ما اشد عذاب الام التي لا تستطيع ان تحضر جنازة ابنها
اخيقر يوخنا ( في حوالي السابعة صباحا من يوم الاربعاء ١٤ من الشهر الماضي وصلت الى بيت اخي لورنس في ديترويت قادما من شيكاغو وفي طريقي للذهاب الى كندا لزيارة والدتي واخواني هناك
وما ان طرقت الباب وانتظرت لحظات حيث لم يفتح الباب وضعت حقبيتي على الارض واخرجت المفتاح من جيبي وفتحت الباب
وما ان دخلت غرفة الاستقبال حتى رايت اخي لورنس ممددا على القنفة جامدا مفارقا الحياة
وهنا جن جنوني وتجمدت عن الحركة وتوقف تفكيري وغرقت في بكاء بصوت عالي وبعد حين اتصلت بالطواريء
وما هي الادقاءق حتى دخل رجال الاسعاف الى البيت وبعد فحص الجثة قال لي المشرف اسف لا نستطيع عمل شيء
(
وبعد ذلك اتصلت باخواني في كندا واخبرتهم بما حدث (كما جاء في وصف اخي الاصغر ميخاءيل الذي يعيش في شيكاغو
وفي كندا وباسرع ما امكننا رتبنا امورنا للسفر الى ديترويت
ولعل اصعب شيء واجهناه هو كيف نخبر الوالدة وهي كبيرة السن في عقدها التاسع من العمر تقريبا
وكما يقال فان قلب الام دليلها حيث قالت يا ترى لماذا تريدون الذهاب وبهذة العجالة الى ديترويت اذا لم يكن قد حدث شيء لابني لورنس
ووجدنا انفسنا امام الامر الواقع لنخبرها بالخبر المولم
وبعد ذلك ونحن في طريقنا الى ديترويت تلقيت مكالمة هاتقية من احد الاقارب واخبرته باننا في طريقنا الى ديترويت وان الوالدة معنا وهي لا تملك جواز السفر
فقال لي
انهم لن يسمحوا لها بالدخول وقد يمنعنوكم انتم ايضا من الدخول والافضل ان تذهبوا انتم وتتركوها هنا
وكانت والدتي تسمع الحديث وصرخت باكية انا سوف اذهب مهما كان الامر
كيف لي ان لا ارى ابني في يومه الاخير. يا رب لماذ ا لم تاخذني انا
وبعد بعض الوقت رجوتها ان تبقى حتى نتمكن نحن من الذهاب
ولم يبقى امامها الا الغرق في بكاء طويل ومتواصل
وذهبنا الى ديترويت واتصلت بالاب امير بريخا راعي كنيسة مريم العذراء ( كنيسة المشرق الاشورية ) في ديترويت حيث ساعدنا هو وكل اعضاء الهيءة الادارية للكنيسة في ترتيب كل امور الجنازة والدفن والطقوس الكنيسية الاخرى
ثم رجعنا الى كندا لنستقبل المعزيين
وكما نقر جميعا ان الموت مسالة طبيعية تنال منا جميعا نسنتنج منها بان الحياة بكل ما تحمله من متاعب وهموم وافراح واحزان تنتهي فجاءة في حفرة عميقة مظلمة
ولكن ان تحرم الام من حضور مراسيم دفن ابنها بسبب عدم امتلاكها لجواز السفر فان ذلك العمل هو عذاب شديد
واخيرا ليس لي الا ان اشكر نيافة مار عمانويل يوسف مطران الكنيسة الاشورية في كندا ونيافة مار توما وكل رجال كنيستنا وكل المعارف والاصدقاء الذين قاموا بواجب التعزية ونشكر كل الذين اتصلوا بنا هاتفيا او راسلونا او كتبوا عن الراحل لورنس
اننا من التراب والى التراب نعود