الاخ والصديق الاستاذ جان يلدا المحترم : سنة ميلادية جديدة مباركة عليك والعائلة جميعاً
أخي الغالي جان :
تبقى الذكريات المخزونة والموثوقة في عقل الانسان وقلبه هي الجسر الذي يعود بنا الى الاحداث والفعاليات و الانجازات وكل الماضي الجميل وتجارب العمل القومي الناضج التي نحّنُ اليها بين حين وآخر حيث نجد هناك المحبة الصادقة والصداقة المخلصة والفرح والبهجة البريئة التي بتنا لا نجدها كثيراً في حياتنا اليوم نحن من كان لنا أشواطاً ومراحل من ماضي الوطن وعشنا معاً في كنفه في سراءه وضراءه.
أخي العزيز جان : الذكريات ليست ماضي فقط بل أن تجاربها يمكن أن تكون دليلا الى المستقبل أيضاً . فعندما نسرد قصص ذكرياتنا فأننا نقول عن أفعالنا وقدراتنا وأمكانياتنا ومشاكلنا وأخلاقنا و شخصياتنا وأفعالنا وثقافتنا في الماضي. وهذه الذكريات والقصص يمكن أن تصبح دليلاً جيداً لتقودنا الى ماذا يجب أن نفعل غداَ وكيف سيكون مستقبلنا وكيف يجب نخطط له أذا كان هناك هفوة أو تاخير .
ولذلك ترانا اليوم عندما يجد الفرد منا بأنه لن تكون له فرصة آخرى مع أماله وتطلعاته و مشاريعه وأصدقاءه ومحبيه التي ضيعتها الهجرة والاحداث والهروب المستمر ؟ يشعر بألم وحزن يدعوه الى القنوط واليأس. ويفضل أن يتخلى عن الانتظار على هذه المشاعر بل يطلق لها العنان ويسردها كذكريات جميلة ومذهلة لانها سيرته الذاتية .
أنا شخصياً كنت ملازماً لهذه الفرقة في هذه الفترة مع البقية . حيث كنت لاعباً في فريق النادي لكرة القدم وأحد أعضاء اللجنة الاجتماعية التي كانت تدير هذه النشاطات وتوفرأحتياجاتها مع العديد من الاصدقاء منهم الاخ أويشا أليشا وأدور يارو والمرحوم الصديق زيا بنيامين والصديق دانيال خوشابا وغيرهم .
الفنان زيا البازي هو أخي ويكبرني بسنتين ويعتبر من الفنانين الذين يمتلكون قدرات فنية تمثيلية بارعة ومبدع في الحوار وسرعة البديهية وموهبته الفنية الفطرية أعطته القدرة لأداء أدوار مختلفة وبنجاح . بالاضافة الى قدراته في كتابة الشعر باللهجة العراقية الشعبية وكذلك بلغة الام . وقد تمكن من أمتلاك هذه القدرة من خلال المطالعة المستمرة وقراءة المسرحيات وحضور الفعاليات الفنية المختلفة ومتابعة شؤون الفن والفنانين التي ساعدته للأعداد في موهبته الفنية التي يحسد عليها .
أخي العزيز جان المحترم :
ساحة الفن المسرحي لشعبنا كانت وماتزال ضيقة وصغيرة فلم يكن من السهل أن يحترف الفرد من شعبنا هذا النوع من الفن . لعدم وجود المؤسسات الفنية الخاصة الراعية لهذه النشاطات ولصعوبة متطلباتها من جهود وادارة المسرح وتجهيزه وتوفير اماكن التدريب وغيرها . لذلك نرى أن اهتمام أبناء شعبنا بالفن المسرحي أعدادهم محدودة قياساً الى الاهتمام بالرياضة والغناء وبقية الفنون.
وحينها في السبعينيات من القرن الماضي قامت بعض المؤسسات الثقافية والاجتماعية والكنسية والرياضية لشعبنا برعاية هذه النشاطات هنا وهناك . وكان النادي الرياضي الاثوري سباقاً في رعاية النشاطات الثقافية والاجتماعية والفنية بجانب دوره الفاعل في دعم النشاط الرياضي لشعبنا الاشوري وقد عمل رئيس النادي السيد بنيامين صموئيل وادارة النادي حينها على توفير كل السبل لانجاح هذه الحركة الفنية حيث حينها أصبحت هذه النشاطات أسبوعية وهو ما يعبر عن ضخامة الجهود التي كان يقوم بها أعضاء هذه الفرقة .
أن العمل المسرحي تكمن صعوبته أولاً في خلق الفكرة التي تجذب وينسجم معها المشاهد ومن ثم كتابة السيناريو وتوزيع الادوار أعتماداً على قدرات وأمكانيات الممثلين وبعدها تجهيز المسرح ثم رسم وتصوير حركة مجموعة من الممثلين وأداءهم على خشبة المسرح مع الالقاء بتناغم يجذب ذهن وعين المشاهد والفنان الناجح هو الذي تكون له هذه القدرات و يمكنه أن يتحمل هذه الجهود ليخلق علاقة مع الجمهور من خلال ثقته بانه يعكس حاجات الناس ويجد طريقه الى فكرهم ومشاعرهم . وهو أيضاً الذي يستطيع ان يجعل المشاهد أسيراً لحركاته وكلماته ومتوقعاً شيئاً جديداً وحركة فنية مفاجئة وقديرة . والفنان زيا البازي أمتلك هذه الموهبة وكان ملتزماً ليكسب ثقة ومحبة جمهوره من خلال محبته للمسرح وتفسيراته ومهارته الكبيرة .
أسف عن الاطالة أيها العزيز جان وانا اترك لك البقية وانا على يقين بانك تمتلك الكثيرلتقوله في هذا الشأن مع تقديري ومحبتي
أخوكم : آشور ديشو
أنقل لكم هذا الرابط : وهو لقراءة شعرية باللهجة العراقية بأسم
أنا والحرامية ) للفنان زيا البازي
https://www.youtube.com/watch?v=M_-mlzjG3A8