جورج غرزاني \ ناشط سرياني
سبق أن رددنا دائماً إن داعش لايمكن القضاء عليه في ساحات القتال إن كان في سوريا أو العراق إلا بالقضاء على الفكر الداعشي في النفوس والنصوص حت لو تم التمويل مستمراً
ولقد نبهنا أكثر من مرة لذلك الفكر الداعشي الموجود في تلك النفوس المريضة منذ أكثر من 1400 عام وهو مستمر حتى يومنا هذا ولكن دون جدوى
فالأرض الخصبة لداعش في كل الدول العربية والإسلامية دون إستثناء هي التي تنمي وتقوي داعش في ساحات القتال
وأكبر دليل لكلامنا هو القصف الجوي الامريكي والروسي من بعده حتى الآن لم يؤثر على قدرة داعش العسكرية بل زاد أكثر إذ تحولت عمليات داعش العسكرية إلى خارج نطاق الدولة الإسلامية في العراق والشام حيث ضربت باريس بضربات قوية لامثيل لها ولم يصدقها عقل الاوربي ( المتمدن )ابداً في حين كنا نعلم بإن داعش سيمتد الى اوربا وحتى امريكا وكل العالم
لإن لابد في النهاية أن ينقلب السحر على الساحر وهذا ماجناه هولاند وقبله الجعاري ساركوزي وأصبح طفلهم المدلل { داعش } في عقر دارهم يسرح ويمرح
وقريباً سنراه يفعل مافعله في باريس في كل اوربا وامريكا وكل البلاد العربية
كل الدول التي ساعدت داعش بتمدده وتوسعه ستدفع ثمن فعلتها مثل السعودية وقطر وتركيا وأوربا وامريكا
وها نحن نرى ذلك بأم أعيننا
ولنرجع إلى الفكر الداعشي فما قانون البطاقة الوطنية المجحف بحق العراقيين غير المسلميين والمتضمن إلحاق الأولاد القاصرين من ابناء المكونات غير المسلمة غصباً واكراهاً بأحد الوالدين ممن أشهر اسلامه ( رقم 26 الفقرة الثانية ) والذي اقره مجلس النواب العراقي إلا دليلاً واضحاً على استمرارية الفكر الداعشي في النفوس والنصوص
وأغلبية الدساتير العربية والإسلامية تتضمن الفكر الداعشي جِهاراً وتفرق بين المواطنين ومثال ذلك القانون المتعلق برئاسة الجمهورية والمتضمن بشكل واضح بأن يكون رئيس الجمهورية مسلماً وغيره من القوانيين التي تفرق بين مواطني الدولة الواحدة
هل نحن أولاد جارية ومواطنين من الدرجة الثالثة ونحن أصحاب الأرض الاصليين عبر التاريخ الطويل لهذه المنطقة
فكل من يقول بإنه الإمكان القضاء على داعش فهو واهم طالما الفكر الداعشي مستمراً في النفوس
نقول لهؤلاء الذين لاموقف صريح وواضح من داعش نتمنى منهم وضع النقاط على الحروف وتبيان الحقيقة لا اللف والدوران واللعب بالكلمات وتبرير تلك التصرفات خوفاً من عقاب داعش ومفرزاته فأنصاف الحلول لاتنفع مع داعش
ليس كل الحق على الفكر الداعشي في استمرارية بل الحق الذي يغض النظر على هذا الفكر المتطرِّف ولايقاومه وخاصة الدول والهيئات الحكومية والخاصة والمنظمات الحقوقية الدولية ومنظمات المجتمع المدني والناشطين ورجال الدين الإسلامي وخاصة رجال الدين المسيحي الذي يساير الطرف الآخر ويدعو إالى التعايش مع أشباه الإنسان من القتلة والمجرمين والتأقلم معه هذا الموقف الضبابي الذي لانفهمه ولايخدم المسيحيين أبداً ولا الإنسانية جمعاء
وهكذا نصل لنتيجة بأن داعش سيستمر طالما الفكر الداعشي مستمراً في النصوص والنفوس ولاتوجد قوة رادعة فعليه لذلك الفكر
وإلى تفجيرات جديدة في كل أنحاء العالم ( المتمدن ) والسلام عليكم وأنتم بألف خير من شر داعش وفكر داعش