المحرر موضوع: افتتاح كنيسة مار كيوركيس في اريزونا ....تأجيل للوحدة ....أم الغائها ؟  (زيارة 1308 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل gorguis farouk

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 66
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

افتتاح كنيسة مار كيوركيس في اريزونا ....تأجيل للوحدة ....أم الغائها ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فاروق كيوركيس

اطلعنا من خلال موقع عنكاوة كوم  قبل فترة على خبر قيام قداسة البطريرك مار أدي الثاني بطريرك الكنيسة الشرقية القديمة في العالم بأفتتاح كنيسة مار كيوركيس في أريزونا بالولايات المتحدة ، ولو وضعنا الخبر في اطاره الكنسي والديني الصحيح فانه  سيعتبر انجاز كبير تحققه الكنيسة الشرقية القديمة لاتباعها وللمؤمنين المسيحيين هناك  ليتمكنوا من خلال هذه الكنيسة ممارسة طقوسهم وشعائرهم الدينية ، لكننا عندما ننظرالى الخبر من جوانبه الاخرى الواقعية فاننا بلا شك سوف نستنتج أمور أخرى من خلال تحليلنا  لمجريات الامور وكما يلي :
اولا : ان تسلل الاسقف مار باوي وحضوره حفل افتتاح الكنيسة لم يكن امرا عاديا  ، بقدر كونه امرا تم الاعداد والتخطيط له مسبقا ، مما خلق حالة من الاستياء لدى معظم ابناء شعبنا وخصوصا من اتباع الكنيسة الشرقية القديمة  الذين لم يلقوا بارتياح  حضور الاسقف مار باوي وجلوسه الى يمين قداسة مار أدي لكون الاسقف مار باوي موقوف من الخدمة بسبب خروجه عن  الطاعة وسعيه لشق كنيسة المشرق الاشورية ، لذلك فان ابناء الكنيسة يفسرون ذلك على انه عودة الى المربع الاول من الصراع بين الكنيستين الذي القى بظلاله السلبية على وحدة شعبنا الى يومنا هذا .. فلو تركنا الماضي  وعدنا الى موضوعنا فاننا سوف نستنتج ان تفسير الكنيسة الشرقية القديمة  سيكون بهذا الشكل، وهو ... ( ان الاسقف مار باوي  قد خرج عن الطاعة  وتم ايقافه من قبل  كنيسة المشرق الاثورية ... ولكنه غير موقوف لدينا في الكنيسة الشرقية القديمة  ) .
 وعلى هذا الاساس فطالما ان هناك خلاف بين الكنيستين فان  مار باوي الذي تمردعلى كنيسة المشرق الاثورية من خلال حركته الانشقاقية سيكون تلقائيا صديقا حميما للكنيسة الشرقية القديمة يستحق التكريم و الاستقبال بحفاوة بالغة .
ان ابناء الكنيسة  يشعرون  بالالم تجاه هذه الاحداث التي يفسرونها على انها  بمثابة محاولة لمسك الطرف الاخر من اليد التي تؤلمه ، ولكن مهما كان تفسيرنا للنوايا سليما  فان هذه الممارسات  لا يمكن ان تكون الا محاولة  لتوجيه رسائل معينة ، ربما سيعيد الامور الى نقطة الصفر ، وان ذلك لا يتماشى مطلقا مع المساعي الوحدوية المزعومة ، ومما يزيد ابناء الكنيسة الما ان هذه الامور تحصل في الكنيسة بين الاباء الرؤساء في الدرجات
الكهنوتية العليا التي يفترض ان يكون سلوكهم في التسامح والعفو مثالا للاخرين .
ثانيا : كذلك ان حضور الحزب الديمقراطي الاشوري  ـ زوعا  (كما اشار الخبر ) في حفل الافتتاح باعتقادنا لم يكن بالامر العادي ايضا ، والذي يقودنا الى هذا الاعتقاد هو مساندة الزوعا للاسقف الموقوف مار باوي ضد كنيسة المشرق الاثورية والتي تسير بخط متوازي مع محاولات الزوعا للتقارب والتحالف والسيطرة على الكنيسة الشرقية القديمة ، حيث يمكن للمتتبع للامور ان يراجع الارشيف الاعلامي  للزوعا ليلاحظ هذا  الاهتمام المقصود  بكل نشاطات البطريرك مار ادي ومجمل نشاطات الكنيسة الشرقية القديمة .. وعليه فليس من المستبعد ان يكون هناك تنسيق  يشترك فيه الزوعا ومار باوي والكنيسة الشرقية القديمة ،   بالاضافة الى بعض الاستقطابات العشائرية التي اخذت تستشري هنا وهناك باستغلال البسطاء من ابناء  شعبنا والتي سيتم استخدامها من اجل تحقيق ما اشرنا اليه .. ومما يزيد من قناعتنا لهذا الاعتقاد ، هو ان قيادة الزوعا قد اخذت تتخلى عن جبهة النضال القومي  وبدأت بتوجيه ثقلها للجبهة الداخلية ، فبدلا من فتح قنوات الحوار مع الاحزاب الاخرى  من اجل رص الصفوف وتوحيد الكلمة للمطالبة بالحقوق القومية  المشروعة لشعبنا .. نجد ان هذه القيادة قد عمدت الى فتح جبهة داخلية وكما ذكرنا باستخدام الاسقف مار باوي وحركته الانشقاقية بهدف اضعاف كنيسة المشرق الاثورية من جهة وبهدف القضاء على كل المحاولات الهادفة الى لم شمل شطري كنيسة المشرق الاثورية  ، ونحن في تقديرنا  ان الذي دفع بقيادة الزوعا للقيام بهذا الدور هو للتغطية على الاخفاقات المتكررة التي  تعرضت لها  في العملية السياسية  في اقليم كردستان وعلى مستوى العراق ككل ، بالاضافة الى انخفاض شعبية الزوعا  وانحسار دوره وتأثيره السياسي على الساحة القومية لشعبنا ، وكل ذلك جاء نتيجة  لضعف الاستراتيجية لدى قيادة الزوعا و بسبب الاخطاء التي رتكبتها وترتكبها وعدم اكتراثها للاصوات الناقدة والمعترضة  على  انفراد  تلك القيادة بالقرار السياسي  والخط السياسي الذي تنتهجه  والذي الحق اضرارا بالغة بمسيرة شعبنا  وبمسيرة الزوعا نفسه .   
     ثالثا : هنالك نقطة اخرى اثارت انتباهنا في خبر الاعلان عن افتتاح كنيسة مار كيوركيس في اريزونا ... (  حيث يشير الخبر الى انشاءالكنيسة على الرغم من العدد القليل من اتباع الكنيسة ) ويضيف  الخبر ( ان مبادرات الكنيسة الى التوحد قد منعت الكنيسة من افتتاح الكنائس  او مزاولة نشاطاتها في العالم .. ولكن عدم الاستجابة الى هذه المبادرات دفع الكنيسة الى مزاولة نشاطها في العالم )  . اننا نعتقد ان هذا العدد القليل من اتباع الكنيسة الذين جرى انشاء كنيسة لهم .. كان بامكانهم ان يمارسوا  شعائرهم الدينية من خلال كنيسة كلدانية او أي  كنيسة  اثورية ان وجدت .. اقتصادا في المال والجهد المبعثر  ،  بمعنى اخر كنا نأمل  انشاء هذه الكنيسة في مدينة اخرى لا يوجد فيها اي كنيسة  مشرقية لابناء شعبنا  حيث كانت الفائدة ستكون  اكبر واعم .. و في الحقيقة كان يفترض من جميع كنائسنا ان تقوم باستغلال  مسألة انشاء وافتتاح الكنائس  من اجل ارساء المفاهيم الوحدوية وتقوية اواصر المحبة بين اتباع  هذه الكنائس الذين يمثلون شعبا واحدا .. فعلى سبيل المثال لو افترضنا وجود كنيسة تعود للكنيسة الشرقية القديمة في احدى المدن فنحن كان رجاؤنا  ان  يطلب  رؤساء الكنائس الاخرى من اتباع كنائسهم  بالمشاركة  في  طقوس وخدمة  تلك الكنيسة  ، وهكذا الحال  في حالة وجود كنيسة كلدانية او كنيسة مشرق اثورية  .. باستثناء المدن  الكبيرة التي  تحتاج الى  عدة كنائس  ، وهدا ايضا كان يمكن التنسيق  بصدده .. ولكن مع  الاسف الشديدهكذا نرى ان هناك قصورا في مفهوم الكنيسة والشراكة وخدمة كلمة الرب واخذ الموضوع منحا اخر وكاننا بصدد التسابق في فتح الدكاكين والوكالات التجارية .
اما الشطر الثاني من الخبر فانه يتضمن نوعا جديدا ونهجا غريبا من التعامل السلبي بين الكنائس مستقبلا ..لاننا فهمنا من الخبر  ان الكنيسة الشرقية القديمة قد بادرت الى التوحد وعلى هذا الاساس كان برنامج عملها و سلوكها وممارساتها تنطلق من توجهاتها الوحدوية ، ولكن  عدم استجابة الاخرين لهذه المبادرات دفع الكنيسة الى مزاولة نشاطها في العالم .... ومن ذلك نستشف ان هذا النشاط سيتم ممارسته حتى وان كان لا يخدم الوحدة
 طالما ان الاخرين لم يستجيبوا الى المبادرات الوحدوية .. انها فعلا مفاهيم جديدةوصيغ حديثة للتعامل .. ان السؤال المطروح هنا .. لنفرض ان الاخرين لا يؤمنون بالوحدة .. وان الاخرين لا يعملون بوصايا المسيح ..فهل من المعقول ان يتم التخلي عن المحاولات الوحدوية ؟  وهل يمكن  تطبيق معادلة التعامل بالمثل  او ما كان يسمى العين بالعين والسن بالسن؟ لمجرد ان الطرف المقابل لم يستجب للمبادرات الوحدوية .. لانه اذا كنا مؤمنين فعلا بالوحدة ، فانه يجب علينا اكمال المشوار والعمل بوصايا الرب اذا كنا فعلا نقوم بخدمة الكنيسة .. اما اذا كنا ننتهج خطا سياسيا  فانه امر طبيعي ان تكون الممارسات والسلوكيات خاضعة لمبداء الفعل ورد الفعل والتعامل بالمثل  وبالتالي العودة الى مفهوم .. الشعوربنشوة الانتصار المبني على قوة الضربة او عمق الخنجر الذي نوجهه الى اخوتنا كنسيا وقوميا .. لننسى في خضم ذلك  كل ما يحيط بنا من مخاطر تهدد وجودنا وهويتنا.
اننا نرجو من  قداسة البطريرك مار ادي الثاني اذا كان حريصا على الكنيسة الشرقية القديمة وحريصا على وحدة شعبنا وكنائسنا ان لا يسمح للفصيل السياسي المذكور  بالتدخل في شؤون الكنيسة   ..   لانه  أينما يكون  مار باوي  فهناك يكون الزوعا ، لانه مثلما ذكرنا فان هذا الفصيل يريد ان يستخدم الكنيسة لتحقيق اهدافه مثلما يستخدم  الاسقف مار باوي  .. وكذلك نرجو من  قداسته ان يعتبر ما فعله الاسقف مار باوي تجاه  كنيسة المشرق الاثورية من خروج عن الطاعة  هوخروج عن الطاعة موجه ضد الكنيسة الشرقية القديمة ايضا، لانه اذا لن يلقى ما فعله مار باوي الشجب والاستنكار  من قداسة مار ادي  وكنيسته ومن قداسة مار عمانوئيل الثالث دلي والكنيسة الكلدانية ، وان لم تقم الكنيسة الشرقية القديمة والكنيسة الكلدانية  بمحاربة مثل هذا السلوك .. فان على الكنيسة الشرقية القديمة والكنيسة الكلدانية ان تستعد لكي تقبل بمثل هذه السلوكيات التي ستواجهها مستقبلا .. لان ما يقوم به الاسقف مار باوي ومن يقف وراءه هو سابقة  و ظاهرة سلبية  قد تبدو انها تلحق ضررا بكنيسة المشرق الاثورية ... ولكن ان لم يتم احتواء هذه الظاهرة وشجبها من الجميع ،فانها ستلحق اضرارا مماثلة بجميع كنائسنا الاخرى مستقبلا . وفي الختام نقول  ان ابناء شعبنا المخلصين من اتباع كنائسنا المختلفة الساعين الى وحدة كنائسنا المشرقية يستغربون من هذا الاستقبال وهذه الحفاوة وهذا الاهتمام الذي يحظى به الاسقف مار باوي من لدن  الكنيسة الشرقية القديمة ومن اطراف في الكنيسة الكلدانية...  لذلك فان ابناء شعبنا ينظرون الى مسألة التعامل مع الاسقف مار باوي  نظرة شك وريبة ، وسبب هذا الشك والريبة هو اننا نتعجب كيف يمكن  لهذه الكنائس ان تصدق الرواية التي تقول ان مار باوي يريد الوحدة  وليس لهذه الرواية ما تستند االيه سوى  ادعاءات كلامية فارغة يرددها مار باوي ومسانديه ... في الوقت الذي نراهم لا يريدون تصديق الرواية الحقيقية التي تتحدث عن خروج الاسقف المذكور عن الطاعة ومحاولته شق الكنيسة وقيامه بنقل الكنائس والاموال من ملكية الكنيسة الى ملكيته وحسابه الخاص ، هذه الرواية التي تستند على  الكثير من الوثائق والمستندات والادلة والشهود والمستمسكات والتسجيلات الصوتية وغيرها ، انها حقا مفارقة غريبة  وغير واقعية تقودنا الى استنتاج واقعي مفاده ان ما جرى في افتتاح كنيسة مار كيوركيس في اريزونا كان بمثابة اعلان بتأجيل الوحدة الكنسية .. ان لم نقل الغائها في الوقت الحاضر على الاقل ، اننا نأمل ان نكون مخطئين في استنتاجنا وان نرى كنائسنا المشرقية واحدة موحدة في القريب العاجل ، لنصلي وندعو من الرب ان يحفظ كنيستنا وان يحفظ شعبنا  وان يحفظ امتنــــــا. ..  اميـــــــن .



                                                                                                              gorguis.f@wanadoo.fr   [/b] [/font] [/size]