المحرر موضوع: مفارقات أمام 2016 الكبيسة  (زيارة 1148 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جوليت فرنسيـس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 272
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
مفارقات أمام 2016 الكبيسة
« في: 02:07 31/12/2015 »


مفارقات أمام  2016 الكبيسة
ونحن نستقبل  العام الجديد 2016 ,نجد هناك من ظلموا وفقدوا ذويهم  وأرضهم ,وهناك الاحزان والدموع والنازحين والمتألّمين والمهمّشين ,هناك العنف وقتل البراءة والاطفال والنساء والعجّز.هناك أجواء العدائية والكراهية.وهناك الترف بالسرقة من الاموال العامة ,بجنب هذه الاشواك ينبت زرعا جيدا حيث المباركين من الله كثر بنعمه واحساناته من كل الاديان  والاجناس يتطلعون الى أعمال الخير والفضيلة.
 في الدنيا ناس يحبّون الحياة ويتمتعون بها لانها محددّة  هو عمر واحد ومراحل زمنية تختلف من الطفولة والشباب والشيخوخة فعلى الانسان التمتع بمرحلته بالعطاء والخير, وناس يحبّون الموت اما قد تورّطوا أوبسبب المال والمغريات أولاسباب اخرى مع الاسف . ما يدهش العالم اليوم ازدياد محبّي عيش أعمال الرحمة الالهية ,فقد بيّنت نواياهم الطيبة والحسنة جعلوها من الارهاب فرصة للخدمة ,فالغني يختبر ويخرج من قوقعته وحبّه للمال عندما يرى فقيرا وكيف يتصرف معه,  وستتعزّزهذه الاعمال مع سنة الرحمة الالهية التي دعا اليها البابا الاعظم ليقدموا أعمال محبة ورحمة للانسانية ان كانت ملموسة مادية  للمحتاجين والعريانيين والجائعين والمرضى  ,أو روحية معنوية تعزّي القلوب وتهدي التائه الى درب الحق وترشد وتعلم وتفرح الاطفال مع بابا نوئيل  وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة  .اذن  هذان خطان متوازيان خط الرحمة  اكيدا سوف يطول وينتصر:

رغم قسوة قلوب البعض وفقد الرجاء نرى هناك المتفائلون يعملون بجدية لتغيير الواقع الى الاحسن كما قال احد المفكرين (أهم شئ في الحياة ألّا تبقى متفرجا)  قالوا حين يؤذيك الاشخاص غادرهم وحين تملّ  ابتكر فكرة جيدة  جديدة وحين لا يعجبك المكان استبدله, لكي لاتسلب الاشياء الجميلة ولاتسلب الحياة الحرّة ولافشال  فكرالمرضى النفسيين والمتشائمين الذين باعتقادهم  لهم الحق اليوم  في كل مايجري  من الظلم  كادوا أن ينتصروا لولا الايمان باله المحبة.انشاء الله  العام الجديد 2016 القادم  المجهول يغيرشيئا و يساعد الجميع ليتغلبوا على الصعاب ,الاقلّية منقسمة والدين مقسّم ,المجتمع مجزّأ والعائلة مفكّكة والشخص الواحد مشتت الافكار ماذا جرى ؟.اليوم اراك ياربي طوق النجاة وفرجا للمتضايقين ,والكل بانتظار بصيص أمل ينقذهم ليعودوا الى بيوتهم  وأديرتهم التي اشتاقوا لاصوات أجراس كنائسهم وأجراس بيوتهم التي ماكانت  تصمت وتجمعهم بالمحبة ,الى الارض التي آنتزعت منهم ظلما وطمعا وحقارة , أمنيات البشر فشلت نريدها في هذا العام رحمة من الله  وسنة  التآخي  والاحترام للشعب كله  .       
ننتظر من السنة الجديدة  2016  (الكبيسة )التي تزيد يوما على السنة العادية  على شهر شباط ليصبح 29 يوما والرقمين الاخيرين تقبل القسمة على اربعة بدون باقي هكذا المعروف عن السنة الكبيسة في كل اربع سنين . ولكن  يوم واحدعند رحمة الله علينا كثير ليزف بشرى  للشعب  بشرى الفرح والسلام والعز والكرامة ,لا اقتحام  البشر  لمال وعرض غيرهم ,كما نعرفه من معاني التكبس والكبيس بالمعنى لغة وتعبيرا في القواميس  ,  تكبّس على الشئ يعني اقتحم عليه بشدة  وتكبّس الرجل يعني ادخل راسه في قميصه لعدة اسباب , فالله يستركما يقال  من التكبيس في السنة الكبيسة هذه  ,نرجوأن تكون أيامها ولياليها بردا  وسلاما وتحريراعلى العراقيين والتي ظهرت بوادرها بتحرير الرمادي  قبل انزال هذه المقالة نشكر الله  نتطلع الى تحرير الموصل لان المسيحيين و اليزيديين والاقليات الاخرى والصابئة يعيشون في وطنهم ما غيره في أسوأ زمن .

يقال لا تستخف بحلم ما فمعظم المعجزات كانت بدايتها مجرّد أحلام فليجرب كل انسان  اليوم  في بداية عامنا الجديد أن يحلم  بأحلام وردية لترجع أمجاد المسيحية وكنائسها وحضارتها  في الموصل وقراها والعراق كله والسلام في العالم مع الصلاة واشعال الشموع ,وأن يحلم لتكون كل القلوب فرحانة و النفوس راضية وسعيدة  وكل المواضيع تتم على خير وبركة وبنهاية عام 2015  تبقى نهاية الاحزان. نحلم بالماضي وبالتاريخ  القريب الذي كان التلاميذ يقرأونه والمدرسين يدرسّونه ليعود .عند تأسيس الامم المتحدة و بمؤسسيهم الخيرين بعد الحروب العالمية والدمار  اقتبسوا من الكتاب المقدس شعارهم "حوّلوا سيوفكم محاريث ورماحكم مناجل"وبعدها توالت المنظمات الانسانية الاخرى ,فأسسوا النواة التي تدافع عن المظلوم , وضعوا قوانين تحكم ما بين الامم  بالعدل, أنشدوا نشيد السلام والعمل وجلبوا رسالة للعالم  منادين بها عاليا مع الاناشيد الوطنية مخاطبين الاشرار حوّلوا سيوفكم محاريث ارض  خصبة صالحة مثمرة  للعيش الكريم , ورماحكم مناجل لتحصد حنطة وشعير ودولارات حلال وبعرق الجبين وتسبحواالرب بفرح كما كان الحاصدون يغنّون في الحصاد فرحين . ما ألّذ وأطيب تلك العملية  وما اكره الاجبارعلى امور لا تؤدي الى بناء الوطن  كما نرى عن الحجاب للمسيحيات او أسلمة  الاطفال بسبب المشاكل العائلية او الجزية وغيرها في الوطن العزيز..صراخك  يا سيدي البطريرك ساكو سيبقى في الاذان و  يدغدغ الضمائر الحيّة لتصحو . 
الناس يريدون في كل عام أن يقدموا  التهاني والتبريكات  لأحبتهم  وأكثرية التهاني تِكون  ناطقة بالفرح  لها دوافع روحية نابعة من الاعماق تدعو الى زوال القلق والخوف والتردد من الاحبة الذين فقدوا  شيئا عزيزا واصيبوا بجروحات غيّرت حياتهم وعزتهم ونالوا مانالوه من الاحزان لعوائلهم ولجيرانهم وأهلهم وأصدقائهم , ولكن اين تلك الدوافع اليوم التي تحرم الانسان حتى من  أبسط الاموروالاحتفالات والافراح,مع هذا  فقد حاول الكثير من الشرفاء العراقيين يشكرون أن يزرعوا الحلول المناسبة النزيهة لتزول عنهم هذه  الغمة السوداء وليعم السلام والامان ولا زال الشعب  بالانتظار
وكل عام وانتم بالف خير

                          جوليت فرنسيس من السويد/اسكلستونا