المحرر موضوع: ولازال التحقيق مستمراً .. !  (زيارة 791 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل علي فهد ياسين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 467
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ولازال التحقيق مستمراً .. !

أعادت محكمة غسيل الأموال والجريمة الاقتصادية ملف ( أرشيف اليهود العراقيين) الى الواجهة، من خلال اعلان القاضي (سهيل نجم) عن التحقيق مع (موظف عراقي) متهم بتسليمه الأرشيف الى الجانب الأمريكي !.
الأمريكيون الذين دخلوا بغداد (بعد هروب الجرذ الملهم وعصابته) دون مقاومة، كانوا على دراية بأهمية مواقع (الغنائم) وخرائط الوصول اليها، وكانت أقبية المخابرات المُخزّن فيها أرشيف اليهود العراقيين واحداً منها، وكانت مجموعة متخصصة بهذا (الكنز) ترافق قوة الاحتلال لنقله الى أمريكا، بحجة ( صيانته) من الضرر الذي تسببت به مياه الغمر نتيجة الضربات الجوية على موقع قيادة جهاز المخابرات العراقية في حينه !.
لقد تحول هذا الملف الى (مسلسل تركي) بامتياز، فقد تعهد الأمريكيون باعادته للعراق في 2007، ولم يتحقق ذلك، ثم أعلنت وزارة الثقافة عن اتفاق مع الجانب الأمريكي في الثالث عشر من أكتوبر عام 2010، يقضي باعادته في العام 2014 ولم يتحقق ذلك أيضاً، وطلب الجانب الأمريكي تأجيل موعد التسليم عامين اضافيين ليكون التسليم في العام 2016 ، ولم يؤكد الامريكيون ذلك.
أرشيف يهود العراق يكتنزوثائقاً ونفائساً عراقية قبل أن تكون(يهودية)، هو جزء من تأريخ العراق بفسيفسائه الملونة بالعرقية والاثنية والدينية، وهو ثروة لاتُقدر بثمن، تسند الوطنيين الحقيقيين في العراق، وتُعري الخونة والوصوليين وسُراق التأريخ والمال العام والدجالين والمنتفعين والطارئين على السياسة والثقافة العراقية الأصيلة،وتأنفُ عن منح المحتل أوسمة تحريرها من الدكتاتورية ، لأنها على يقين ثابت بأن المحتلين على مرالتأريخ، أعداء للوطنية .
المضحك المبكي أن صحيفة (اسرائيل تايمز) كانت وثقت أحتفالاً مهيباً بوصول (مخطوطة التوراة العراقية) من أمريكا الى تل أبيب في مثل هذا الأيام من العام 2015 ، وفي حينها لم يُعلق الامريكيون الذي يُفترض أنهم ملتزمون باتفاق مع وزارة الثقافة العراقية، ولم تُعلق ( جهة عراقية) ولاوزارة الثقافة على هذا الخرق لفاضح للاتفاق مع ( الأنذال) !.
دعونا نعبرهذا (اللعب) الأمريكي على تأريخنا وحاضرنا ومستقبلنا، وننتقل الى واجباتنا في مواجهته، وتعالوا(نفحص) أداء مؤسساتنا القانونية في هذا الملف تحديداً، الذي يعلن فيه قاضي محكمة غسيل الأموال والجريمة الاقتصادية، التحقيق مع موظف عراقي بتهمة تسليم( أرشيف اليهود العراقيين) الى الأمريكيين، بعد هذه السنوات الطويلة على الحادث، دون الأخذ بنظر الاعتبارظروف استيلاء الامريكيون على الأرشيف ونتسائل، من هو هذا الموظف الذي تريده المحكمة أن يكون ( البطل العراقي) الذي يرفض تسليم الأرشيف للمحتلين ؟؟!!.
وأذا سلمنا بأن هذا الموظف المتهم كان( متواطئاً) مع المحتل، فأين منه أذناب الأمريكيين الذين كانوا ولازالوا خدماً لأسيادهم على مدى العقود الماضية، خلافاً لادعاءاتهم الاعلامية المكتضة بالوطنية ؟!، ولماذا لم يُحسم ملف ( جريمته) طوال هذه الأعوام ؟، ولماذا لم ينتهي التحقيق فيه ولازال مستمراً ؟!.
لقد تأكد بمالايقبل الشك للعراقيين والعالم أن العنوان الأبرز للفساد والخراب هو عراقي بأمتياز، لكن الجديد في ذلك هو تأكيده علناً من جهة قضائية يُفترض أن مسؤوليتها القانونية والاعتبارية والوطنية، هي التصدي له وليس الاعتراف به وتكريسه !.
اذا جمعنا مصائبنا نحن العراقيون في عنوان واحد، فأن أبلغه تعريفاً هو، أن المنطقة الخضراء في بغداد هي رأس البلاء وأطرافه علينا وعلى أجيالنا القادمة !.
علي فهد ياسين