موجة رُعب جارفة ، تُخيّم على أوروپا وإسرائيل !
د. عادل محمد عايش الأسطل :
خان يونس / فلسطين ..
الأثنين 23 ـ 11 ـ 21015
هجمات دموية – إستعراضية - ، قام بتنفيذها تنظيم الدولة الإسلامية في قلب الجمهورية الفرنسية ، باعتبارها مُشاركة في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط إستطاعت إطفاء أنوار عاصمة النور پاريس قامت فرنسا في إثرها بإظهار الغضب الكبير ، قبل شروعها بتلقي شحنات عملاقة من التعزية والمواساة ، كونها ضحية تلك الهجمات ، والتأييد العارم بشأن قيادتها تحالفاً جديداً لمكافحة التنظيم ، أملاً في تحقيق موجة حرب كفاحية شاملة في غضون أيامٍ قليلة ، ليس باعتبارها مجرد مكافحة وحسب ، بل باعتبارها حرب حضارة ، هذه الهجمات لم تضع الرعب
في الأنحاء الفرنسية وحدها ، بل وضعت رعباً – هستيريّاً- أكبر في القارة الأوروپيّة بجملتها، على الرغم من إظهارها قدرِ كبيرٍ من القوّة ، والمرفوقة بالتهديد الصارم للقضاء
على التنظيم وكل التنظيمات الإسلامية المشابهة ، فهي تُشاهد الآن ، وكأنها نسيت النوم أو تنام بعيون مفتوحة ، توقعاً لهجمات أخرى ، يقوم بها التنظيم ، سيما أنها تتوقع أنْ تكون الهجمات غير تقليدية ، حيث وصلت أوروپا إلى تخيّل كل شيء سيّء أمامها ، بما يشمل الشك باللاجئين العرب ، وخاصة في ظل عدم قدرتها على تمييز المتطرفين منهم ، وكانت دولة بلجيكا قد رفعت حالة التأهب إلى الدرجة القصوى في أنحاء البلاد وتحولت العاصمة تحديداً إلى مدينة أشباح ، والتي لا تزال كذلك حتى هذه الأثناء ، نتيجة ورود معلومات ، تفيد بقرب وقوع هجمات كيماوية ، وخاصةً في أعقاب عثور الشرطة في بروكسل العاصمة ، على ورشة سرية لتصنيع المتفجرات ومخبأ ضخم للأسلحة والذخيرة كما ورفعت دول أوروپية أخرى من جاهزيتها ، لتفقّد أراضيها للعثور على ورشات مشابهة ، وحذرت من وقوع هجمات أيضاً ، باعتبار هجمات پاريس لن تكون الأخيرة داخل الحدود الأوروپية .
كانت فرنسا قد تلقّت تهديدات صارخة من أنّ يد التنظيم ، ستحتوي كل سياساتها الموجهة ضده رغماً عنها ، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، فقد انتشرت تهديدات التنظيم إلى كل اتجاه ، وصلت العديد من الدول الأوروپية والولايات المتحدة ، وتجاوزت إلى روسيا ، التي كانت تلقت الضربة الأعنف ، بعدما قام بتفجير طائرة تابعة لها فوق سيناء
في أكتوبر الماضي ، وكان أصدر إعلانات واضحة تشير إلى نيّته في تنفيذ هجمات أكثر قساوة ، تصل إلى إستهداف البيت الأبيض في واشنطن ، بما يعني أنّ للتنظيم قوّة خفيّة ، تكتب له نجاحات غير عادية ، وبالمناسبة ، فقد سبق وأعلن التنظيم ، عن تهديدات خاصة بإسرائيل وباللغة العبرية ، كونها تحصل على سياسة خاصّة لديه ، والتي وُصفت من قِبل مسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي ، بالخطيرة جداً ، سيما وهو يلامس حدودها ، وكانت إسرائيل قد شعرت بتلك التهديدات وتأثرت بها ، بعد فترة طويلة من إستبعادها تهديدات سابقة ، نتيجة معلومات مخابراتية وثيقة، فقد اعتقد وزير الأمن الإسرائيليّ " موشيه يعالون " بأنّ تنظيم الدولة ، لا يُشكّل تهديدًاً على إسرائيل لاعتقاده – ربما- لانشغاله في مهمّات قتالية أخرى .
إسرائيل تعلم بأن دورها سيأتي في وقت ما ، وليس من جبهة واحدة ، بل من ثلاث جبهات، من الشمال من جهة هضبة الجولان والجنوب من ناحية سيناء ، وفي أنحاء العالم حيث تتواجد الجماعات والمؤسسات اليهودية ، وفي ضوء أنه لا يحتاج
إلى مبررات مقبولة ، لتمرير هجمات مختلفة ضدها ،
بسبب أن هذه في عقيدته كما أعلن مؤخّراً ، لذلك فهي من أكثر الدول رغبة في إظهارها الاستعدادات الخارقة ، للتعاون مع الأجهزة الاستخباراتية والأمنية في مختلف الدول الأوروپية وغيرها ، وخاصة في شأن الاشتراك بالحرب ،
أو بشأن مهمّة العثور المُسبق على أشخاص متهمين في نشاطات معادية ، وبرغم إدّعاءات روسية بأن أكثر من 40 دولة تعتبر داعمة للتنظيم ، فإن إسرائيل إلى الآن تعتبره
عدو صغير ، ليس له دعم من أي دولة ، وليس له أرصدة شعبية في المنطقة ، وتصِف أن بالإمكان ردعه بسهولة ،
ودون اللجوء إلى الاعتماد على قرار مجلس الامن الذي نص
على الخروج إلى حربٍ ضده ، واذا كان الحديث يدور عن أنه عبارة عن عدّة شبكات مُتحالفة ، فليس معنى ذلك – في نظرها - أن بإمكانه إقامة دولة ذات حياة ، وسواء على الأرض التي يسيطر عليها ، أو في أماكن أخرى ، ولكنها بنفس القدر تعتبره خطيراً مميزاً ، بل وأخطر من أي تنظيمٍ آخر ، كون أفعاله وتهديداته أكبر من حجمه ، وأكثر
من قاسية ، يجب أن نُذكّر ، بأن تهديدات التنظيم، وبغض النظر عما إذا كان متواجداً فيها أو لا ، كانت قد سبقت
إلى الدول العربية ، وخاصة ليبيا ومصر وتونس والأردن وغيرها ، وقام بتبني هجمات دموية ضدها ، الأمر
الذي جعلها تستنفر ما لديها من وسائل وتجهيزات ،
بهدف مكافحته والقضاء عليه ، وكانت المملكة الأردنية ،
قد قررت الاستفادة من رسو البارجة الأمريكية( آرلينغتون ) في نطاق أن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن وسلامة المملكة والدول الحليفة الأخرى .