المحرر موضوع: نيراريات – 43 -  (زيارة 902 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نينوس نيـراري

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 127
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
نيراريات – 43 -
« في: 18:32 28/09/2015 »
نيراريات – 43 -
                                                   

المقاتلون والمقاتلات الآشوريون في سوريا هم شعراء مثلنا , يسطّرون قصائدهم في دفتر الوطن , ولكن الفرق بيننا وبينهم يتجلّى في ثلاث نقاط :
1-  نحن نكتب بالحبر الأزرق , وهم يكتبون بالحبر الأحمر .
2 - نحن نترجم الكلمات بالكلمات , وهم يترجمون الكلمات بالرصاصات .
3 – نحن نحارب ونسقط على الأوراق , وهم يحاربون ويسقطون على تربة الوطن .

قصر الكرملين خط أحمر , وقصر البيت الأبيض خط أحمر , وقصر فيرساي خط أحمر , وقصر بكنغام خط أحمر , وقصر سنحاريب خط أخضر .

يا أيها العراقيّ المنتصب القامهْ ، امشي بكبرياءٍ وشهامهْ ، وابقى مرفوع الهامهْ ، ولا تنحني للعمامهْ .

صعد الخنزير على المنبر , وللعميان طاعهْ
وقبل أن ينطق بكلمة واحدة في ساعهْ
إن كان في كلمته جمال أو بشاعهْ
صفّقوا له طويلا وقالوا بداعهْ
كبّره الإعلام , والإعلام نصفه كذب وإشاعهْ
وبعد أن لعب على العقول ببراعهْ
أنهكه الخطاب فسقط على الأرض وكشفوا قِناعهْ
وصار للقوم كلهم قناعهْ
بأنّ هذا الخنزير يعاني من نقصٍ في المناعهْ .

جميلات وقفن أمام المرآة لساعات وتحررن ولم يثرن بقوة مشاعر
المرآة , وجمالك أول جمال صادفته المرآة واعتقلته من اللحظة الأولى وإلى الأبد .

أنا سكون يسبق العاصفة , وأنتِ عاصفة تسبق أخرى .

ما أجملكِ في الليل عندما تتوشحين القمر , وما أروعكِ في النهار عندما تتوشحين الشمس .

أحاول تفسير طبيعتكِ , في الصباح قطة أليفة , وفي المساء ذئبة متوحشة , والطبيعة الثانية تُديم أنوثتكِ .

لنتقاسم العالم بيني وبينكِ بإنصاف , لكِ الكلُّ ولي الظلُّ .

أُسافر في الأساطير علّني ألتقيكِ يا من ولدتِ من رحم إسطورة نهرينية , شَعركِ إسطورة , جمالكِ إسطورة , عيناكِ إسطورة , وأنا معكِ إسطورة في إسطورة .

أنتِ لم تعرفي من أين بدأتْ جذوركِ , وأنا لم أعرفْ من أين بدأتْ جذوري , وعندما تشابكتْ أدركنا كلانا بأنّ جذوركِ بدأتْ مني , وأنّ جذوري بدأتْ منكِ .

عفوا حبيبتي , أستطيع أن أهديكِ الكون ولكن لا تطلبي مني أن أبيع عصفوري , فأنا أُطعمه بنات أفكاري وهو يُطعم الجياع , وأنا أسقيه دموعي وهو يروي غليل الظامئين , , حبيبتي , عصفوري هو حياتي وهويتي ووجودي ونبض مشاعري , يُغنّي من غير صوت , يقتل من غير بندقية , يطيح بنظام ويأتي بآخر من غير عنف ثوري , نعم حبيبتي إحتكري كلّ شيء لديّ , إلا عصفوري , إلا قلمي .

إبن زانية من يخون هذه الأمة , إبن سوقية من يزيّف تاريخ هذه الأمة , إبن كلبة مسعورة من يتاجر باسم هذه الأمة , هذه ليستْ زلّة اللسانْ , بل صواب اللسانْ , قولوا عني ما شئتم يا جرذانْ , مجنون أو سكرانْ .

وماذا بعد الرقص على سطح المياه المتجمّدة ؟ , الصيف قادم , على ماذا سترقصين ؟ حافظي على توازن ساقيكِ لأحافظ على حدود ذراعيّ .

كنتُ أحلم بالعطرِ , فإذا بوردة تتفتّحُ في وجنتيّ ,
كنتُ أحلم بالبحرِ , فإذا بقنديل يقفزُ بين يديّ ,
كنتُ أحلم بالخمرِ , فإذا بكرمة تنبتُ في شفتيّ ,
وكنتُ أحلم بكِ , فإذا بأنتِ تتلألئين كالدرّة في عينيّ .

سوف تنفذ مياه شلالات نياغارا في امريكا الشمالية , وشلالات فكتوريا في أفريقيا , وشلالات أنجل في أمريكا الجنوبية , وكذلك شلالات ديتاين في آسيا وغيرها , ويبقى شلال جسدكِ إلى الأبد لأنه يتساقط من السماء .

العاصفة التي مرّتْ بجانبي أفقدتني توازني ، شتّتتْ دخان سيجارتي ، أثارت الموجة الخضراء في عينيّ وأسقطتْ عصفور الشعر من عشّه ، تلك العاصفة المجنونة طيّرتْ أوراقي وأتلفتْ مزارع الكلمات ، سوف ينام المنجل في غياب موسم الحصاد ، أو سوف يحصد الهواء .

تساؤل الكثيرين ، وماذا بعد داعش ؟! وهل عرفنا الذي قبل داعش لنعرف الذي بعده ؟ .

تمزّقتْ أوتار حنجرتي من الصراخ : " يا اشوريي العالم انفصلوا ........... انفصلوا عن الانفصاليين .

شفتاكِ تربة خصبة تنبت فيهما المحاصيل الصيفية والشتوية ، والأزهار الأليفة والمتوحّشة ، والقصائد العاطفية والثورية ، شفتاكِ قدوة علينا الاقتداء بهما اذا أردنا توحيد خطابنا السياسي .

الاشوريون في العالم مسلّحون ، هناك من تسلّح بالبندقية أو القلم أو الريشة أو الازميل أو القيثارة أو الايمان أو الثقافة والعلم أو المال أو الرياضة ، لكنّ الاشكال في أننا ننتظر قدوم المعركة عوضا عن الذهاب اليها .

عيوننا تقفز في البحر ، والبحر يقفز في عينيكِ .

شجرة حياتي اسمها الكرمة ، ومنها يتدلّى عنقود واحد فقط يحمل اسمكِ وجسمكِ ومزاياكِ وجمالكِ ومذاقك وحضارتكِ ورائحتكِ وهيبتكِ واللون المفضّل لفساتينكِ ، ولا زلتِ تسألينني " هل أحبكِ " .

طاردتني الهة اشور وبابل بحثا عنكِ ، سألتهم وما شأنكم بها ؟ قالوا هذه المخلوقة كانت نجمة ، تجرّأتْ وأطفأتْ جميع النجمات في السماء وهربتْ الى الأرض متقمّصة طبيعة البشر ، وما علينا الا اعادتها الى السماء لكي تلد نجوما أخرى .

عندما تتحدثين بكثافهْ ، اكون في حيطة ومخافهْ ، لأنك دبلوماسية كالصحافهْ ، كلماتكِ شفّافهْ ، وخلفها عبوات نسّافهْ .

السياسة التوافقية في العراق شهر العسلْ ، يحمل رائحة البصلْ .

اذا أخطأ النسر في صيد الفريسة ، يصغر في عينيها بحجم الذباب .

ليس لكم الحقّ في السؤال من هي حبيبتي ، ولكن لكم الحقّ اذا عرفتم من هي أن تسألوها : " من جُبلة قصائد أيّ شاعر قد خُلقتِ " ! .

على ينابيع عينيكِ نمتْ شجيرات الحضارات القديمة , وعلى تلك الشجيرات نسجتْ الطيور أعشاشها ثمّ طارتْ , إضمحلّتْ جميع الحضارات لتقوم على أنقاضها الحضارة النيرارية الشِعرية .

كم نصحتكِ لأن تتوقفي عن التدخين , ودعيني لوحدي أدمن تدخين أنفاسكِ إن كانتْ شهيقا أو زفيرا , ما أشهاكِ عندما تُحرقين وتحترقين .

لا يُصيبكِ الإحباط عندما تفشلين في إثارتي بالفستان الأحمر , تعلّمي كيف تفرّقين بين الإثارة والثورة , الإثارة موجة تثور في بحر الشاعر , والثورة زلزلة تُثير بركان الشاعر .

فقدتُ حواسي الخمس فازدادت حساسيتي تجاه إحساسكِ .

الحرية التي يلبسها الشاعر محدودة ، تتحدد في قفازات يديه ، او في طاقية رأسه ، أو في نظارته ، أو في قميصه ، أو في جواربه ، الحرية الحقيقية هي التي يلبسها الشاعر كاملة وتغطيه من رأسه حتى قدميه .
غطستُ في البحر لأنتمي الى تاريخ صيّادي اللؤلؤة ، فاذا بي أرقد الى الأبد بجوار اللؤلؤة في المملكة المحارية ، فيتحقّق لي بأن اللؤلؤة تملك كلّ التاريخ والصياد يملك خبر كان .

كلّ الطرق لدى المسيحيين تؤدّي الى كنيسة القيامة ، وكلّ الطرق لدى المسلمين تؤدّي الى الكعبة ، وكلّ الطرق لدى اليهود تؤدّي الى هيكل سليمان ، وطريق واحد يؤدّي الى عينيكِ ولا يسلكهُ غيري أنا .

سألني الطبيب مندهشاً : " هل أنت قادمٌ من المستقبل ؟ " ، أجبتهُ : " وكيف عرفتَ ذلك ؟ " ، أجاب : " لأنّ دمك ليس أحمر ولا أزرق ، بل مزيجا من الاثنين " .

المقاومة في هذا الزمان لا تقتصر على التمرّد ضدّ احتلال الأرض ، تتعدّى ذلك بالتمرّد على احتلال الفكر والضمير .

كثيراتٌ حرّكنَ مياه وجهي السطحية ، أنتِ حرّكتِ مياه ذاتي الجوفية .

وأنا خارج من الكونفينشن ، تعلّمتُ شيئاً جديداً في حياتي وهو أنّ الحياة ايقاعات شتّى ، ونحنُ فقراء في اتقان ايقاع الحرب ، وفقراء أيضاً في اتقان ايقاع السياسة ، وكـذلك فقراء في اتقان ايقاع الاقتصاد ، ولكننا أغنياء في اتقان ايقاع الرقص .

كفاكِ كبرياءً ، ألمْ يحنُ الوقتُ لتعترفي بأنني أوّل شاعر في حياتكِ اخترق شعاعُ كلماتهِ النارية الغلاف الخارجي لكوكبكِ المتجمّدِ وغيّر مناخه !! .

أوصل الرعبُ الديكَ العربيّ الى حالة الإحتشام ، شيء جميل وحضاريّ أن يخفي هذا الديكُ العربيّ أعضاءهُ التناسلية الأُنثوية .

المعادلة الأولى : الشعر = لغة السماء
المعادلة الثانية : الحب = لحن السماء
المعادلة الثالثة : الجمال = وجه السماء
إذاٌ المحصّلة = أنتِ السماء , لأنكِ الشِعر والحب والجمال .

لا يُمكن للشِعر أن يكون ثقيل الدم , ولكن الذين يتجنّبونه ليس بسببهِ , بل لأنّ الشاعر الذي يكتبهُ ليس خفيف الدم .
يتعذّر عليّ تغيير الخارطة السياسية للعالم بالقصيدة الواحدة فقط , قصيدتي ثورة فاشلة إن لم تقوديها أنتِ .

أعرف بأنكِ مغرورة جداً , ولكن ليس معي , يستحيل عليكِ إغرائي وحملي على السير إليكِ كما يستحيل على النملة حمل الفيلِ على ظهرها , عفواً صاحبة الجلالة , مع المغرورات بأنفسهنّ أنا مباشر ولا أحترف الديبلوماسية .

كتبتُ عنكِ بيت شعرٍ قصيرْ
فطار على سجادة من حصيرْ
جمالكِ يُبهر الضرير والبصيرْ
قبلهُ ما صار وبعده لن يصيرْ
فإذا لقيتُ فيه الحتف والمصيرْ
فأهلا بثغرٍ تطرح فواكههُ العصيرْ .

طردوني من جميع المرافئْ
وقالوا " أبحرتَ في اتجاه خاطئْ "
أينما وصلتُ اعترضتني المساوئْ
فيا من تتكوّن في عينيها اللآلئْ
هل تقبلينني فيهما لاجئْ ؟

وصلتني هذه الرسالة العاجلة :
" اللصوص اقتحموا مكتبتي وحطّموا حضارتي وسرقوا مجوهراتي ومنجل الآلهة والتاج الملكي , أين كنتَ أيها الحارس ذو العين الساهرة ؟! ".  (من آشور بانيبال ).

قابلتُ الذي قيل عنه - فصيح اللسان وسليم المنطق - ودار بيننا هذا الحديث :
أنا - سلام
هو - ثلام
أنا - عندي لكَ سؤال
هو - ما ثؤالك ؟
أنا - من أسّسَ جريدة الزوراء ؟
هو - لا أعرف من أثّثَ جْريدي الذوراء
أنا - شكرا عزيزي
هو - مع الثلامة عذيذي
وبعد هذا الحوار شعرتُ بالإحباط و أثابني اليأثُ

 

 لستُ أفهم لماذا معظم الذين يأتون إلى السلطة في وطني سواء بالإنتخابات أو بالإنقلابات , يحتفلون من الساعة الأولى لتسلّمهم السلطة بشوي لحم الوطن على نار الجحيم ! 


 يا سيّدة البحار , هل أنت مقتنعة بالبقاء في صَدَفَتكِ الكلسية ولا تريدين الخروج إليّ , فمنذ زمن الديناصورات وأنا أحاول كسر باب الصَدَفَة وأفشل , يُقلقني وضعكِ كثيراً , فإذا لم تتجوّل أصابعكِ على صدري فسوف تشلّ , وإذا لم تُشجعي قدميكِ على مطاردتي فسوف يتكسّحان , وإذا لم تُثيري شفتيكِ ضدّ شفتيّ فسوف تضمر أزهارهما , وأخيرا وليس آخرا إذا لم تطلقي شعركِ ليلفّني كالحية , سوف يفقد آصرته بالجواهر السوداء .

عندما ضرب موسى عصاه على الصخرة وأخرج منها ماءً , قالوا هذا بالفعل نبيّ , وعندما ضربتُ عصا الشعر على شفتيكِ وأخرجتُ منها عسلا جبليا , قالوا هذا بالفعل غبيّ .

تتطوّر فيكِ أقانيم ثلاثهْ
أنوثةٌ , جاذبيةٌ , دماثهْ
وأنا أبقى متوحّشاً بالوراثهْ

هبطتْ مخلوقات كونية من الفضاء تبحثُ عن صوتكِ الهارب من ناي الاله الحزين ، المخلوقات تعمل جاهدة لاعادة لحن الحياة الى السماء التي توقّفتْ عن الغناء .

عندما تضمّينني وتحتوينني كالفصول الأربعهْ ، أحسّ بأنني قشةٌ في زوبعهْ .

إقرأوا المادة 74 من دستور الإقليم في شمال العراق :

"احترام وتخليد قادة ورموز الحركة التحررية الكوردية وثوراتها وشهدائها والحفاظ على كرامة ذويهم والبيَشمركة القدامى والمناضلين المشاركين فيها واجب مقدس على حكومة ومواطني كوردستان"
تعليقي : إن هذه المادة تعني , علينا نحن الآشوريون أيضا احترام وتخليد المجرم سمكو الذي اغتال الشهيد مار بنيامين وقتل الكثيرين , وكذلك الطاغية سوتو الذي هاجم الآشوريين في حكاري وأجبرهم على النزوح إلى أورميا , وكذلك السفاح بدرخان بك الذي قتل 10000 آشوري ، ،، ماذا يكون ردّ فعل الحكومة الكردية اذا اعتبر البعض من العرب السنة - علي حسن المجيد - الملقّب بالكيمياوي بطلا قوميا ، ألا يجرح ذلك شعور الأكراد ؟


اكتشفتُ سراً خطيراً ، فستان السماء الازرق وقميص البحر الازرق سرقا لونهما من عينيكِ .



 في البداية قررتُ أن تكوني عنوان القصيدة ، ثمّ غيّرتُ رأيي وقررتُ أن تكوني البيت الأول من القصيدة ، وبعدها لم أقتنع بقراري الثاني فقررتُ أن تكوني ضمن أبيات القصيدة ، وفي الأخير قررتُ أن تكوني البيت الأخير من القصيدة ، وبين هذا وذاك رأيتُ بأنكِ القصيدة كلها من الألف الى الياء .

الدراكولا الغربي يمتصّ دمي ، والدراكولا الشرقي يمتصّ صوتي ، وأنتِ تمتصين شِعري ، فماذا أفعل ؟

خلق الله الأشياء وقال للشجر " أعطيك الأخضر " ، وقال للبحر " أعطيك الأزرق " وللوردة الأحمر ، وللشمس الأصفر ، وللقمر الفضيّ ، وقال للماء " أعطيك لا لون " وفي الأخير قال لكِ بعدما كوّنكِ من ضلع لي " أعطيكِ القوس قزح " .

ونحن في طريق الانهيارات والتداعيات ، نحتاج الى هندسة جديدة لكتاباتنا ، أفكارنا ، أحزابنا ، كنائسنا ، طموحاتنا ، طروحاتنا ، سياساتنا ، اقتصادنا ، خطاباتنا ، أصواتنا ، فنوننا ، جنوننا ، ولادتنا ، تاريخنا ، انطلاقاتنا ، علاقاتنا ...... والا سنبقى مغلقين كالأحجار .

اسم حبيبتي نهرين ، النون الأولى : نافذتي على النور ، الهاء : هوائي وهويّتي وهوايتي ، الراء : رقيقة وراقية بين النساء ، الياء : يمامة الشِعر الذي يتدفّقُ مني ، النون الأخيرة : نقطة انطلاقي الى نينوى في المستقبل .

الرئيس الذي صنعوه في مصنع صناعة الرؤساء وسلّطوه على الشعب ، قد ضعفتْ بطاريته وانطفأ فجأة ، بطارية الرؤساء الآليين صالحة لاستعمال واحد فقط ، ولا يجدي معها الشحن الثاني .

نصحتكِ أن لا تعيشي في الوهم ، ولا تقولي بأنكِ حبلتِ بحبي بمجرّد نظرة خاطفة مني ، وأنّ حبّي هو أوّل حمل لكِ ، لا تتورّطي معي ولا تورّطيني معكِ ، سوف يأتي يوم وتعترفين بأنّ حملكِ الأوّل كان كاذباً .

إذا كان غيري من الشعراء قد قدِموا إليكِ في سيّاراتهم الفاخرة ، وكلّ شاعر يحمل في يديهِ ورقة وقلماً ليرسمكِ بكلماته وينتهي في مدّة زمنية محدّدة من وضع اللمسات النهائية على اللوحة ، فأنا قد جئتُ إليكِ لأرسمكِ بالكلمات أيضاً ، ولكنّ الكتابة عنكِ لا تنتهي في ساعة أو يوم أو سنة ، بل تحتاج إلى عصور وعصور ، لذا جئتكِ مشيا على الأقدام حاملا على كتفي الأيمن جبالاً عالية من الأوراق وعلى كتفي الأيسر ودياناً عميقة من الأقلام .

ليس كلّ ساحر شاعر ، ولكنّ كلّ شاعر ساحر ، دعيني أثبتُ لكِ هذا :
ألا ترين أنني كلما كتبتُ عن شَعركِ ، إزداد طولا وجمالا !
ألا ترين أنني كلما رسمتُ عينيكِ ، توسّعتْ وازدادتْ صفاءً !
ألا ترين أنني كلما لمستُ أصابعكِ ، تدفّقتْ منها أنهار الضوء !
ألا ترين أنني كلما لثمتُ شفتيكِ ، تقطّرتْ عسلا !
وكم مرّة أخرجتكِ من صندوق الكلمات فانذهل الجمهور ، وكم مرّة أخفيتكِ عن مرأى الناس وأظهرتكِ ثانية فصفّقوا لي ! وبعد كلّ هذا ، ألا تؤمنين بأنني ساحر !

تقدّم مني عضوٌ حزبيّ وقدّم لي إستمارة حجرية للإنتماء إلى حزبه قسرا , أعطاني قلما حجريا لأكتب به إسمي الثلاثي وعنواني ووظيفتي وخلفيتي السياسية , ثمّ دعاني إلى أول إجتماع فحضرته وتعارفتُ على بعض الوجوه الحجرية , وكانت خطابات الحزب تحمل نكهة حجرية , فقرر الأعضاء بصوت حجريّ واحد أن يُزيلوا الأحجار عن طريق الحزب , وخرجتُ من الإجتماع حاملا أفكارا حجرية حتى خُيّل لي بأنني أخٌ للحجر , وذات يوم مرّ حجرٌ من أمامي
فناديته " يا أخي الحجر " فنظر إليّ نظرة استخفاف واستهزأ بي ومضى .

عبثا تحاولين الإلتصاق بي ثانية , الثمرة الملتصقة بالغصن والتي تستوي وتسقط من ذاتها , لا يسمح لها الغصن بالإلتصاق مجدّدا , إنسلاخكِ عن جلدي قد أضرّكِ , لا عودة , لا ماضي , لا حب , أنتِ من قرّرتِ السفر خارج حدود ذاتي ولم تنتبهي إلى أمر خطير وهو إنّ جواز السفر الذي تحملينه هو نافذ لسفرة واحدة فقط .

•                              *                              *

             نينوس نيراري               ايلول / 28 / 2015