مقومات نجاح المؤتمر ( الكلدواشوري السرياني ) ...
عانى العراقيون في ظل النظام البائد الأمرين من التهميش وسلب الحريات ، وبعد سقوطه تنفسوا الصعداء ،
فنشطوا على كافة الصّعد لممارسة حريتهم وتشكيل الاحزاب السياسية المعبرة عن اطياف الشعب ، وكان لأبناء
شعبنا من الكلدواشوريين والسريان ، نشاطا ملحوظا وغير مسبوق ، فنشطت الاحزاب القديمة ، وتشكلت احزاب
جديدة ، ولكن : هل اسنطاعت الوصول الى مبتغاها ، والأهداف الي ناضلت من اجلها ؟
من المحزن الاعتراف بأنها تشرذمت وتقوقعت واصبحت على الهامش ، بسبب ضعف تجربتها السياسية ،
وضيق افق نظرتها المستقبلية ، فأصدمت بالمعوقات التالية :
1-المنظمات السياسية : التي كان هدفها الحصول على مكاسب شخصية ، اكثر من حرصها على الحقوق
الدستورية ، والثقل الطبيعي الفاعل ، ضمن عراق ديمقراطي ، فتصارعت بما يشبه جدلا بيزنطينيا في اشكالية
التسميات اللامجدية ، بينما كان الآولى بها ، التاكيد على الجوهر الذي يحقق المكاسب المشروعة ضمن الدستور
بأتحادها ، ليكون صوتها قويا وثابتا ومعبرا عن طموحات الجميع . لكن الذي حدث انها نحولت الى فرّق متناحرة
وكل فرقة ، تحاول تهميش الاخرى ، والمحصلة تهميشا للجميع .
2-رجال الدين : تدخلهم بالسياسة رغمّ الادعاء بغير ذلك ، وبرزت لتكون الممثلة للكلدان او الاشوريين
او السريان منفردين ، فدقوّا اسفينا في الجهود التي كنت مبذولة لتوحيد الصفوف ففرقوها ، فبدل ايجاد الحلول
الناجعة للمشكلة ، اصبحوا هم المشكلة .
3-اسباب ذاتية : والتي تكمن في التخلف المستشري بين غالبية ابنائنا مع الاسف ، فهم كالقطيع ينقادون
خلف رجل الدين حتى لو كان على خطأ ، والنتيجة اختلاف وجهات نظرهم بشكل رهيب فتفرقوا .
4-اسباب موضوعية : حاولت الاطراف الاخرى تهميشنا بأسلوب فرّق تسد ، وذلك بكسب بعض الشخصيات
المعروفة والمؤثرة ، بأغر ائها بالمكاسب المادية والمناصب ، فانخرطت في تنظيمات اخرى ، مما ادى الى نتائج
محزنة ، فتفرقت الاصوات ، وتبعثرت الجهود ، فمن تمّ انتخابه بجهوده الشخصية ، او ضمن قوائم اخرى .
ان الدعوة لعقد هذا المؤتمر في عنكاوا ، تحت شعار جميل هو ( الأتحاد ) ، يتمناه كل ابناء شعبنا ، سيكون
شعارا اجمل لو ترجم فعلا ، واذا تمخضّ الى اتحاد حقيقي يكون اروع ، وتنفيذ القرارات الصادرة عن المؤتمر
بحذافيرها ، فلا نريدها حبرا على ورق ، كما ان التنظيمات السياسية والشخصيات المستقلة وكل من يهمه مستقبل شعبنا ، ان يتحرروا من الانانية ويسعوا الى الوحدة ، دون النظر ال المكاسب الشخصية كهدف بل كتحصيل حاصل، لوحدة الكلمة والمصير في الحقوق الدستوربة ، واقامة حكم ذاتي قابل للحياة .
كما يجب أن يفهم من هذا المؤتمر على انه تعزيزا لكافة التنظيمات السياسية والمهنية ، وليس بديلا عنها ، بل
مكملا لنضالها وتضحياتها الجسام في الاموال والارواح في سوح النضال ، ضد الحكم الاستبدادي البغيض ، وفي
سبيل جالية فاعلة وقوية .
يستشف مما تقدّم ، ان انبثاق لجنة مخوّلة كأن تكون اللجنة العليا للكلدو اشوري السرياني ، او ايا كانت التسمية
تكون هي الناطقة الرسمية بأسم شعبنا ، فنحن شعب واحد تربطنا : رابطة التاريخ المشترك واللغة والدين والارض
المشتركة ، وهي من اهم المقومات القومية الناجحة، لتحقيق طموحات هذا الشعب المظلوم ، ويتطلع بثقة الى هذا المؤتمر ، يحدوه الامل لتحقيق طموحاته المشروعة ، وهذا لا يتأتى الا من خلال وحدنه ( الحلم ) ، وليتعلم كل سياسي ناجح ، متى يظهر ومتى يختفي ومتى يسالم ومتى عليه ان يحارب ، ويستفيدوا من الأخطاء السابقة، ليكونوا من الناجحين ، ومن الله التوفيق والفلاح .
منصور سناطي
سكرتير تحرير جريدة اكد – الصادرة في كندا – تورنتو
mansoorsanaty@yahoo.ca