الاستاذ القدير خوشابا سولاقا المحترم
شكرا لكم هذا المقال الفكري الرزين والرائع باسلوبكم الراقي وكما نثمن مشاركة الاستاذ الدكتور عبدالله رابي والاخوه الاخرين والتي اتفقت جميعها مع ما قدمتموه.
استاذي العزيز, اسمح لي ان ابدي رأيي من وجهه نظر فلسفتي الشخصيه.
ان التشريعات العراقيه وخاصة القديمه منها في ما يخص قوانين الاحوال المدنيه للمسلمين وغيرهم قد تكون من منطلقين:
فاذا كانت لا تعتمد على دراسات علميه واجتماعيه وفلسفيه فقد تكون صادره بتأثيرات عاطفيه كنتاج لمنابر الجوامع والمساجد والحسينيات, وتلك سيئه ولكن ليست كارثيه.
اما اذا كانت كنتيجه لدراسات علمانيه (اجتماعيه - فلسفيه) فتلك كارثه لانه بذلك قد توصل المسلمين باننا نحن المسحيين غير مؤهلين للابقاء على استمرارية وجودنا او بمعنى اخر انهم ادركوا ان هنالك ثغرات في بنيان القوانين المدنيه المسيحانيه.
ان قوه الايمان لأي دين من الاديان او المعتقدات هو بأمكانيه اشغال المساحه الاستيعابيه للفرد لموضوع (معنى الحياة).
وعلى ارضية مفاهيم الفرد عن معنى الحياة تتولد القناعات الفرديه وتبدأ مراحل التنشئه وبناء الشخصيه التي تترجم لاحقا الى تصرفات لدى الانسان.
فاذا كان المسلمين قد شرعوا قوانين الاحوال المدنيه على ضوء دراسات علمانيه فمعناه (حسب قناعتهم) ان ما موجود لدينا من مفاهيم دينيه وانعكاساتها على الحياة الاسريه فيها ضعف في مكان ما, وان ذلك سوف يكون كارثيا على استمرارنا وعليه علينا جميعا (كنيسه وعلمانيين) اعادة التقييم والبحث والاستقصاء ضمن دراسات نفسيه واجتماعيه وفلسفيه بما يخدم ازاده قوه الاواصر الاسريه للعائله المسيحيه.
شيء اخر, وهذا هو رأي الشخصي, ان (ما يجمعه الله لا يفرقه انسان) برأي هي احدى التعاليم التي تدخل ضمن بناء القناعات الفرديه والتي تنعكس على تصرفات الانسان الشخصيه كي يضع نصب عينه انه يجب ان يتقبل القرين بايجابياته وسلبياته قدر الامكان ولكن بالتأكيد قد تصل الحاله تحت ظروف معينه بالانسان ان يتجاوز القناعه الشخصيه واتخاذ قرارات يرى انها في سياق مصلحة الفرد. ولذلك لا نستطيع ان نحدد شخصيا رأيا ثابتا بتنقيح مفهومها لأن ذلك من اختصاص الباحثين في علم النفس والاجتماع واللاهوت.
مع كل الاحترام والتقدير لجهودكم الكبيره
اخوكم, نذار عناي