المحرر موضوع: • الهجــرة الجماعيّــة وأســـــبابها !!! •  (زيارة 2750 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل النوهدري

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 24150
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
الهجرة الجماعية واسبابها !
الأربعاء 23 ـ 09 ـ 2015
بقلم : طارق عيس طــه :
عشرات الألاف من المواطنين بمختلف الاعمار يتركون اوطانهم محل ولادتهم ونشأتهم يتركون خلفهم كل الذكريات التي رافقت سنين عمرهم حلوها ومرها الى عالم آخر طريقهم محفوف بألأخطار الجسيمة , منها ان يكونوا طعاما لحيتان البحار واسماكها صغيرة كانت او كبيرة , يتركون الوطن الذي شربوا من مياهه العذبة وكانوا مستعدين للذود عنه بارواحهم الغالية فما هو سر هذا الانقلاب ؟
لقد تجمعت الصدمات المتتالية لمعظم هؤلاء ونتيجة لتراكم الاحداث والمصحوبة بالفشل ليس في تحقيق امانيهم فقط
بل بالاستمرار بهذا النمط من الحياة المملؤ بالانفعالات النفسية والاحباط من الوصول الى جزء بسيط من ألأمال
التي حلموا بها ، اليأس القاتل للقسم منهم في الحصول على عمل بعد مشقة الدراسة وكانت النتيجة البطالة وتمضية الوقت في المقاهي واصبحوا عالة على الوالدين الذين يشكوان الفقر والحاجة , هؤلاء ضحايا المجتمع
الذي خذلهم لا لذنب جنوه ولكن نتيجة الفساد المالي والاداري , القسم منهم كان يعلق ألأمال على زوال الحكم الديكتاتوري الصدامي , وبعد مضي اثنى عشر عاما اصبح الحرامي الواحد الاف مؤلفة , الظالم الواحد اصبح مجموعة حرامية وبلطجية , بلدهم الغني بثرواته اصبح مديونا لعدة بنوك اجنبية بفائدة قدرها 10,37 % دخلت في الميزانية السنوية لعام 2016 بمبلغ ستة مليارات من الدولارات الامريكية يتم تسديدها الى عام 2028 والديون تقلل من سيادة الدولة المديونة التي تخضع لشروط هذه البنوك, يهاجر المواطن بسبب سيطرة المحاصصة الطائفية وألأثنية كنظام حكم فاشل دفع البلاد الى حافة الهاوية التي يتوقعها المراقبون والمحللون السياسييون
في السنوات القادمة القريبة , ثلث مساحة العراق
تقع تحت سيطرة عصابات متخلفة استيقضت من كهوف ومقابر القرون الوسطى ووجدت منفذا رخوا لها للدخول والسيطرة لنحر الشرفاء ومحاولة اسلمة المسيحيين والايزيديين والشبك وباقي الديانات لمكونات العراق الاخرى بالقوة
او دفع الجزية , عرضوا نساء وبنات الايزيديات في اسواق النخاسة العالمية كغنائم استولوا عليها بعد ان إغتصبوهنّ واذلوهنّ وباعوا القسم الباقي المستعمل بدولار او دولارين , فشل السلطة في الحفاظ على سيادة البلاد ,تقسيم كراسي الحكم على ما اسموه بالتوافق ويعني المحاصصة بشكل اكثر ادبا بعد ان ضاقت نفوس الموطنين من هذا الاصطلاح الذي ضاعت فيه ترليون دولار امريكي خلال اثنى عشر عاما , لم تستطع السلطة الحاكمة بناء شارع فرعي
ولا مستشفى ولا اية عمارة سكنية او مشروع  , المشاريع كلها متلكئة وكلفت الميارات من الدولارات , ويسال
البعض لماذا الهجرة الجماعية ؟ البصرة سلّة غذاء العراق باجمعه محرومة من المياه الصالحة للشرب مياههم مالحة , باقي القرى مات فيها الزرع والضرع وهجرت الزراعة كمصدر رزق وماتت الكثير من الحيوانات او اصيبت بالعمى لشربها المياه المالحة , الحكومة تشتري الحنطة والشعير من الفلاحين ولا تدفع لهم حقوقهم , المدارس الطينية إزداد عددها وبعضها يجلس التلاميذ على الارض ,اولاد الملحة يتطوعون لقتال العصابات الدخيلة الداعشية واولاد المسؤولين يتنعمون في الخارج يملكون سيارات فارهة والقسم منهم يشرب السيكار كما جاء في الاخبار في سجن احد اولاد المسؤولين , على سبيل المثال لا الحصر وأخيرا وليس أخرا انتشار مرض الكوليرا بسبب اختلاط المياه الثقيلة بمياه الشرب , وشرب مياه الابار ألأسنة أن هذه الاصابات وانتشار مرض الكوليرا هي نتيجة الفساد والتبذير وتوزيع الرواتب الضخمة على المسؤولين وحماياتهم ومخصصاتهم وعدم بناء مستشفى واحدة خلال الاثنى عشر عاما ,  لماذا يهاجر المواطن وهو يرى بأم عينيه ان عدد النازحين داخل العراق زاد على الثلاثة ملايين نسمة , يعيشون بمستوى يقل كثيرا عن مستوى الحيوانات ( عفوا ولكنه واقع حال ) القسم الكبير منهم بدون اي دخل مالي اهينت كرامة الكثيرين منهم وسرقت مخصصاتهم المالية تعرضوا للابتزاز من قبل الموظفين والاداريين , زيارات المسؤولين لهم ليست عملة نادرة بل معدومة , الطريق الصحيح لمعالجة الاوضاع المزرية هذه ليس الهروب من المواجهة والهجرة الجماعية بل الانضمام الى القوى الشعبية البطلة التي تطالب بالتغيير بلا كلل ولا ملل والحق يؤخذ ولا يعطى .