المحرر موضوع: حِزامُ السِّيَاسَة !  (زيارة 646 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف أبو الفوز

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 680
    • مشاهدة الملف الشخصي
حِزامُ السِّيَاسَة !
« في: 19:46 05/10/2015 »
الكلام المباح (101)
حِزامُ السِّيَاسَة !
يوسف أبو الفوز
قبيل مغادرتي الى أربيل للمساهمة بمؤتمر رابطة الانصار الشيوعيين الثامن، قررنا، مع زوجتي، زيارة صديقي الصدوق أَبُو سُكينة، للأطمئنان على وضعه الصحي، فوجدنا ان الجميع سبقنا الى هناك. بالكاد ألقينا التحية، ثم تواصلت الاحاديث التي قطعها قدومنا . كانت سُكينة غاضبة لتعرض ناشطين في التظاهرات السلمية الى الاختطاف رغم الوعود الرسمية بحماية التظاهرات والاعلاميين والنشطاء المدنيين. أما جَلِيل فكان يعرض على الحاضرين بعض الوقائع عن انتهاكات حقوق عدد من المعتقلين، كأرغامهم على توقيع براءات وتعهدات بعدم المشاركة وحتى استخدام بعض اساليب التعذيب معهم .
 قالت سُكينة : ان المصيبة الاكبر هو أن الجهات الامنية الرسمية  تعلن عدم مسؤليتها عن بعض حوادث الاختطاف ، مثل أختطاف الناشط المدني "جلال الشحماني" .
عرضت لهم ما نقلته تقارير أعلامية ومراقبون عن تصاعد نشاط المجموعات المسلحة، حيث يقدر البعض عددها بأكثر من 30 مجموعة تتحرك بحرية في بغداد، وبعضها يسيطر على مناطق بأكملها وتنصب حواجز تفتيش خاصة بها بدوافع سياسية او طائفية، كما ان بعضها مدعوم من جهات حزبية نافذة وحتى جهات خارجية، ومستعدة لتصفية حياة كل من يعارض نهجها ونشاطها.
 أضافت زوجتي : ان على الحكومة والمؤسسات الامنية ان تتحمل مسؤلياتها كاملة وتضمن أمن وسلامة المواطنين  فهذا التزام سياسي واخلاقي وقانوني، وان تعمل جهادة لحفظ هيبة الدولة، والحد من نشاط هذه المليشيات، واطلاق سراح المعتقلين والمختطفين وأنقاذ حياتهم .
 عاد جَلِيل ليقول: بأن المحن تكالبت على وطننا، فمع أستمرار جرائم داعش والموت الذي تزرعه في المناطق التي تسيطر عليها، والتفجيرات الاجرامية الارهابية في بغداد ومدن غيرها، ونشاط المليشيات المسلحة غي القانوني، جاءت الكوليرا لتحصد ارواح الناس، ولتكشف جانبا اخر من فشل مؤسسات دولة المحاصصة الطائفية في توفير حياة آمنة وكريمة للعراقيين .
سعل أَبُو سُكينة وسأل : وين وصلت اخبار حُزَمٌ الاصلاح ؟ أجابت سُكينة موجهة كلامها للجميع : الا ترون ان التظاهرات السلمية متواصلة؟ هذا دلالة على ان الوعود بالاصلاح ما زالت تواجه مقاومة وممانعة من القوى المتضررة منها . والصورة الان واضحة جدا ، من هو مع حُزم الاصلاح ومن هو ضدها ؟
طوال أحاديثنا كان أَبُو جَلِيل يجاهد للاستماع لما يقال ليشارك معنا . ولأننا أعتدنا مشكلته مع ثقل سمعه، كنا نتحدث دائما بصوت عال، ومن يكون بعيدا عنه يكاد يتحدث بصوت اعلى ، ومع ذلك لا تصل اليه كلماتنا وعباراتنا سليمة دائما ، وعليه فحينا ادلى برأيه لم يضحك أي منا. اكتفينا بالابتسام ونحن نستمع له :
ــ بالتأكيد، والفين تأكيد، تصير عند سياسينا مشكلة مع الحِزِم (بكسر الحاء والزاي)، ما شاء الله سياسينا لا يوجد اكشخ منهم، وللأمانة كل واحد منهم من يطلع بالتلفزيون ، تقول عريس، ويمكن نص رواتبهم مخلصيها على البدلات، فمعقولة جدا .. جدا أن تكون عندهم مشكلة مع الحِزِم وتوفرها في الاسواق!