مختلفة من المدينة لاجل اشراك اكبر عد من المهاجرين والعراقيين في الحوار.
 *  طريق الشعب العدد 38 ليوم الأربعاء 23 ايلول‏ 2015