المحرر موضوع: موقع نقاش: بغداد وأربيل تقسمان المسيحيين عبر القوة  (زيارة 1302 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37773
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
بغداد وأربيل تقسمان المسيحيين عبر القوة

عنكاوا دوت كوم | نقاش - هستيار قادر

يتنقل صفاء الياس جيجو (38 سنة) يوميا بين اربيل عاصمة إقليم كوردستان وبلدة القوش في سهل نينوى آخر موقع للمسيحيين في المنطقة غير الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش وهو قائد قوات سهل نينوى التابعة للمسيحيين ويتابع من جبهة قواته الأمامية عبر المنظار المناطق ذات الغالبية المسيحيّة في حدود محافظة نينوى والتي يسيطر عليها مسلحو داعش منذ شهر تموز (يوليو) من عام 2014.

يقول جيجو "لقد تأخر تحرير المناطق المسيحية لسهل نينوى كثيرا".

مر اكثر من عام على سيطرة داعش على المناطق المسيحية لمحافظة نينوى والتي تسمى بسهل نينوى دون وجود خطة لتحريرها، وتفيد الاحصاءات لدى الاطراف السياسية التابعة لهذا المكون بوجود موجة من نزوح المسيحيين من تلك المناطق الى إقليم كوردستان وهجرة اعداد منهم الى الدول الاوروبية واميركا تصل الى (300) ألف شخص.

ودفع الامل بالعودة المسيحيين الى اللجوء الى تشكيل قوات عسكرية من شباب المكون النازحين، مع ان المسيحيين الذين يعدون من سكان العراق القدامى، يعرف عنهم بعدهم عن السلاح والصراعات العسكرية.

وعلى الرغم من ان المسيحيين لديهم هدف واحد وهو تحرير مناطقهم من سيطرة داعش، الا انهم لم يتمكنوا من تشكيل قوة مشتركة في ما بينهم، بل شكلوا ثلاثة تشكيلات عسكرية ينتمي كل واحد منها الى تيار سياسي مسيحي مختلف.

اجتمعت الأطراف المسيحية في شهر آب (اغسطس) من العام الماضي لتوحيد قواتها العسكرية، الا انها لم تتوصل الى اتفاق وقد تقرر تأجيل توحيد القوات الى ما بعد انتهاء داعش في سهل نينوى.

ويسمى التشكيل العسكري الاول للمسيحيين "قوات حماية سهل نينوى" ويشرف عليه حزب بيت نهرين الديمقراطي وهو جزء من الوحدات العسكرية التابعة لوزارة البيشمركة في إقليم كردستان ويمول ويسلح التشكيل من قبلها.

أما التشكيل الثاني الذي يُسمى "كتائب بابليون" فهو تابع للحشد الشعبي وتشرف عليه هيئة تابعة للحكومة المركزية العراقية.

فيما يسمى التشكيل العسكري الثالث للمسيحيين والذي اتخذ موقفا وسطا بين الاتجاهين "وحدات حماية سهل نينوى" وهو تابع للحركة الديمقراطية الآشورية ولم يدخل حتى الان تحت إشراف أربيل او بغداد.

ويتفاوت أسلوب عمل تلك القوات ومواقعها الحالية وان كان من المقرر توجيه مهماتها نحو موقع واحد وهو سهل نينوى.

ويرى ريان الكداني الامين العام لـ"كتائب بابليون" التابعة للحشد الشعبي وجوب ان يكون تحرير المناطق المسيحية في سهل نينوى عن طريق منطقة بيجي التابعة لمحافظة كركوك وليس عن طريق إقليم كردستان ويقول "طلبنا التنسيق مع اقليم كردستان من اجل ذلك الا انهم رفضوا مساعدتنا".

وأضاف ريان لـ"نقاش": "هناك خلافات بين الاطراف المسيحية حول القوات العسكرية الا اننا مستقلون داخل الحشد الشعبي".

وتتعرض القوات التابعة للحشد الشعبي لانتقادات "قوات حماية سهل نينوى" التابعة لوزارة البيشمركة، ويقول صفاء جيجو: ان "الحرب ضد داعش امر صعب ولا يمكن لغير قوة منظمة ومدربة وذات تكتيك عال القيام بها، وقد تلقينا تدريبات جيدة بينما المسلحون المسيحيون ضمن الحشد الشعبي يدخلون الحرب دون تدريب، هذا فضلا عن كوننا نملك صفة قانونية ضمن وزارة البيشمركة".

وتشكل الخلافات بين القوتين المسيحيتين مرآة للخلافات السياسية بين اقليم كردستان والحكومة المركزية ما تسبب في انقسام نفوذهما على المكونات وجماعاتها المسلحة.

ويشدد ادريس ميرزا العضو القيادي في الحركة الديمقراطية الآشورية التي تشرف على "وحدات حماية سهل نينوى" على انهم لا يريدون ان يكونوا طرفا في الصراع بين بغداد واربيل، وذلك لان الانحياز لاحد الطرفين المختلفين يضر المسيحيين انفسهم.

وقال ميرزا لـ"نقاش" حول الموضوع "يتم تسليح قواتنا بمساعدة من مواطنينا ولا نريد ان نكون ضمن اية جبهة من جبهتي الصراع".

وتم افتتاح مكتب التنسيق بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة لمحاربة داعش في مدينة اربيل بداية الشهر الجاري الا ان التنسيق بين بغداد واربيل لم يصل حتى الان الى درجة توحيد القوات العسكرية المسيحية التي انقسمت بينهما.

واشار كريم نوري المتحدث الرسمي باسم الحشد الشعبي الى ان "كتائب بابليون" التابعة للحشد "ليست مجموعة مسلحة لتحرير المناطق المسيحية فقط، بل انها قوة وطنية شاركت الكتائب في الحرب ضد داعش في مناطق لم تكن فيها حتى كنيسة واحدة".

كريم قال لـ"نقاش" ان "حكومة الاقليم انخراط الجماعات المسلحة المسيحية في صفوف قوات البيشمركة ولكن هذه الخطوة لا تناسب محافظة نينوى ولا يمكن تحقيقها لان المحافظة ليست جزءا من الاقليم".

اما جمال محمد رئيس اركان قوات البيشمركة فيشدد على انهم سمحوا للجماعات المسيحية المسلحة التابعة للحشد الشعبي بدخول المحاور التي تتمركز فيها قوات البيشمركة في حدود الموصل.

وقال "واقعيا يجب على تلك القوات المسيحية المسلحة في المنطقة الانضواء تحت سلطة البيشمركة في مرحلة ما بعد داعش، لان تلك المناطق ستبقى تحت سيطرة البيشمركة".

الخلافات بين الاقليم والمركز حول نفوذهما على المسيحيين امتدت الى مستقبل سهل نينوى في مرحلة مابعد داعش لان تلك المناطق تقع ضمن حدود المادة (140) من الدستور العراقي والتي لم تحسم مستقبل عائديتها وادارتها بين اربيل وبغداد بعد.

وقد ادى وجود حدود مشتركة بين سهل نينوى وغرب اقليم كردستان الى بسط نفوذ الكرد على جزء من الوحدات الادارية فيها قبل ظهور داعش وهو السبب في عمل الاقليم على تقريب تلك المناطق ومواطنيها ولكن في المقابل لا يبدو ان الحكومة المركزية التي تعتبر تلك المناطق جزءا من حدودها الاداري تريد الاستغناء عنها بسهولة.

الخلافات حول مستقبل المنطقة أحدثت تباينا في رؤية القوات العسكرية المسيحية لمستقبل مناطقها، حيث يشدد جيجو على ضرورة الحاق المناطق المسيحية في سهل نينوى بإقليم كردستان بعد تحريرها وفيما يرى ميرزا انه من الافضل انشاء محافظة خاصة بالمسيحيين في المنطقة اذ اعربت الحكومة العراقية عن موافقتها عليها سابقا بدل الحاق سهل نينوى باقليم كردستان.

ويرفض الامين العام لـ"كتائب بابليون" الحديث عن مستقبل سهل نينوى بعد داعش قائلا: "سيكون لكل حادث حديث".

وتبقى الخلافات بين الاطراف المسيحية مفتوحة على مصراعيها حتى تحرير محافظة نينوى وسهلها ان لم يتأخر اكثر، فيما يبدو ان اربيل وبغداد تغذيان نار تلك الخلافات.
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية