اهالي قضاء زاخو والمطالبة باعادة احياء كرسي المطرانية فيها
اسكندر بيقاشا
خلال زيارتي الاخيرة الى العراق زرت برفقة اصدقاء قدماء قدموا من بلدان المهجر مناطق متعددة في العراق منها عنكاوا وكركوك ودهوك والعمادية . لكن الانسان لا يستطيع نسيان المنطقة التي ترعرعنا فيها فقد كان من الطبيعي ان نزور زاخو وبعض القرى التابعة لها ايضا. كان الجو قد تحسن قليلا بعد عاصفة ضربت قبل عدة ايام منطقة الشرق المتوسط ومنها شمال العراق, لكنني كنت لازلت استمتع بحرارة الجو التي تفوق حرارة السويد بكثير.
زاخو كمدينة لم تكن كما رأيتها عام 2009 عندما زرتها لمراقبة الانتخابات التشريعية لاقليم كردستان. قبل ان ندخل زاخو القديمة رأينا بنيانا واعمارا لم يكن متوقعا بالنسبة لي. فقد حفروا نفقا داخل جبل بيخير يختصر الطريق من موصل ودهوك الى زاخو مسافة وزمانا. كما رأينا ونحن لازلنا في الكَلي قادمين من دهوك الى اليمين عمارات سكنية عالية وجميلة قيل لنا انها ”زاخو الجديدة”. وفي اليسار من جانب الشارع الذي يجري فيه عمليات تجديد وتوسيع كانت هنالك حديقة خضراء وفيها”دولاب الهوا” فهمت من سائقنا انها مدينة العاب وبعدها مباشرة بنايات جديدة من طراز معماري حديث قيل انها مخصصة لجامعة زاخو. مما شاهدته من ذلك كله هو ان زاخو كمدينة بدأت في التوسع في اعالي جبل بيخير الذي كان في زمني في الستينات والسبعينات منطقة عسكرية لم يكن لنا الحق في التوقف فيها الا لإبراز بطاقة الهوية.
زرنا بعض قرى زاخو ايضا وهنالك التقينا اهل ومعارف واصدقاء رغم نقصان عددهم اثر الهجرة المستمرة. لكن قرى شعبنا لازالت عامرة وبيوتها مسكونة نتيجة الهجرة من سهل نينوى والموصل فيما عدا القرى المهجرة والقريبة من الحدود التركية التي لايستطيع الناس حتى زيارتها نتيجة الصراع التركي الكردي على طول الحدود.
من ضمن احاديثنا عن حاجات المنطقة واسباب الهجرة ظهر ان احد هموم كلدان المنطقة هي انتقال المطرانية من زاخو الى دهوك بعدما اصبح كرسي زاخو شاغرا منذ رحيل المطران بطرس هربولي عام 2010.
وقد عبر اهالي قرى زاخو الذين تحدثنا معهم في الموضوع عن رغبتهم في اعادة تعيين مطران جديد على ابرشية زاخو وحملوني مهمة ايصال صوتهم الى مسؤولي الكنيسة الكلدانية. وقد برر المواطنين ذلك لحاجتهم الى راعي يتفقد احوال الرعية ويساعدهم في شؤونهم الادارية والاجتماعية. وقال مختار احدى القرى بان القرية لم يزرها المطران الذي مقره مدينة دهوك لاكثر من ٦ اشهر, مشددا على وجود المطران بين الرعية يعطي الطمأنينة للناس ويعطي لهم ثقلا بين المسؤولين الكردستانيين.
وابدى احد رجال الدين ضرورة وجود مطران بالقرب من الرعية يستطيع رجال الدين الاتصال به بسهولة والتشاور معه في امور الرعية. كما اعرب عن اهمية قرب المطران من الناحية الادارية ايضا حيث تتطلب ادارة بعض الامور البسيطة الى موافقة المطران وتوقيعه مما تتطلب السفر بعيدا لإتمامها بينما كانت ستكون اكثر سلاسة ويسرا لو كان المطران بالقرب منهم.
وقد حرص الاهالي ورجال الدين على القول ان مطلبهم هذا ليس ضد احد وليس لهم مأخذ على مطران دهوك الحالي لكنهم يتفهمون كثرة انشغاله في امور الرعية التي اصبحت تشمل دهوك والعمادية وزاخو كذلك اهتمامه بالمدرسة النموذجية التي يديرها في دهوك بالاضافة الى البعد الجغرافي عن رعيته.
هذا ويأمل الاهالي ان يدرس السنودس القادم للكنيسة الكلدانية مطلبهم هذا ويعيد احياء كرسي مطرانية زاخو التي لازالت فيه رعية ورجال دين يحتاجون الى اعادة ثقل كنيسة زاخو الى عهده السابق ويساعد على حل مشاكل اهالي المنطقة منها التجاوز على الاراضي وغيرها من المشاكل الاخرى.