المحرر موضوع: من كتاب شهداء المشرق ( مار أدي الرسول )  (زيارة 2355 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل mnakha

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 215
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
(( من كتاب شهداء المشرق ))

من بين التلاميذ الذين تبعوا ما أدي الرسول كان أجي وفالوط وبرشلاما وبرسميا مع أخرين من رفاقهم. فقبلهم أدي معه في الخدمة وأوصاهم بألتزام جانب العفاف المترتب عل الذين يخدمون مذبح الله.
وقبل ان يغادر أدي هذا العالم. دعا أجي أمام جماعة الكنيسة كلها وأقامه خلفاَ له في تدبير الكنيسة. أما فالوط الذي كان شماساَ فقد أقامه كاهناَ. وأقام برشلاما شماساَ. وأوصاهم أدي قائلاَ: أحترسوا جيداَ على الخدمة التي تقلدتموها. ولا تتهاونوا في القيام بالصلاة الفرضية. ولا تكف أنظار عقولكم عن الشخوص الى العلى . لئلا تزداد عثراتكم. أنشدُوا الضالَّ من خرافكم وأفرحوا بالموجود. وضمدوا الجريح وأحرسوا السمين. لأنكم ستأدون حساباَ عن قطيع المسيح. لا تنظروا الى المجد الزائل. فأن الراعي الذي يتوخى اكرام رعيته تسوء العلاقات بينه وبينها. وأبذلوا جَل أهتمامكم بالخراف الفتية. لأن ملائكتهم ينظرون وجه الأب. لا تكونوا عثرة أمام العميان. ولا تغلبنكم أفكار الشيطان الذميمة. ))
وكان أجي قبل أنضمامه الى أدي يصنع ذياباَ حريرية وخوَذاً للملك. فتَخَلى عن مهنته هذه وصار مدبراً ورئيساً للكنيسة خلفاً لمعلمه. وأخذ يمارس السلطة التي تَلَقاها من أدي. فيرسم كهنة ومدبرين في بلاد مابين النهرين كلها.
وبعد وفاة الملك أبجر. خَلَفَهُ أحد أبناءه. ولم يَسير على نَهج أبيه في طريق الخير والسلام. وفي أحد الأيام أرسل الى أجي الذي كان جالساً في الكنيسة وقال له:
(( أصنع لي خوذة ذهبية. كما كنت تصنع لأبائي من قبل )). فأجابه أجي: (( اني لا أتَخَلى عن خدمة المسيح التي عَهَدَ بها الّي لأصنع خوذة الشر )). ولما رأى الملك عدم اذعانه لأمره. أرسل فكسر ساقيه بينما كان جالساً في الكنيسة يعلم الشعب. فتوفي أجي ودُفنَ داخل باب الكنيسة الأوسط. بين الرجال والنساء. واُقيمَ لهُ حِداد كبير في الكنيسة وفي المدينة كلها…

من كتاب شهداء المشرق (( الجزء الأول )) (( الأب البير أبونا ))
--------------------------------------------------------------

(( تحليل ))

والأن يا أخواني المؤمنين ماذا نتعلم من هذه الأفعال الروحانية:
أرأيتم كيف هي حياة الشهداء القديسين  الذين أمنوا بالروح وليس بالجسد وضحوا بحياتهم وأغلى ماعندهم من أجل يسوع المسيح له المجد الذي وهبهم بالحياة الأبدية.. أرأيتم قصة الشهيد مار أجي. لا يَذعن لأمر الملك الأرضي ولايَهابهُ ليصنع له خوذة.  لأنه يعلم ان حُكمهِ سيزول في يوم ما ويرجع جسده للتراب. وظل المناضل المؤمن بالروح والحق أجي يكرز لأبناء الكنيسة ويدافع عن الكنيسة وكلمة المسيح تاركاً أمر الملك الأرضي خلف ظهره الى أن أدى الشهادة بكل فرح وسرور أمام الملك السماوي يسوع المسيح له المجد. لينال الحياة الأبدية بأحضان سيده. والسؤال هنا.؟ أين نحن الذين يطلقون علينا أسم (( المسحيين )) ومؤمنين اليوم من هذا النضال الروحاني الذي تَمَسَك وأقتدى به جميع القديسين الى أخر لحظة من حياتهم بجهادهم من أجل يسوع المسيح. وليبارك الرب جميع المؤمنين بيسوع المسيح وتعاليمه الروحانية أمين…

ولكن يبقى السؤال: أين نكون نحن من هذا الأيمان وهذه المحبة وهذه التضحية التي لاحدود لهما من أجل حياة الروح..؟ وهذا السؤال مُوَجَه لي أنا أولاً وبعد ذلك للأخرين من أبناء كنيسة المسيح.. ليغفر لنا الرب خَطايانا وذنوبنا بأسم الرب يسوع المسيح له المجد الأبدي ويُقَوينا بطريق الايمان الصحيح أمين…


أخوكُم المُعَمَذ بمَعمودية يسوع المسيح
بأسم الأب والأبن والروح القدس

عوديشو سادا يوخنا
العراق / دهوك / نوهدرى

EMAil : Audisho23@yahoo.com