المحرر موضوع: إرتهان اقليم كردستان لأرادة أردوغان !  (زيارة 912 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل احسان جواد كاظم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 420
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
إرتهان اقليم كردستان لأرادة أردوغان !
احسان جواد كاظم
تناقضت تصريحات مختلف الاوساط في اقليم كردستان العراق الادارية منها والعسكرية من اجتياح قوات تركية للاراضي العراقية وتمركزها حول مدينة بعشيقة التي تسيطر عليها البيشمركة وتخضع رسمياً وادارياً لسلطة الحكومة الاتحادية,  بين من يقول بأنها دخلت بأذن من الحكومة الاتحادية العراقية وبين من ينفي معرفته بدخولها كلياً كما اعلنت قيادات من البيشمركة, وآخرون يدّعون بأنها قوات تدريب موجودة من سنين وبعلم الحكومة الاتحادية مع ان طبيعة القوة وحجمها ومستوى تسليحها, لايمكن اعتباره لأغراض تدريبية. وفي نفس الوقت الذي اعلنت وزارة الدفاع التركية بأن هذه القوات هي لتقديم التدريب والمشورة للبيشمركة, جاء تصرح وزير الدفاع التركي مخالفاً لما اعلنته وزارته بقوله: " ان هذه القوات هي لتأمين سلامة المدربين الاتراك في كردستان ضد داعش ". وبالتوازي مع هذه التصريحات المتناقضة للطرفين التركي والكردي اعلنت الرئاسات الاتحادية الثلاث رفضها للتواجد التركي وعدم شرعيته كونه جاء بدون الاتفاق والتنسيق مع الحكومة الاتحادية صاحبة الشأن ويجب على هذه القوات الانسحاب فوراً من الاراضي العراقية. جهات اعلامية تركية اكدت بأن دخول القوات التركية الى الاراضي العراقية كان بموافقة من رئيس اقليم كردستان مسعود البارازاني.
,مما هو معلوم وفي غمرة مشاريع قيادات الاقليم للاستقلال عن العراق, رفضوا ان تطأ اقدام جنود الجيش الاتحادي العراقي اية اراض يسيطرون عليها وهددوا بقطع يد كل من يتطاول على مناطقهم ( تصريحات المدير العام لوزارة البيشمركة جبار ياور ), والمقصود هنا بالتحديد قوات الحكومة الاتحادية الذين هم جزء منها في حين لم تلحظ عيونهم توغل الجندرمة التركية الغير شرعي الى مناطق خاضعة لهم ومن منفذ ابراهيم الخليل الحدودي بدون ادنى احتجاج.
ان دأب قيادة الاقليم على خلق الازمات والتجاوز على صلاحيات الحكومة الاتحادية حد قيامها بتهريب النفط العراقي, كما اشار الى ذلك وزير ثروات الاقليم آشتي هورامي, يجعلها تتناغم مع مطامع اردوغان التوسعية, وارجحية اتفاقهما على تأزيم الوضع الداخلي العراقي وفي المنطقة وليس قتال داعش, خصوصاً بعد الاطاحة بالحلم التوسعي التركي في سوريا وتدمير مصدر تجارة تركيا النفطية مع داعش بفعل الضربات الروسية القاتلة, في الوقت الذي يشهدون فيه تنامي قوة القوات المسلحة العراقية والتقدم الذي تحرزه على حساب دواعش الدولة الاسلامية على كل الجبهات وتحريرها لمناطق شاسعة من براثنهم, وهو الامر الذي يزعجهما كليهما, القيادات الكردية التي تتمنى بقاء الجيش الاتحادي ضعيفاً واهناً وتركيا اردوغان التي لاتود خسارة حلفائها الدواعش للحرب.
من المؤكد ان ارتهان سياسات قيادة الاقليم في اربيل لمطامع اردوغان, وقبولها بتواجد قواته على الاراضي العراقية يكمن في كون الحدود التركية هي المنفذ الوحيد لتهريب النفط العراقي وجني الاموال في ظل ازمة مالية خانقة يعيشها الاقليم, ثم لخلط الاوراق لتأجيل الاستحقاقات الدستورية في الاقليم المتعلقة برئاسة السيد مسعود البارازاني المنتهية ولايته . وكذلك لتطمين مخاوفها, من جهة اخرى, من تنامي شعبية البه كه كه في اوساط الاكراد العراقيين, مستغلة حاجة اردوغان الى حماية طرق مرور شاحنات النفط العراقي الذي تسرقه داعش من آبار النفط العراقية بعد ان فقد مصادره في سوريا كما اسلفنا, لتضرب عدة عصافير بحجر واحد.
ان مساهمة قيادة الاقليم في توتير الاوضاع في هذه الاوقات العصيبة لن تكون في صالح شعوب المنطقة ومنها شعبنا الكردي لان اي تطورات دراماتيكية سوف لن توفر اراضي الاقليم من التأثر بنتائجها السلبية كما اراضي المنطقة كافة.
فما يتحقق بالسلام طويلاً, يتبدد بالحرب بلحظة.