المحرر موضوع: نصيحة لقادة القائمة الوطنية العراقية حول التطورات الاخيرة في الساحة العراقية !  (زيارة 1464 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Thamir Qillo

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 47
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                     
       نصيحة لقادة القائمة الوطنية العراقية حول التطورات الاخيرة في الساحة العراقية !


شهدت الساحة السياسية العراقية في الايام القليلة الماضية حركة نشيطة من قبل قادة القائمة الوطنية العراقية ولا سيما رئيس القائمة الدكتور أياد علاوي ، خلاصتها ايجاد مخرجا للازمة العراقية المستفحلة ، عن طريق تشكيل تكتلات جديدة واسعة من النواب العراقيين ، مدعومة من قبل قوى المجتمع المدني والمؤسسات العراقية الاخرى .
ومثل هذه المبادرات تلقى رواجا كبيرا من قبل الجماهير المكتوية بهذه الظروف العسيرة التي يجتازها العراق هذه الايام ، خصوصا عندما يكون الطرف المبادر لها من الشخصيات العراقية الوطنية المعروفة بكرهها الشديد للطائفية ، ومدعوما في الوقت ذاته من القوى الوطنية والديمقراطية المؤتلفة في القائمة الوطنية العراقية ، ولكنه كان يعوز هذه المبادرات التي يطلقها علاوي والقادة الاخرون من القائمة الوطنية العراقية ترجمتها ونقلها للعمل الملموس الهادف ، والتحرر من التردد الذي يتوسمون به كعادتهم ، والاهم هو التحرر من المشاريع الوهمية التي تلقى لهم من قبل الاطراف الحكومية وربما من القوى الدولية التي لا تريد للعراق خلاصا بينا كلما استحثوا النية للخروج من سجن الحكومة ومورثاته .

قبل الخوض في رؤى هذا المشروع الوطني الكبير لا بد من طرح التساءل الاهم على علاوي والقوى المشاركة معه في القائمة الوطنية العراقية وهو قد يكون ذو شقين أولهما عن القوى الاخرى التي يستطيب لهم الاستعانة او الائتلاف الحقيقي والعملي معهم في البرلمان الحكومي لاحداث القوة العددية المطلوبة قانونا لارغام الحكومة الطائفية الحالية على الرضوخ والقبول بالمشاريع الوطنية بعيدا عما كبلوا به حياة المواطنين خلال السنين العجاف الثلاث من حكمهم للبلاد والعباد ، أو حتى ارغامهم على التنحي عن الحكم وفسح المجال أمام القوى الاخرى لقيادة البلاد ، وثانيهما ، ان كان الاعتماد في احداث التغيير المطلوب يتم اساسا بالاعتماد على حركة الجماهير واستنهاض الشارع وحركات المجتمع المدني للتمرد والعصيان المدني السلمي ؟

من الامور الهامة التي يجب أن يتجنبها التنظيم السياسي أو القائد الوطني، اللدغ من ذات الجحر مرتين أو اكثر ، فعندما تتحالف القائمة الوطنية العراقية مع قوى طائفية اخرى في الساحة العراقية ، تكون الخلاصة اضاعة المزيد من الوقت دون جدوى علاوة على استحثاث المزيد من الاستقطاب الطائفي الذي يقتضي قبل أي شي أخر ، المحاربة والوأد من قبل رواد القائمة الوطنية العراقية !
المعنى أن التحالف مع جبهات التوافق ، وهي جبهة طائفية طبقا لكل المقاييس ، لا يعطي أثمارا يانعة رغم بعض الشرخ الذي يحدثه في مجلس النواب كقيمة عددية وربما نوعية ، لكنه سوف يخلق اسطفافا واستقطابا طائفيا في الشارع الطائفي المقابل ، وسوف يمنح القوى الطائفية الاخرى التي راهنت ولا تزال تراهن على مشروع الاستقطاب الطائفي المزيد من العكازات لتبرير تطلعاتهم الطائفية والتشبث بها ، والاهم من هذا وهذاك ، من يصدق أن قادة التوافق الطائفيين يلقون سلاحهم الطائفي بالسهولة التي يتصورها علاوي ورواد قائمته الاخرون ، ويسلمون قيادة المعارضة الوطنية لهم ؟
ان هؤلاء جبلوا على خضم حب القيادة والتشبث بها ، فعندما يستغل الشخص مآسي شعبه للبقاء قائدا ، لا يكترث للمزيد من المآسي والمزيد من الحماقات ، الامر الذي يعني ، انه بالدرجة التي يطمح علاوي لقيادة المرحلة المقبلة ، وهو حسب ظن الكثيرين توجه نزيه ، يطمح الاخرون من جبهات التوافق بالمضاعف من الدرجات لقيادتها أيضا ، لذلك انه من الخطأ الجسيم التحالف مع القوى الطائفية أيا كان شكلها ، عدا تلك القوى التي تنسلخ من هذه الكيانات الطائفية والعرقية ، بعد القناعة بصوابية المشروع الوطني العراقي المؤسس على المواطنة العراقية بعيدا عن الطائفية .

ولعل للقاعدة استثناء ، فهو شأن كل القواعد ، فقد يبرر التحالف مع جبهة التوافق ، مشاركة قوى كبيرة من الطرف الطائفي الاخر ،، الشيعي ،، في التحالف الجديد ، وبذلك يزيل الالتباسات الطائفية ، على أن يكون حزب الفضيلة أو التيار الصدري ، فهم قوى يعدون ذات جماهيرية مشهود لها سواء في البرلمان أو في الشارع  ، على أن يشارك هؤلاء وأولئك داعمين المشروع الوطني بعيدا عن البحث عن تقاسيم جديدة للكعكة العراقية ، بل يقتضي منهم التسليم بقيادة علاوي للمرحلة كقوى معارضة أو لدى تسلم الحكم .
الخلاصة أن التحرر من السلوك العاطفي عند ترقب حركة الاخرين ، والاعتماد على مقاسات العقل لوزن وتقييم الاحداث التي تعصف بالعراق ، تمثل الضرورة القصوى في هذه المرحلة التي يتطلب من قادة القائمة الوطنية العراقية ولا سيما الدكتور أياد علاوي الارتكاز عليها ، وهو الرجل القيادي الذي اختبره العراقيون خلال فترة حكمه القصيرة مستندا أيضا على وجود دعم دولي وعربي لمشروعه الوطني العراقي علاوة على ترقب ملايين العراقيين لاحداث التغيرر المطلوب في حياتهم البائسة .

       ثامر قلو [/b]   [/font]  [/size]