المحرر موضوع: ايشو وايلشوا والحمّام الجهنمي  (زيارة 2259 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

متصل لطيف نعمان سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 693
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                         
ايشو وايلشوا و الحمّام الجهنمي

 
  لطيف نعمان سياوش

الى صديقتي الفنانه الهام ناصر الزبيدي
في احدى القرى الكلدو اشوريه من اقصى شمال كوردستان العراق اعتادت القطط في شهري كانون الاول والثاني من كل عام أن تدخل (دهليز) الحمّام الجهنمي الحار لبيت ابو ايشو بعد اطفاء الموقد النفطي الخاص به ، حيث يبقى هذا الجحر يحافظ على حرارته ليوم كامل .. ولم تجد القطط مكانا افضل منه يوفر لها الدفىء لاسيما في ساعات الليل حيث ينقذها من لسعات البرد القاسيه ..
                                      ×          ×          ×          ×
جرت العاده أن يتم تسخين الحمّام الجهنمي يوم الجمعه من كل اسبوع .. لكن اليوم هو السبت ..ارتأى ايشو أن يشعل موقد الحمام برغم انه كان قد اغتسل يوم امس .. كيف لا وقد انتهى لتوه من مكالمة حبيبته ايلشوا وواعدته بلقاء حميمي في بيتها لخلو الدار من الاهل كافه في الرابعه عصرا ..
ظل يتقافز ويغني اغنيه اشوريه عن الحب والحبيبه وان لم يكن قد حفظ كلماتها . ساعتها تمنى لو انه يكون قد حفظ كلمات الاغنيه عن ظهر قلب  ..
استمر يدندن ويهز طرفه ويرفع ذراعيه الى الاعلى مبتهجا ، انتشى ، وغمرته سعادة عارمه ، وكانت رقصته تشبه حركات البطريق بميلانها  .. 
ثم راح مسرعا يتفقد خزان الوقود  ليتأكد ان كان يحتوي على النفط ، لكنه وجده فارغا .. بادر الى تعبأته بالنفط ، بعد ان تلطخت يداه وجزء من ثيابه بدخان اسود قديم وانزعج على اثرها ، ثم ظل يضخ الهواء في منفاخ الموقد الى أن امتلأ تماما وصار جاهزا للعمل ..
اخرج عود ثقاب من علبة الكبريت واشعل النار في رأس الموقد وبعد ان سخن قليلا وتهيء للاشتعال فتح الوقود واحدث صوتا قويا مع لهيب من النار .. وبينما كان ايشو يجلس القرفصاء ويترقب بأمعان اشتغال الموقد بشكل صحيح اندفع هر كبير اسود اللون على هيأة كتله من النار منطلقا صوب الفتحه المطله على الخارج بقوه ، وارصطدم بأيشو وسقط الاخير على الارض بعد ان اصيب ببعض الحروق البسيطه ..
فرّ الهر مسرعا والنار تلتهمه وتفوح منه رائحة الشعر المحترق ، واجتاز عدة بيوت على جانبي الزقاق الضيق ، وملأها برائحة الشعر المحترق ، الى ان استقر في نهاية الزقاق ، وبرغم مايقال عنه أن  له سبعة ارواح لكن المسكين ظل يتقلب لقليل من الوقت الى أن استقر مكانه وتوقف بهدوووووء ودون حراك الى الابد ..
أما ايشو الذي اصيب ببعض الحروق البسيطه وحالة من الفزع لم يكترث لمصير الهر البته  بل راح يبحث في البيت عما يعينه لتداوي اصابته وهو ينظر لوجهه في المرآة مليا ويتمتم بكلمات غير مفهومه ، ويلعن الهر الذي عكّر يومه ، وحرمه من  متعة الاغتسال في الحمّام الجهنمي ، ولقاء ايلشوا الحبيبه الذي لم يتم لذلك اليوم ، وهو يقول مع نفسه كلها نتيجة التسرع والارتباك .. لعنة الله على جميع القطط .. صدق من قال انه حمّام جهنمي ....

عنكاوا 11/11/2015