المحرر موضوع: قمة العشرين .. قمة النَهابين .. قراءة في البيان الختامي  (زيارة 693 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل علي فهد ياسين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 467
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
قمة العشرين .. قمة النَهابين .. قراءة في البيان الختامي
أنهت مجموعة العشرين، الممثلة لأكبر أقتصاديات العالم، أعمال قمتها في مدينة(انتاليا)التركية،وأصدرت بيانها الختامي الذي جاء خالياً من أي(اختراق) لبياناتها الختامية لدوراتها الثمانية عشرالسابقة منذ تأسيسها في العام(1999)، لمواجهة الازمة المالية التي عصفت بالاقتصاد العالمي في التسعينات، والتي فرضت توسعتها الى العشرين، بعد ان كانت تسميتها مجموعة السبعة ثم الثمانية الكبار.
عدم الاختراق الذي نعنيه هنا يتمثل بمحورين، الأول هو تجاهل تمثيل الدول الاخرى في مؤتمرات المجموعة، بالرغم من ان هذه الدول الغائبة عن المؤتمرات تمثل (80%) من دول العالم، وكان يفترض أن يتم اختيارخمسة منها عالاقل في كل دورة(دولة عن كل قارة)، كي تعرض أمام القمة اوضاعها السياسية والاقتصادية ومطالبها من القمة، طالما أن الهدف الرئيسي(المعلن) لهذه القمم هو(حياة أفضل للبشرية)!، والمحور الثاني هو(عبور) القمة لواقع تطبيق قرارات القمم السابقة على كل المستويات، وكأنها تفضي على أعضائها (مكرمة) نسيان التزاماتهم السابقة!.
لقد فرضت أحداث العالم ملفات القمة الرئيسية الثلاث، الارهاب واللاجئين والمناخ، وفي كل منها لم تخرج القمة بتشخيص موضوعي للمسببات الحقيقية لها، المتمثلة بمسؤوليات أعضائها فيها، خاصة ملف الارهاب الذي بات معروفاً للعالم دور أمريكا وتركيا والسعودية وبعض حكومات الغرب فيه، بل هربت للأمام في اعتمادها قرارات لمواجهتها، لاتختلف عن قراراتها السابقة التي كانت حبراً على ورق، والأنكى من ذلك هو ما أعلنه الرئيس الروسي في مؤتمره الصحفي بعيد انتهاء القمة، الذي أشار فيه الى قرار تجفيف منابع الأرهاب الذي يصطدم بحقيقة دعم أعضاء في المجموعة لعصابات الارهاب في سوريا والعراق، وتحديداً عصابات داعش !.
يستطيع القارئ للبيان الختامي للقمة تلمس ضعفه وعدم ارتقائه الى مستوى الاخطار التي تتعرض لها البشرية، نتيجة سوء السياسات الاقتصادية التي اعتمدتها هذه المجموعة التي تتحكم في اقتصاديات العالم، فقد تصاعدت كل المؤشرات السيئة التي تعاني منها عموم البشرية طوال سنوات هذه القمم، وأهمها البطالة والجوع والامراض والحروب بنسب غير مسبوقة، بينما تصاعدت بالمقابل نسب استنزاف الثروات الطبيعية بوحشية استغلال لامثيل لها على مدى تأريخ البشرية، مما هدد الحياة على الأرض نتيجة الاحتباس الحراري الذي تسببت به مصانع الكبار الموفرة لثرواتهم المتصاعدة، على حساب العيش الكريم للسواد الأعظم من فقراء العالم في جميع القارات!.
لقد تبنى البيان الختامي للقمة قرارت هي في الأصل مسلمات يعرفها القاصي والداني، منها على سبيل المثال(عدم ربط الارهاب بالدين،ولايمكن محاربة الارهاب عسكرياً فقط)، ثم يأتي الى ملف اللاجئين ليطالب( جميع دول العالم) المساهمة في حل مشكلة اللاجئين!، دون الاشارة الى نقطتين اساسيتين في هذه الملف، هما مسؤولية بعض أعضائه في اشعال الحروب التي تسببت في تفاقم تهجيروهجرة الملايين في سوريا والعراق وباقي البلدان، وكيف تساهم الدول الفقيرة خارج مجموعة العشرين في حل هذه المشكلة وهي المبتلات بنتائج سياسات الكبار التي تنهب ثرواتها الطبيعية وتدير ظهرها لتنمية تلك البلدان، كي توفر فيها مناخات آمنه لاستقرارها الاقتصادي المفضي لتقليل نسب الهجرة!.
أن مجموعة العشرين هي مجموعة النَهابين لثروات الشعوب، وغناهم لايمثل غنى شعوبهم بالعموم، لأن هناك الملايين من مواطني هذه البلدان هم من الفقراء أيضاً، على هذا تكون هذه المجموعة (في الأغلب الأعم) هي تحالف بين سلطة المال والسياسة التي تتحكم في مصير البشرية، وتكون مؤتمراتها مسرحيات هزيلة لاتمت بصلة للقيم الانسانية التي تدعيها، لأن نتائجها على مدى دورات انتظامها، كانت تخدم برامج حكوماتها في زيادة ثراء تجار المال المتحالفين مع السياسيين، وتعميق الفقر للمليارات من البشر.
علي فهد ياسين