المحرر موضوع: أَبُو سُكينة وجَمَاعَةٌ ألأنَّنَو!  (زيارة 865 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف أبو الفوز

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 680
    • مشاهدة الملف الشخصي
الكلام المُباح (106)
أَبُو سُكينة وجَمَاعَةٌ ألأنَّنَو!
يوسف أَبُو  الفوز
طيلة سنوات الديكتاتورية البعثية البغيضة، وحين يحل عام جديد ،اكتب لاصدقائي ومعارفي بطاقات تهنئة، اسجل فيها "امنيات طيبة بالعام الجديد والمزيد من الصحة والنجاحات ". ويتقدمها دائما " أمنيات لابناء شعبي بالخلاص من الديكتاتورية وحياة اقل قسوة في وطن حر سعيد ".  سقط التمثال ، وأمسكوا الديكتاتور مثل الجرذ مختفيا في حفرة، وجاءت "حكومات وطنية" ما بعد "التغيير"، لكن الامنيات ــ للأسف ــ لم تتغير سوى في ترتيب بعض الكلمات. ما زلت اكتب امنيات لابناء وطني "بالخلاص من عصابات الارهاب وسلطة المليشيات وحياة اقل قسوة في وطن حر من الفساد ومعادلات المحاصصة" !
في زيارتنا الدورية، لبيت صديقي الصدوق أَبُو سُكينة، عرضت افكاري هذه أمام جَلِيل، الذي كان متفائلا كثيراً بقدوم العام الجديد. كان يرى :
ــ ان الانتصارات المتوالية ضد المسخ المسمى " الدولة الاسلامية في العراق وسوريا " ستعطي القوات المسلحة زخما عاليا للاستمرار في تحقيق انتصارات نوعية على عصابات الارهاب التي تستبيح اراضي الوطن، وما دامت معادلات سطوة الارهاب بدأت تتداعى، فأن معادلات سطوة الفساد والمحاصصة لابد ان تلحق بها، فالامور مترابطة يا صديقي !
كان جَلِيل متحمسا :
ــ  أن الشعب لا يمكنه السكوت طويلا عن نهب مستقبله من قبل اي قوى تعتاش على ازمات البلاد . ان الجماهير التي تشارك في الحراك الجماهيري ولفترة اكثر من 18 شهرا سيشتد عودها وتكبر مطاليبها ولن ترضى بالقليل وسقف الاصلاح لابد ان يكبر ويتسع ! 
لم أكن متشائما ، كما ظنت سُكينة ، لكني كنت اطرح اسئلة وهواجس. أدرك ان المهام جسيمة وان الحركة الاجتماعية العراقية، اذ ابدعت في حركة الاحتجاج السلمي، فلابد ان يكون لها نفسها الطويل، فلا يمكن  بلوغ الاهداف بيوم وليلة.
وكان أَبُوجَلِيل وأَبُو سُكينة يتابعان حديثنا بأهتمام، ومسح أَبُوجَلِيل بأطراف اصابعه جانبي فمه، اشارة لرغبته بالحديث، وفورا سأل أبنه :
ــ وهل تعتقد ان السياسيين ، الذين لا يملون من الظهور في شاشات التلفزيون، والذين لا يشبعون من النهب يمكن للمظاهرات ان تزيحهم بسهولة؟ اعرف أن داعش لابد ان تزول بعزيمة ابطال القوات المسلحة وشهدائها الخالدين ، لكن "ماعش" شلون وياها ؟!
وتنحنح أَبُو سُكينة وخاطب أَبُوجَلِيل مباشرة : يا صاحبي ، خليك متفائل بالعام الجديد، وروح ابوك هاي شباب التحرير والمحافظات راح يشلعون "ماعش" ومن لف لفهم من الفاسدين عروقهم ... هاي الشبيبة العراقية صاحبة الصولات والجولات... استعمار بريطاني وما قدر عليها... ديكتاتورية البعث وما قدرت تخفي صوتها ... قول لي صدام وفرانكو وهتلر وين صاروا ؟.. التأريخ لا يرحم المجرمين . أنا وياك ما راح نلحق ونشوف ألايام السعيدة  القادمة ... بس وراسك راح يأتي زمن الذي فيه دبكات الفرح ما تتوقف يوم بساحة التحرير ، وكل  واحد من هؤلاء الذين  يطلعون بالتلفزيون ويعوج فكه وما يعرف بس "أننو" و"حيثمو" ما راح تشوف شكله إلا بأسوء صفحات كتب التأريخ ... خلوني أمد رجلي زين !