العيــدُ ...كانْ
فهد إسحق
أمّهــاتُـنــا أخـواتُــنــا الأســيـراتْ,,,,
تـنّـوركُــنّ قـلبـي المُـنتـظِــرْ
فهـل اخـتمــرتْ عجيـنـةُ العيــد .؟!
من كــروم قــلــوبِ شــعـبي أقـطِـفُ أحــزاني..
أعصِــرُهـا و أُخــزِّنــُهـا فـتـخـتمِــر
لأقـدّمهـا نبيــذاً على طـاولـة الـــرّب
يــوم الـدّيـنـونـة .
قُـبـلتــكِ لم تعُـدْ كالأوّل
مُنـذُ أن قـلّـمـتِ الحـربُ أعشــاش الكُـروم ....
النّـهــرُ ليس نهـــراً
مـا دُمنــا الجَـرَيــان ْ...
عشِـقنـا الحقـول ...
لأنّ الـرّاعي كان يُغـلِـقُ سِــتار مـواسِمهـا بثُـغــاء الأغـنــامِ
ويقطِـفُ من كــرْمِ الغــروبِ شـهـقــة الـتِّــلالْ ..
عـندمـا كنّـا صغـاراً ..
كان النّهـر يجري كلهفتِـنـا النقية نحـو الألعـاب
والبساتين تبدو خضراء حتى في فصلي الخريف والشّـتاء.!
كانتِ الغيـوم تسبح مثلنـا في سمـاءٍ من أحــلام
وحقيبة قـلـوبِنــا مـمتـلئـة بألـوان المحـبّـة وقرطاسيـة الصـداقـة..
وعندمـا كبـرنـا ..
تـوقّـف النّهـر وصمتتْ جميع الفصـولِ عن الغِنـاءْ
وتحـوّل صيـاحُ الـدّيـكَـةِ وزقـزقـة عصافيـرالفجـر
إلى عويـلٍ ونُـبــاحٍ وعــواءْ ..!
العيــدُ ... كـانْ
يتـمرجـحُ بين شريانٍ وشريانْ على ضفاف تلك القـلوب الطيبّة البسيطة التي لم تؤذي في حياتهـا بشر...
على تلك الوجوه النّـورانية التي فرشت ابتسامتها على طاولة الـعُـمـرْ
لتُشـبِع بمحبّتـهـا الجيـاع والمحتاجين من كلّ صـوبٍ وحـدب ..
كان في الدّخــان المتصاعِد من تنـانيـر القُـرى المُتـنفّسـة برئـة أُمّهـاتٍ قِـدّيســاتْ.....
العيـدُ كـان .. ذلك الزمـن النّقي الـوديع الذي مضى بـريئـاً وأضـاع درب العـودة ثانيةً .
* * *