أيها الشيخ الجليل محمد اليعقوبي .. للأسف لم تكن منصفا في فتواك
بطرس نباتي من أولويات البناء الحضاري لأي بلد وجود قوانين عصرية تساير حقوق الانسان وتحقق العدالة والمساواة بين افراد المجتمع ،وتاتي اهمية سن القوانين الوضعية وتنظيم المجتع مع تنظيم العلاقات سواء بين افراده او بينهم وبين الدولة ومؤسساتها ومن اولى مهاماتها تثبيت مفهوم المواطنة وتخليصها من المفاهيم القديمة باعتبارها رعية او رعايا لا يقادون الا بفتاوى تصدر من مشايخ واامة يصدرةنها حسب ما يستمدونه من شرائع احادية النظرة والمصد ورغم ما حققته القوانين من تقدم وتطور في بناء المجتمعات العصرية الا ان هناك من يصر على اصدار فتاوى لا تنتمي مطلقا الى اي جزء من الثقافة والحضارة الانسانية المعاصرة .
اطلعنا من خلال موقع عنكاوا على ما صرح او أفتى به الشيخ محمد اليعقوبي وهوشيخ شيعي من النجف .
للأسف لو صدر هذا التصريح عن شيخ داعشي او وهابي سلفي لكنا عذرناه وقلنا انه ينطق بما يمليه عليه شيوخ اخرين معروفين بما يكنون أطنانا من الاحقاد والضغائن على من هم ليسوا من اتباعهم او من مذاهبهم ، ولكن ان يًصدر ويفتي شيخ شيعي ومعروف بانه قبل ان يكون شيخا ويضع العمامة كان خريج كلية هندسة مدنية وقد درس حتما مع طلبة غير مسلمين وربما ارتبط مع العديد منهم بزمالات دراسة او صداقة هذا ما يدعوا العجب ويجعلنا نقف عند تصريحه او فتواه محتارين بما تضمنه من أخطاء التي ارتكبها سواء. عن عمد او بدون ذلك .
يقول الشيخ بان ما دام ان 95 ٪ من شعب العراقي مسلمين وما دام هناك فقرة في الدستور العراقي تنص بعدم مخالفة ثوابت الاسلام في سن اي قانون إذن يتوجب اسلمة القاصر تبعا لأسلمة احد والديه
أيها الشيخ الجليل اذا كانت ثوابت دين الاسلامي تلخصها بأسلمة القاصر وحل هذه المعظلة التي لا يقبلها اي عاقل يعيش في عصر ما بعد التكنولوجيا عصر تنظيم سفرات الى المريخ وأنتم لا تفكرون غير بإرغام الناس حتى القاصرين والأطفال تحبرونهم لاتباع ما تدينون به فباس الشيوخ أنتم لأنكم تتغاضون عما يحدث في العراق اليوم لتثيروا مشاعر الغير وتجعلونهم لا يشعرون حتى بالامان في وطن هم ابناءه الأصلاء وأنتم وأفعالكم جعلتم منهم تلك الأقلية التي لا تتجاوز كما تقول 5% فلماذا هذا التباهي بكثرة عددكم ،فهولاء أصبحوا قلة نتيجة أفعالكم المشينة والغادرة منذ الماضي ولحد الان فمن المعيب ان تذكر هذا وتنسى ما فعلتم بهم على مر العصور كان سببا لإنقاص أعدادهم كان الاولى بكم ان تعتذروا منهم لأنكم كُنتُم سبب ازهاق ارواحهم وجعلهم أقلية في اوطانهم
بالله عليك أيها الشيخ انت تقول من ثوابت الاسلام هو اسلمة القاصر هل هذه تدعى بثوابت الاسلام الم تدرس في الفقه الثوابت والمتغيرات في الاسلام
اذا كانت اسلمة القاصر هي ثوابت أين يا ترى الإيمان بالله ورسوله ويوم القيامة والصلاة والزكاة والحج من استطاع اليه سبيلا. الم تتعلم في الحوزة الشريفة هذه الثوابت ام ماذا .
أيها المهندس والشيخ
القاصر عندما يولد في أسرة تدين بدين معين فانه يولد على ذلك الدين دين والديه فكيف تحملوه وزر احد والديه عندما يتخلى عن دينه الأصلي ويرتد عنه ؟
الا تسمي هذه العملية بأنها ( الاكراه في الدين ) وانتم تدعون بأن ( لا أكراه في الدين) فالاكراه حسب ما تعرفه شريعتكم هو فرض امر لا طاقة برده أليس اسلمة القاصر اجبار مسلوب الإرادة على الإتيان بفعل غير مخير به ؟ فكيف يبرر دينكم مسالة الاكراه هذه ؟ هل ان الدستور العراقي التزم فقط بثوابت الاسلام ام هناك ثوابت اخرى من التشريعات الدولية وشرائع حقوق الانسان ومواثيق الامم المتحدة والديموقراطية المغيبة أبدا في قواميسكم وفي دساتيركم ،والتي أكد عليها الدستور اكثر من خمس مرات وفي مواد وفقرات دستورية عديدة هل كل هذه الفقرات يتم الالتفاف عليها؟ من اجل قيامكم بأسلمة كم فرد قاصر من اتباع الديانات الاخرى واذا كانت نسبة هؤلاء ليست بذي أهمية في المجتمع العراقي فلما هذا الاهتمام والتأكيد على المادة 26 بالذات ؟
هل تم حل جميع مشاكل العراق ؟ هل قضيتم على الفقر ووفرتهم الخدمات وقمتم بإعادة ملايين المهجرين الى بلداتهم وحررتم مدن العراق التي احتلها داعش ؟ وهل تم إعمار ما دمروه سياسييكم طيلة هذه الأعوام ؟ ولم يتبقى غير كم قاصر اسلم احد والديه لغاية في نفسه ، او نتيجة متعة وقتية لا تلبث ان تضمحل عندما يرى من اقدم عليها أن خسارته أكبر بكثير عما حققه أو تمتع به ، فقررتم اقتناص الفرصة بانضمامه وانضمام اطفال حديثي الولادة الى ديانتكم وتدعون ذلك شريعة او قانونا بربك اي قانون هذا الذي يرضى بمثل هذه المهزلة .
يا رجل ما دامت نسبتكم 95% ما حاجتكم يا ترى لهولاء القاصرين هل سيزيدون من نسبتكم ؟ ام ماذا
انت أيها الشيخ تستشهد ببمثال او نموذج ليس في محله مطلقا .
وتقول اذا ما التحق طفل بوالدته او والده يكتسب الجنسية بالولادة هذه ايها المهندس الجليل تدعى الجنسية الأصلية وهذه معمول بها في قوانين الجنسية في جميع دول العالم ، لان هناك جنسية مكتسبة يكتسبها الشخص بالإقامة او بمنحها له نتيجة خدمة يقدمها لبلد أو بموجب العمل وبقرار ، ويمكن لأي فرد قبول الجنسية لأي بلد او رفضها او التخلي عنها. أسالك هل تستطيع انت او غيرك ان تتخلى او ترتد عن ديانتك ؟ بينما يمكنك ان تتخلى عن جنسيتك العراقية وتتجنس باخرى كان تكون إيرانية مثلا ، فأين يا ترى أصبحت مقارنتك بين الجنسية والديانة وفرضها على القاصر؟ في اي مجتمع مسيحي او في أية دولة أوروبية.؟ تكتب في البطاقة الشخصية ديانة الفرد او طائفته او قوميته ، اذا كان هناك دولة ما غير دولتنا العراقية الفاشلة ودساتيرها وقوانينها المجحفة ، وبعض الدول الطائفية التي تعيش في الزمن المعاصر وتفكر وتسن قوانينها بموجب القرن الاول او الثاني الهجري ، ويعود سبب كتابة مفردتين ( الديانة والقومية ) في بطاقة هذه الدول كي تفرق بين مواطنيها على الاساس الديني والطائفي والقومي .
فإذا وجدت بين دول العالم المتحضر غير ذلك سوف نبصم لكم كي تغيروا ديانة جميع العراقيين. وان تفرضوا عليهم الجزية وهم صاغرون واكتبوا (ن) على دور النصارى او (غ . م) كما. يفعل داعش في الموصل وسهل نينوى وفي سوريا.
والله لو أقر البرلمان هذه المادة (26)مرة اخرى لكان كل عضو فيه لا يقل عن داعش حقدا على أبناء الديانات الغير المسلمة فإذا كان داعش يرتكب جرائمه بالقوة فأنتم تفرضون نفس المباديء ولكن بقوانين ودساتير جائرة وغير إنسانية .
أودّ ان أبشّرك أيها الشيخ الجليل.. مهما فعلتم ومهما سننتم من هذه القوانين البعيدة عن الديموقراطية وحقوق الانسان ، ربما تفكرون بانها ستكون سببا كي نترك ايماننا ضعفا او هلعا من مشاريعكم .
أبشّرك أيها الشيخ سوف لن نتزحزح من ايماننا لان ايماننا مبني على الصخرة وكل أبواب الجحيم لن تقوى عليها كما يقول معلمنا وسيدنا يسوع المسيح ..