المحرر موضوع: (الراقصة والكانب) الجزء2  (زيارة 1435 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل برهان الخطيب

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 40
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
(الراقصة والكانب) الجزء2


وبعد خصام المطعم، في الليلة الثالثة أو الرابعة كان؟! المهم..
بعد الفراق الحامي، بعد كل تلك الأعوام العاصفة، لماذا تبحث عنها على شبكة العنكبوت..

آه ذلك الحلم المتكرر العذب المعذِّب، أنت ابن الحلم أو ابن الواقع؟ الرضا بمصادرة الواقع يبقي للآدمي أن يكون ابن ناقصة، ها أنت تستجيب للحلم، كرر الخطأ، لا تعترف أن جل الأحلام خدّاع.. إلى فخ قوّاد..

تلك الليلة أو غيرها يترككما بواب المطعم شبه المهجور تدخلان، مكافأة سخية، تتبعها صيحة آمرة من الامبراطورة كاترينا:

- افسح الطريق لسيدتك!

صالة المطعم خالية من الرواد، فرقة العزف تجمع آلاتها، بعض أفرادها يشرب يتناول طعاما على طاولة قريبة، تصيح كاتيا:

- أيها الكسالى كلوا اشربوا ما شئتم  لكن هيا اعزفوا.. أو أقلب المائدة عليكم.. اعزفوا أكأب تانغو لمحترفي معاناة نيابة عن كل البشر.. الكل مخذول من أكابر ومجرمين..

يتبيّن الكل يعرفها، راقصة تانغو ماهرة، عازفة بيانو متقدمة، مثقفة، ذلك اليوم تفترق عن خطيبها، يتحوّل غضبها فرحا مجنونا، رقصة تانغو صارمة عارمة لا تنساها الفرقة ولا أنت، في السيارة يتضح ناوية على الهجرة بأول فرصة سانحة، المستقبل غائم معها، إنما لاغتيال حزن الليلة، ليلتين أخريين تعقبها، أو ثلاثة، تتجلى أفضل قاتلة، ليدي كيلر درجة أولى، مرحها الوثاب وسط حزنها القلاب توأم عاطفتك إلى اليوم. الفرقة تعزف "صدى اكتوبر" بين نعاس وثمل وجوع، وحدكما على المسرح، ثالث استدارة معها تسألك والكلمات تضرب تهرب مع اللحن: من أين لك فتنة الأداء يا فالنتوش؟!

- السينما والحزن يعلمان كل شيء لكن أرجوك صارحيني.. أرسلك أحد إليّ.. السماء عادة غير كريمة معي خلاف الليلة!

- فالنتوش! ابرهة! تعقيداتك الداخلية تفسد حبا يزهر!

- الحب بلا مصارحة مطلقة تمثيل.. التفافات راقصة لها مثيل..

- مصارحة نعم.. لا استحواذ حتى في تانغو معي.. تقودني لا تترك لي مجالا لابتكار حركة جديدة.

- التانغو الكلاسيكي أنظم.. خلينا عليه.. الابتكاري دعيه لمغامرين وطلاب شذوذ على مألوف.

- راضية لكن قدنا في اتجاه الحركة العام لا باتجاهك الخاص.

- العام وهّام إنما لا اتحدى عازفة عارفة بالكياسة فماذا توصي أكثر  معاليها الحساسة!

-  لا الهوس بل الاحتراس ضروري.. حتى في غياب الغير وطيش الاحساس.

يستمر اللحن المتقطع الشديد يضرب ضفاف الذاكرة.. ضرب الموج الوسنان شاطئ هجران بعيد!

 

ذلك البدر الدموي الفتان ليس كبيرا متسلطا قريبا في أي زمان ومكان كما هو اليوم فوق قلعة بودا، تكاد تلمسه، والدرجات الحجرية المتتالية صعدا إليها متعبة على غير العادة رغم انسيابها الفسيح الناعم في النسيم الليلي العليل، أنغام التانغو تتناثر من هناك فواصلها حادة تفاصيلها ناعمة تحت السماء النيلية، تتدحرج نزلا إليك تسرد قصص حب عاشقين مريرة، مدعوون من كل الأجناس قادمون إلى اللحن، ساحة القلعة الشاهقة المطلة على المدينة تتأرجح بدورها في هدوء مع الأنغام والراقصين في شبه ظلام، نساء يرتحن على الحافات الحجرية لأصص الأزهار ينتظرن دعوة رقص، رجال رصينون قرب المحجر المطل على مشهد المدينة البعيد يدخنون يتهامسون يبتسمون مع رفيقات ألقات، كاترينا هناك، وحيدة، في فستان وردي بني مشرشب الأطراف يبرز جانبا من ساقها البض، لما تزل جميلة، ناهضة الصدر، ترتفع الذراع اليسرى معقوفة بمستوى الكتف تقريبا استعدادا لملاقاتها في صمت، تحتضن يدك اليمنى أسفل ظهرها قويا تسحبها إليك، تذكّرها إن الأعوام فانيات مثلما يفنين حياة السادة والعوام، تنظران في عيني الآخر منكما مباشرة في ألفة، من غير ندم، من غير عتاب، الفراق وتعاقب الأعوام ضرورة لا بد منها لإدراك ما لا يمكن إدراكه في الشباب، لجلي ما في الأعماق، تساؤلات هامشية تنهض، عما يفوت ذكره في مكالمة وأخرى بعد وصولها بودابست، تفضل النزول في فندق آخر لأسباب تشرحها عند اللقاء.. ليكن، لا بأس، شأنها، لكن أين كل تلك التعقيدات الهدامة، أين عواصف العواطف المباعدة بينكما بغتة، تعودان لبعضكما كل العواطف أفكار، يتم اطفاء الحريق.. الصغير، الحريق الكبير لما يزل ناشبا.. على مبعدة قريبة.

تنتهيان من أداء بعض حكاية الفراق بحركات حذرة في دماثة على نغم التانغو تميل كاترينا رأسها بطيئا في دلال، تتلقى شفتيك بخدها الأسيل، وتلامس شفتاها خدك المضرج بحمرة الأصيل.. من غيار وجل بلا تردد ولا ارتباك أو حنين.

بداية حسنة، الانفاس مسيطر عليها تماما، لكما حق في دورة وأخرى، كثرة حولكما أكثر شيبا وتصدعا منكما..

التعب ينال بعض الراقصين، يتهاوى جسد احداهن على ذراع شريكها رافعة ساقها منفعلة، تصيب قدمها مؤخرة أحدهم قويا، يرتبك السياق العام، في ألفة وصمت يعود كل شيء يجري مجراه، اللحن ناعم حينا، صارم حينا، حميمي دائما..

أخيرا شرفة القلعة المطلة على المدينة، تنيرها ابتسامات بعض المنسحبين من الرقص للراحة، المدينة تحتكما غارقة في ظلام، مصابيحها البعيدة تطرزها بدلة عرس بهية، كاترينا الساعة امرأة ناضجة تماما، متحسبة يا للعجب، نعم تتكلم كثيرا عن أحوالها لكن ليس جزافا، تترك زوجها وابنها في استراليا تسافر وحيدة للمشاركة بماراثون التانغو منصاعة لرغبتها، لضرورة الاطلاع على الجديد، لاستيفاء متطلبات عملها بمعهد موسيقى ورقص تابع لها، المهم.. لا تنوي تجاوز خطوطها الحمراء، شخصية عجيبة ليست غريبة عليك، مزيج من حرية وانضباط، رقصة التانغو ذاتها هوسها انفلات مسيطر عليه، فلماذا تدعوك إليها، لماذا اللقاء على مرتفع حب وحرية ومتعة.. روز بلانكيت بأغنيتها لراقصي التانغو هناك تقول على أي حال: انتما لا تسرقان أرضا. الباقي كاترينا.. اسمعي.. طرف حكايتنا من جانبي مفهوم.. لا بأس.. كلانا المبادر للّقاء!

بعد قراءة رسالتك القصيرة إلى بريدي الالكتروني اسفلها توقيعك كاترينا، عاشقة التانغو التي أحبتك، أفكر: غير معقول! هل الحب كالأرض والسماء لا يعطن.. نلتقي لم لا.!.. نلتقي فعلا!.. المستحيل يصير ممكنا يعني قصة تكتمل.. عليّ كتابتها.. أو تبدأ قصة جديدة لنا؟.. عليّ عيشها إذاً!..

الآن أسألكِ: ماذا يفكرك بي، ماذا يدفعك للاتصال. أدهش قليلا لمعرفتك أني أبحث عنك على الشبكة، برامج التجسس الالكتروني تصير متاحة لعامة. لماذا أبحث أنا عنك؟ حسنا، أتهرب من رد صريح حينه، ادعي الذكرى تهاجمني أريد ان أعرف جديدا عنك. إنما أصارحك الساعة، العقل البشري يحيرني بأسراره، مثلما لا يكف عن السؤال لماذا وجود الكواكب، المادة، غياب العدل، يسأل عن امرأة التقي معها ثلاث مرات أربع قبل ثلاثين سنة..

ثلاث مرات فقط؟!

المهم، تعودين بين حين وآخر إليَّ في حلم واضح جدا، كازانوفا المحترم أمامك يمارس معك الجنس الصوفي كاملا، ذات الصدر الشامخ أمامي.. ذات الكبرياء العالي..

نعم، نعم لي حق..

أدري ذلك قد يعني أعيش حالة حرمان، الأسباب يطول الكلام عنها، مَن مِن المغتربين على عتبة شيخوخة لا يعاني من حرمان جبري أحيانا، رغم توفر نساء راغبات، عليه، على البحث عن نهاية سر، أبحث عنك لأرى كيف حالك فقط، لو اصيد صورة لك، وإذا بعد يومين ثلاثة تصل رسالتك العجيبة تقترحين هذا اللقاء الرائع في بودابست الرائعة في هذا اليوم الرائع عند كيكة هذا القمر الفتان.. لا عجب أبدا؟!

- ما العجيب ابرهة؟.. أنا أيضا أريد اللقاء معك.. أوشكنا نتزوج.. نسيتَ.. واختفيتَ فجأة!

- أنتِ اختفيتِ. ليلة مجيئك إلى شقتي حسب اتفاقنا لم تحضري. بعدها يتم تسفيري مباشرة.. فماذا أفكر؟

- أدري كيف تفكر بماذا. لم أحضر لا لأن أحدهم يخابر يمنعني من المجيء. السبب عصبيتك إلى آخر تانغو لنا.. هجرتني.. نسيتَ..

- ستوب! ستوب! أنا عصبي؟ أنا هجرتك؟! أبداً، الخصام منكِ آخر الليلة، تتركيني تراقصين احدهم، صدره على صدرك، عيناه على عينيك، ماله على مالك، أسكت؟!  طبعا يطير عقلي، أنبهك تنكرين، في حبه تسدرين، متولهة في لحظة، أنت الهاجرة!

- أقع في حب سكران ينحشر بيننا وأنت معي وأنا مغرمة بك تلك الليلة؟.. ماذا تتصورني عاهرة!

- سمعت ذلك منكِ..

- أنت المذنب في فساد كل شيء. تراقصني التانغو بالك حزين مع امرأة أخرى. تهديد تسفير. توتر. تهملني. خصام. نفترق غصبا عني لا أدري كيف. لكن لا ذلك يبقيك في ذاكرتي. أحببتك. وأنت أحببتني. تجمعنا كيمياء، فارق العمر، أهواء، أجواء، حتى اليوم لا أدري لماذا لا تتصل بعد التسفير مباشرة..

- كلام الماضي طويل. هيا إلى الفندق نقضي بقية الليل عسى نكسب بقية العمر.. أو عندك مكان آخر؟ الماراثون ينتهي.

 - عندك ثقة نلتقي مجددا نبقى معا؟ تنسى عالمنا المتقلب يقلب الاشخاص والأمم!

- لتقلبه يجب أن نكون أقوى منه.. أقوى من أنفسنا.. لنبقى.

- من أين لك الثقة بأني سوف أتبعك؟!

- سألتكِ متزوجة ردكِ قادمة وحدكِ إلى الماراثون.. اكتفيتُ بالرد.

- ولا أنا سألتكَ لماذا وحدكَ.. يا للعجب!

- الهجران قرار نزق. اضطرار. لقاء خريف العمر قرار رصين.

- قادم من السويد من أجل ماذا بالضبط.. ليس للنوم معي فقط أرى؟!

- متقاعد يُدمَّر بلده عائلته أحلامه.. ينتحر يهذر أو يرفع من جديد الحجر.. اختاري معي!

- متقاعد مثلك يبقى يبحث عن حقيقة يظن ثلثها نصفها عندي. لا بأس. أكافئك على مجهودك الحربي الطويل!

- نبرتك الدمثة تصير رسمية. دورة تانغو أخيرة مع غيري تحسن مزاجك.. لا كتلك الليلة.. هذه أريدها ناجحة لكِ تماما.

- وأنتَ تقرر الهرب ثانية؟! لا تفعل. نعود إلى فندقك نتسامر. في الأقل أنت مؤنس. شكوكك لها أجنحة طويلة..

- تلك المرة لم أهرب قلتُ لكِ.. قاموا باقتيادي صباحا من الشقة مخفورا ورموني في بتروفكا الرهيب..

 - أفهمُ لهذا لم يُفتح باب شقتك لي.. رغم طرقي الطويل بعد يوم..

- عليك نور.. يقول المصريون! أمس تتغلب علينا الإرادة الخارجية اليوم نمتلك إرادتنا يمكننا صنع مصير جديد لنا.

- لا زلتَ؟! إرادة مرة أخرى؟! يا مصيبتي! يا لعنادك!

- لا بد من العناد حتى نفهم سبب زلة، سقوط، انهيار، خطئي أو خطأ العالم سيان أحيانا، المهم لا نغادره مأخوذين.

- ما لك أنت و العالم قل ليّ!   

- تحسّب ميلان سفينة مبحرة قد ينجي من أذى في الأقل.

- ابرهة.. فالنتوش.. معك حق.. فلماذا لا تسأل ما مكافأتي على مجهودك الحربي الطويل!

- من نبرتك أخمن ليست.. النوم معي عارية.. لنقل خبرة الأيام الماضية في ليلة واحدة.

- مضبوط.. إلى حد. تقاطع حيوات ناس لا يعني يواصلون حتما بقية الطريق معا.

- تحاببنا عن جَد كاتيوشا!

- لكن التيار يبقى أقوى ابرهة.

- تيار.. طرف ثالث مرة أخرى؟ مافيا.. قوة سماوية.. أرضية.. مَن؟.. غوريه ميوه أنتِ فعلا كاتيا.. مصيبة حقيقية!

- قدر طرف قوة تيار غيره قولكَ يومها.. على أي حال أعدك لا أبقيه بيننا. اعترفُ أخيرا.. نعم موجود.

- من كلامِك من تصرفِك أفهم  توجد أيضا قوة داخلنا مفرّقة.. أقوى من قوة خارجنا تبدو تجمعنا مرة أخرى!

- نعم بودابست لأجل التانغو لا لأنام ولو مع حبيب، وحق هذا الصليب أريد أن أراك أكلمك ألمسك أتمشى معك.. لدينا الكثير من المشترك والتشابه.. إنما.. 

- إنما الخيانة لا تخطر لك في بال.. معك حق.. أمس وحيدة اليوم على ذمة رجل.

- كلما ابتعد عنه يقول اسمع قريبا منك باي باي لزواجنا المستمر ثلاثين عاما، أقول لا تنتظر، أذهب إلى ساحة التانغو أرقص أعود منها إليك.. لو تخونني أنت حر.. لكلٍ أخلاقه.. شرفه.

- يا سلام نحن منجذبان واحدنا إلى الآخر لتشابهنا من الداخل.. منفصلان لاختلاف ظروفنا!

- لا تنكر برهي.. وأنتَ أكثر من الحب تهمّك الحقيقة.. الكاتب يبحث دائما عن حقيقة.

- وحين يصير العالم خدعة ماذا يهمه؟

- لا تتعجل، لا تخلطني ببقية العالم، لا أخدعك، أقصى اهمية عندك للذات النزيهة عندي للذات الإلهية.. الفرق صغير.

- صغير كبير النتيجة حياتنا كاتيوشا تمضي عبثا بسبب منا أو من آخر؟!

- أكملُ المصارحة. بأول لقاء قبل عقود لم أر طرفا ثالثا اليوم يتأكد لي وجوده، لبناء حياة ناس لتخريبها.. حسب سعيهم.

- يعني خراب ليالينا منا؟.. لا من عبث حولنا.. ربما عندك بعث!

- طلب اسمك في الجواز قبل دعوتك للماراثون عبث؟!

- عبث بعث تستشعره ذاتي قبل استشعاره بمجسات على مبعدة خمسمائة عام!

- الذات الإلهية لا اللاهية نقطة القياس فالنتوش..

- مَن يلهو مع مَن؟! أجرك دائما إلى صراط مستقيم تقفزين للرقص حال تلقي دعوة عابر تانغو أو سبيل!

- اللبنانيون والسوريون من أفضل مؤدي التانغو في الارجنتين لولاهم أقول هذا الفن غريب عليك لا تقدره.

- يا ستي يا ختيارة أترك لك الخيارة.. استعمليها كما تشائين.

- الماراثون خيارة؟ برأيك مَن يقيم الماراثون يجمع راقصين من العالم تظاهرة حب ومودة ولا تجده هنا يعطينا خيارة! لماذا؟!

- كاتيا! قرب التظاهرة أوطان وعائلات وحياة خاصة تتمزق، العراق، ليبيا، سوريا، أوكراينا، اليمن، غيرها مَن ماذا غدا؟

- تكلم عن حالنا. كاتب يمشي ضد التيار فما التوقع؟

- تمزق ملابسه بهذلته في الأقل أثناء تدافع.

- وراقصة تانغو منسجمة مع الشريك والنغم؟

- تستمتع تمتع بحركتها. تريدين من الكاتب يتحرك مثلها؟

- طبعا.. ورغم التشابه في الداخل يبقى الفرق بينهما كبيرا.

- أكبر من محبة جامعة؟.. جئتِ إليّ لتقولي ذلك؟

- أو بأمرك نستدير سوية إلى الطرف الثالث أو القدر تقول  نحاربه معا.. نتبهذل معا؟!

 - للمرأة حق. حدثتك عن كلكامش الأسطوري نهاية صعوده إلى أعالي التيار يتعلم من امرأة في حانة عليه الاهتمام بطفله..

-  درس اليوم آخر عزيزي ابرهة!

- الدروس الأساسية لا تتغير كاتيوشا.

- لا تبئسنا! أدوس الليلة خطي الأحمر، لا أتجاوزه، ننام معا، تستدير عني، أحضنك من الخلف أشم رائحتك.. حتى نفترق صباحا..