المحرر موضوع: ما الذي يُميز الأستاذ سركيس آغاجان وزير المالية في حكومة إقليم كردستان العراق -إنطباعات شخصية خاصــة- (القســم الثالث)  (زيارة 3384 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل وسام كاكو

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 64
    • مشاهدة الملف الشخصي

ما الذي يُميز الأستاذ سركيس آغاجان وزير المالية في حكومة إقليم كردستان العراق
-إنطباعات شخصية خاصــة-

(القســم الثالث)
بقلم: وسـام كاكو

ملاحظة
إستكمالاً للقسمين الأول والثاني عن ما يُميز الإستاذ سركيس آغاجان ننشر اليوم القسم الثالث من هذا الموضوع الذي لم نشأ أن يكون بكل هذه الأقسام ولكن طول الموضوع والحرص على راحة القاريء دفعنا الى تقسيمه. معذرة للقراء الذين لم يرغبوا بهذا التقسيم أو الذين لم يستطيعوا متابعة كل هذه الأقسام. نحن على إستعداد لإرسال المقال بكل أقسامه إلكترونياً الى من يرغب به. نرجو الإتصال على البريد الإلكتروني:  samgkako@sbcglobal.net   
 

4.   أعطى الأستاذ سركيس أهمية لكل مكونات شعبنا ولكنه أعطى بعض التمّيز في تعامله مع السريان فبعد أن كانت النُخبة والتنظيمات في المكونين الكلداني والآشوري تُجادل بعضها البعض بخصوص مكوناتها وتمثيلها لكل الشعب أو المُناصفة في إسمه، كانت ترى بشكل قاطع إن السريان ليسوا إلا لغة وكانت هذه أشبه بقناعة راسخة لديها رغم عدم إقتناع المكون السرياني بهذا التهميش له وإعتراض ناشطيه عليه مراراً وعلناً. قلب الأستاذ سركيس هذه النظرة وإستطاع أن يستمع الى وجهة النظر السريانية ويتعاطف معها ويستوعبها، وأعطاها الزخم الكافي لكي تتمسك بما ترغب به وهو في ذلك سبق تنظيماتنا وقادة مكوناتنا ونُخبتنا في التعامل مع الحالة السريانية، فالسريان يمتلكون حق تمييز مكونهم ضمن هذا الشعب وليس من حق أحد أن يقول عن السرياني إنه مجرد لغة مثلما لم يرغب في تهميش الكلدان الى طائفة دينية وإختزال تاريخها. إذن تعامله مع حالة الشعب لم يكن فيها تهميشاً لهذا وذاك بل كان تأكيداً على الخصائص الجميلة لكل مكون وما فعله هو تنشيط التفاعل بينها ومنع إبتلاع الواحد للآخر فلكل مُكون حق تقرير ما يراه مناسباً له وهذا موجود في الكثير من دول العالم المتقدم، فمثلاً بعض الهنود الحمر (أو سكان أميركا الأصليين) في أميركا لا يرغبوا بأن يُطلق عليهم إسم أميركان بل يُفضلون حمل أسماء قبائلهم لأنهم يرون إن وجودهم ووجود قبائلهم كان قبل وجود إسم أميركا وبالتالي فالأميركان هم القادمون من دول أخرى أما هم فأكبر من هذا التحديد وهذا رأيهم ويتم إحترامه بشكل كامل. إعطاء هذا التميز للسريان له أهداف إيجابية كثيرة وبعيدة المدى والتأثير وربما سنحت لنا الفرصة لتحليل ذلك في المستقبل ولكنها على أية حال ستكشف عن نفسها بنفسها في المستقبل إن شاء الله.

5.   بعد نشر نص المقابلة الأولى التي أجريتها مع الإستاذ سركيس أغاجان تلقيتُ العشرات من الرسائل الإلكترونية من أبناء شعبنا فضلاً عن المكالمات الهاتفية من أماكن مختلفة في العالم يطلب أصحابها معلومات عن كيفية العودة الى قراهم وأراضيهم وقد وصلت الى بريدي الإلكتروني أسماء عوائل من عشرات الأفراد يطلبون إيجاد وسيلة لهم للعودة الى أماكنهم الأصلية في كردستان العراق. هذه الهجرة من الخارج الى الداخل (أوحتى الهجرة الداخلية من المدن الساخنة الى القرى) ما كانت لتحصل لولا النشاط الذي بذله الأستاذ سركيس في إعمار القرى وكذلك الأمل في ضرورة التمسك بأراضي الأباء، وطبعاً تُضاف عوامل أخرى الى هذا الموضوع مثل الأمان الحالي في المنطقة وكذلك فرص النجاح الممكنة والمُتاحة لمن يُفكر في العمل والإستثمار هناك وغيرها. ما يهمنا قوله هنا هو إنه لم نرَ مثل هذه الرغبة لدى أبناء شعبنا في السابق، حتى في الفترات التي حاولت فيها بعض تنظيماتنا المكوناتية أقصى جهدها في عملية إعادة بناء بعض القرى وتشجيع إبناء شعبنا على العودة لم تكن هناك إستجابة كبيرة، ولكن الوضع مع دعوة هذا الرجل أخذت بُعداً آخراً جعل الناس أكثر ثقة وقبولاً لفكرة العودة الى قراهم وأماكن أبائهم وأجدادهم. العوائل التي إتصلت كانت من أماكن مُختلفة من بينها أميركا وأستراليا وغيرها فضلاً عن رسائل من الأماكن الساخنة في العراق مثل بغداد والموصل. هذه العوائل كنت ترغب في العودة الى تلسقف وأرادن وغيرها. الذي حصل بخصوص ذلك فيما بعد يطول الحديث عنه وربما عدنا اليه في المستقبل.

6.   الأستاذ سركيس هو أول من أعطى موضوع الحكم الذاتي في سهل نينوى الزخم القوي الذي يستحقه بحيث جعل منه موضوعاً عالمياً يستحق أن يُنظر اليه بجدية كافية وقد يقول البعض إن التنظيم الفلاني أوالفلاني سبق وأن طرح موضوع الحكم الذاتي لشعبنا، وقد يكونون مُحقين في ذلك ولكن طرح كل التنظيمات كان هشــاً نسبياً وضعيفاً، أما طرح الأستاذ سركيس فيحمل الوضوح والجدية والإصرار والعمل المثابر على التنفيذ، وفي إحدى مكالماتي الهاتفية معه قال (لن أتنازل عن موضوع الحكم الذاتي لشعبنا حتى لو دفعت حياتي ثمناً لذلك)، لاحظوا لغة الإصرار هذه، مقارنةً مع اللغة الخجولة التي طرحت بها تنظيماتنا في السابق هذا الموضوع! فضلاً عن هذه اللغة إستطاع الأستاذ سركيس أن يضع الخطوات العملية لتنفيذ هذه الفكرة وأن يُقنع الجهات ذات العلاقة بأهمية تنفيذها، ودفع الوسائل الإعلامية في عمومها الى تبني القناعة الإيجابية بخصوصها، كما إستطاع أن يدفع تنظيماتنا ومثقفينا في معظمهم الى إعلان تأييدهم للفكرة بعد أن كان الإتجاه السائد هو الخوف من الحديث في هذا الموضوع. لقد كسـَر هذا الرجل الخوف الذي كان سائداً في تفكير مثقفينا ومكونات شعبنا وتنظيماتنا عموماً بخصوص إثارة هذا الموضوع، وتجاوز اللغة الخجوله لناشطينا لا بل إنه أعطاهم القوة الكافية للحديث عنه جهاراً.

7.   عادةً ما يتهافت السياسيون والقادة في دول العالم المختلفة لتلبية الدعوات التي تُوجه إليهم من الجهات الخارجية القوية لا سيما الأمريكية، وبعضهم يسعى بكل جهده للحصول على زيارات الى أميركا أو اللقاء بالمسؤولين الأميركان الكبار، أما الأستاذ سركيس فقد وُجهت إليه هذه الدعوة ولم يُلبها لأنه كان مشغولاً، وأذكر إنه بعد نشر خبر الدعوة التي وُجهت إليه لزيارة أميركا في موقع عنكاوة إتصلتُ به لأعرف تاريخ وصوله فقال بأنه إعتذر عن تلبية الدعوة لأنه مشغول في أمور داخلية مهمة في الإقليم والظروف لا تسمح له بمغادرة الوطن وهذا التصرف يعكس مقدرة على عدم الإنجرار وراء ما يُبهر الآخرين عادة بل يضع تقديراً منطقياً للظروف والأعمال الواجب تنفيذها وعندما يرى إن العمل الذي يُبهر الآخرين لا ضرورة للقيام به، لا يقوم به حتى لو كان هذا العمل دعوة من حكومة أقوى دولة في العالم، ومثل هذا التصور يُعطي إنطباعاً طيباً ويقلب المفاهيم السلبية السائدة التي يحملها الأقوياء عن الساسة الضعفاء عموماً.

8.   لم يُنافس الأستاذ سركيس أغاجان أحداً على منصب أو على مال، فمن ناحية لم يُؤسس له تنظيماً حديثاً وطلب من الناس الإنضمام إليه ولم يتدخل لدى هذا أو ذاك لكسب منافع خاصة له ولم يُقحم نفسـه في موضوع جمع التبرعات من الناس وهذا الخلل وقع فيه الكثيرون سابقاً. أما العكس من ذلك فقد حصل أي إنه ساهم في حصول البعض من أبناء شعبنا على مناصب، بعضها مناصب هامة جداً ورفيعة المستوى، أما مساعداته المالية لأبناء شعبنا في أوقات شدّتهم فلا أعتقد إنه موضوع يحتاج الى توضيحات وشرح. قديماً، عندما سأل أحدهم عن سبب محبة الناس للحسـن البصـري، قيل له إنه (أي الحسـن البصـري) أغنى الناس بعلمه وإستغنى عن دينارهم. يبدو إن الإستاذ سركيس إستغنى عن دنانير الناس وأغناهم بمواقفه الواضحة ووقوفه بجانبهم ومحبته لهم.

9.   رغم عدم معرفة الناس به إعلامياً إلا في السنوات الأخيرة، وهذا جزء من تركيبته الشخصية العامة القائمة على الإبتعاد عن الأضواء، إلا انه حمل هموم شعبه منذ صغره بحكم ظروف العائلة التي فتح عينيه فيها، ومَنْ تابع المعلومات التي نشرتها عنه في المقابلة الثانية يُلاحظ إن حياته منذ بدايتها مبنية على أساس مُعايشة الأحداث في المنطقة والتفاعل معها فكان عمله ضمن النشاط السياسي والتنظيمي لشعبنا في السنوات المُبكرة جداً من شبابه وكذلك عمله ضمن النشاط السياسي والتنظيمي الكردي لاحقاً وما زال. هذه الخاصية أعطته بعض التميز عن الكثير من القادة والناشطين في شعبنا الذين ظهروا بسبب الأحداث التي أحاطت بالعراق خلال السنين القليلة الأخيرة وبدوافع مُختلفة (وهذا التميز لا يُقصد به أبداً التقليل من قيمة أي كان من أبناء شعبنا وناشطيه وقادته)، ولم يتحول (لأسباب ومصالح شـخصية) من نشاط سـياسي وتنظيمي الى آخر بسبب تغير الظروف والمصالح ولم تحصل لديه عملية إدراك مُفاجيء لإحتياجات شعبنا ومصالحه وأهدافه وطموحاته، أو حتى إدراك مُتدرج، في مرحلة من مراحل حياته ليتخذ على أساسه قراراً بالوقوف بجانب مصالح شعبنا، بل فتح عينيه في أجواء هذه المُعاناة الضاربة أطنابها في صفوف شعبنا ومكوناته الثلاثة وعاشها وتفاعل معها، أي إنه ليس ناشطاً أو مسؤولاً طارئاً فرضته الظروف الآنية على الساحة.

هل يُمكن أن توحي الصفات الآنفة الذكر للقاريء الكريم إن الأستاذ سركيس هو شخصية شديدة الحذر والقلق وربما شخصية مُعقدة! الجواب هو على العكس، إنه شخصية بسيطة وقريبة الى القلب عند التعامل معها، إنه ببساطة أحبّ شعبهُ وعمل ويعمل لصالح هذا الشعب لذا قابَلهُ شعبنا الكلداني السرياني الآشوري بمحبة سواء كان هذا على مستوى رجال الدين أو على مستوى العامة والسياسيين والمثقفين. محبته لشعبه دفعته الى العمل بإخلاص لخدمته (كمسـؤول مُحب لشعبه ومُتفاعل معه وليس كدكتاتور أوكطاغية لا سامح الله لأن الطاغية هو من يُخضع الجميع من خلال قوته ومنصبه أما الأستاذ سركيس فقد عمل، وما زال، كل ما في وسعه لخدمة شعبنا وبالتالي فقد تسيّد القوم - سيد القوم خادمهم- من خلال عمله وخدمته وهذا بحد ذاته إنجاز لم يُحققه أحد من قادتنا المُعاصرين) فجعل من أحلام شعبنا حقائق مُتفائلة قابلة للتطبيق وأمالاً في طريقها للتحقيق، لذا فأنا لا أستغرب عبارات الإطراء التي ترد في مقالات بعض كُتابنا وأغاني بعض فنانينا وتصريحات بعض سياسيينا بحقه.

ملاحظة أخرى أود إثارتها هنا وهي للقاريء الكريم الذي لا يرى فيما ذكرته آنفاً (في هذا القسم والقسمين السابقين من هذا المقال) بخصوص الأستاذ سركيس آغاجان حقائق منطقية أو يراها مجرد عبارات إطراء ومديح غير مُبَرّرة، أرجو أن تُوضحوا ذلك وأن تُظهروا إعتراضاتكم علناً أو حتى بالكتابة الشخصية على البريد الإلكتروني المذكور في مقدمة هذا القسم لكي نصل الى الحقائق بشكل بعيد عن الإنحياز والتحزب لهذا الطرف أو ذاك ولا تجعلوا من هواجسكم وما يرد الى مسامعكم من مصادر مختلفة ومن إنتماءاتكم للتنظيمات المكوناتية سبباً في الإعتراض والطعن في كل ما يُمكن أن يرفع من شأن شعبنا ويُوحد كلمته ويُوصله الى تحقيق أهدافه، وأرجو أن نتذكر جميعاً إننا لا يُمكن أن نتقدم بدون قائد، ولا يُمكن في الوقت نفسه أن نتقدم بوجود دكتاتور لا يُحب شعبه ولا يخدمه بكل طاقاته.

قبل الإنتهاء من هذا المقال ظهر موضوع في موقع عنكاوة جعلني أضيف قسماً رابعاً الى هذه الأقسام الثلاثة إستكمالاً للفائدة، لذا أرجو من الإخوة القراء متابعة القسم الرابع لأنه سيحوي معلومات توضيحية تُنشر لأول مرة.
.[/b][/font][/size]