المحرر موضوع: حسن العلوي..مراجعة ام ارتداد؟  (زيارة 1129 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبدالمنعم الاعسم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 788
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حسن العلوي..مراجعة ام ارتداد؟

عبدالمنعم الاعسم
malasam2@hotmail.com

"الى الصديق حسن اسد.. ليس ردا عليه، بل مناقشة بقلب ابيض".
 اختلف مع حسن العلوي في بعض ما يكتب او يقول، ويزعلني احيانا حين يتكتك  لدواعي الصداقة، وغيرها، اكثر من اللازم، لكني اعرف ان الكاتب، إذا لم يثر الاختلافات والزعل فما عساه ان يكتب؟ بل واية قيمة لراي يرضي الجميع؟ واين ذلك الرأي حقا خارج اللاهوت والوعظ ؟ اما التكتكة فاحسب ان العلوي، وهو يفكر في عمق اشكالات المآل العراقي ويسبق الكثيرين الى اثارة الاسئلة المدوية حوله يشعر اكثر مني، ربما، بوطأة المجاملة على حساب الحقيقة، وتعديها على منجزه.
 كان بودي ان لا ادخل في الموضوع من هذه التوطئة التي قد تفيد في تأكيد حُسن القصد ونزاهته، وقد لا تفيد، ولكن هذا ما حصل، والعاقبة في زبدة الكلام التي تتمثل في فروض احترام الاراء والعقائد، وقبل ذلك في الاعتراف في اختلاف تلك الاراء والعقائد، والتعامل معها بعيدا عن نزعات الاقصاء والتحريم والريبة والتخوين والتكفير، في مرحلة عراقية خرجت من الدهليز الى المجهول.. مرحلة مضطربة على جميع المجالات، وفي المقام الاول، مجال التفكير في ما نحن فيه من مأزق وسبل الخروج منه.
 القول الذي ذهب اليه الصديق حسن اسد في مقال له بايلاف وهو يتصدى لمطالعات العلوي يرقى بعضه الى ظنة عداء العلوي لطائفته ومغازلة الطائفة الاخرى، وهو من هذا الظن براء، كما احسب، واستطيع القول ان العلوي نظيف الرداء من شوائب الطائفية، كما اتهمه الكاتب موسى الحسيني، ومن العداء لطائفته كما اتهمه الصديق حسن اسد، ومما له مغزى فان اكثر مهاجمي العلوى والداعين الى القصاص منه هم رفاقه القدامى الذين استمروا على موالاة صدام حسين، الامر الذي لم يعد سرا على المتابعين. 
  ومن كلمات اسد  ما يرقى الى الاتهام، او الى التجني –كما ارى- بان العلوي ينطلق من "جذر" بعثى في مواقفه الاخيرة وبخاصة من الفصل الدرامي ذي العلاقة باعدام صدام حسين، ويخلص اسد الى تأكيد  بان(العادة اللي بالبدن ما يغيّرها غير الكفن) و(التمسكن لحين التمكن) مطعنا بحق الكاتب الذي ظل يبشر طوال عقدين بـ "سقوط  المشروع العفلقي" وهزيمة المشروع القومي اليميني، وينظر الى تجربة صدام في العراق كعارضِ جربٍ في التاريخ.
/من سطور اسد اتملى نظرية غريبة لا يقبلها العقل ولا المنطق ولا التحليل الموضوعي، اطارها ان البعث، خلاف جميع العقائد السياسية لدى البشرية، اصبح ديناً بالنسبة للبعثيين حتى وإن نأوا عن صفوفه، او حاربوه، او ان العقيدة البعثية  تحولت الى جينات تقيم في جسد البعثي الى الابد لا ينزعها "غير الكفن" واحسب ان الحقائق لا تؤيد هذه النظرية، فقد ابدى ما يزيد على مليوني عضو في حزب البعث  في الاشهر الاولى لسقوط صدام استعدادهم للانخراط بالحياة الجديدة والقطيعة مع ماضيهم السياسي، وكان سيتطور الامر نحو اقامة قاعدة بناءة للسلام الاهلي لولا  حماقات بريمر وقصر نظر القيادات السياسية الدينية المتنفذة والتطبيقات الطائفية الفجة لقانون الاجتثاث.
 قد يقال ان النازية، قبل البعث، لم تُقبر باندحار هتلر وسقوط الرايخ وها هي مستمرة في ثقافات وتجمعات المانية واوربية، فلماذا لا يستمر البعث في منتسبيه بعد طرده من السلطة، وهو امر صحيح، لكن مَن هو الذي يجهل ان النازية  انتهت الى فلول هزيلة ومنبوذة ولا خطر منها الان وفي المستقبل على المجتمع الالماني، وان اكبر معاركها تدور في الاحتفالات السنوية البائسة لعيد ميلاد هتلر، ومَن يجهل، ايضا، بان اجتثاث النازية تم لا عبر التشهير والحض على التصفية والتشكيك بل عبر سلسلة مديدة من يرامج التعبئة والتربية وعمليات التنوير والمناقشات المستفيضة لترشيد الجيل الذي حقنته النازية بموبقات التطرف والعنف والانغلاق.     
 اما موضوع اعدام الطاغية الذي وصفه العلوي (بإعدام صدام السني وليس صدام الديكتاتور) ما اثار استياء حسن اسد الذي اعتبر هذا الاستطراد  بمثابة حنين بعثي للعلوي وفاصل دعاية لكتابه الجديد(عمر والتشيّع) فانه لا يصح اختصار الموضوع الى بعثيين يحتجون وغير بعثيين يدافعون، واستعجل القول اني من الكتاب الذين ايدوا المطاعن بطريقة الاعدام.. اقول: بطريقة الاعدام.. فيما لست مشتبها بالحنين الى البعث لا من قريب ولا من بعيد، وليس لدي كتاب اريد الدعاية له.
ـــــــــــ
..وكلام مفيد
 “ الانسان ابن عوائده ومألوفه، لا ابن طبيعته ومزاجه”.
ابن خلدون [/b] [/font] [/size]