المحرر موضوع: يونان هوزايا كما عرفته  (زيارة 3060 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2496
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
يونان هوزايا كما عرفته
« في: 03:50 06/01/2016 »

يونان هوزايا كما عرفته

يوحنا بيداويد
5 كانون الثاني 2016
ملبورن/ استراليا

رحل عنا الى الاخدار السماوية قبل بضعة أيام صديقاً عزيزاً متميزاً في انتاجه الفكري، ترك اثراً كبيراً على افراد مجموعتنا الثقافية في مدينة ملبورن الا وهو المرحوم الصديق يونان هوزايا. لمن لا يعرف يونان اقول:" كان يونان متعدد المواهب، لذا نال القاباً عديدة مثل الاديب، الشاعر، اللغوي، والسياسي، والصحفي بالإضافة الى مهنته الرئيسية كمهندس ميكانيكي خريج جامعة موصل سنة 1982، حقيقة لا أحب مدح الاخرين من غير استحقاق، ولكن حسب قناعتي ان يونان هوزايا كان يستحق هذه الألقاب بجدارة. وبالإضافة الى جدارته فيها، هناك سببا آخرا مهماً عندي قلما اجده عند المبدعين، تواضعه وبساطته وولعه الكبير في التواصل مع الاخرين مهما كان الاختلاف او الثمن".

تعود معرفتي بالأستاذ الاديب يونان هوزايا الى فترة 1978-1980 من خلال الدورات التعليمية للغة الام التي كانت تقام في جمعية الناطقين بالسريانية قرب منطقة القوة الجوية في بغداد، ومن خلال السفرات، اللقاءات، الزيارات، الحفلات الاجتماعية او مشاهدة كاس العالم لكرة القدم.  لا ابوح سراً ان قلت صداقته مع اخي الأكبر سفردون (اللذان كانا معا في نفس المرحلة الى حين التخرج من جامعة الموصل) قد تركت انطباع عندي أيضا عن حبه للغة والوطن وحفظ التراث.

أتذكر كانت مجموعته (مجموعة زاخو) مؤلفة من الاخوة (نزار، اديب، الياس، سلام، اسكندر، سعيد، كوركيس، بولص، ايليا وغيرهم الذين كلهم كانوا أكبر مني سناً) حينما يحضرون الحفلات سواء كانت (تناول او خطوبة او زواج) او الشيروات (تذكار القديسين) كانوا يحاولون الغناء بالسورث كطريقة لاحياء اللغة.

حينما انهيت مرحلة الإعدادية ودخلت كلية الهندسة (قسم الكيمياء /جامعة بغداد) زادت علاقاتي بالمجموعة وكثير من الأحيان كنت احضر جلساتهم واستمع الى آرائهم الثورية، من هذه الآراء مثلا (كانوا ضد فكرة السفر تماما، كانوا يهمهم تعليم لغة الام قراءة وكتابة، وحفظ التقاليد، زيادة التعارف والتواصل مع الشبيبة الجامعية). لا أنكر كانت اهتماماتي في حينها بعيدة عن اهتماماتهم، كان مركزا على تطوير معرفتي بالفكر والفلسفة بالإضافة الى الدراسة الجامعية، بالإضافة الى ذلك الاهتمام بالتعليم المسيحي مع الإباء الكهنة في كنائس بغداد (كنا حلقة كبيرة من الجامعيين والموظفين وغيرهم)، فلم يكن لي وقت كافي بسبب مسؤولتي في ادارة المحاضرات او القائها او الاستمرار في حضور في اخويتين (اخوية يسوع الشاب في كنيسة مار توما، واخوية ام المعونة في بارك السعدون) بالإضافة الى التدريس لطلاب تناول الاول او تعليم المسيحي.

كنت بين حين واخر احضر جمعية الناطقين بالسريانية التي كان يرأسها المرحوم هوزايا حينها، مثلا كنت حاضرا في معرض الخط السرياني الذي فتح قبل بدا الحرب العراقية الإيرانية بشهر، وكذلك محاضرة المطران جاك اسحق عن الطقس الكلداني وغيرها من المناسبات.

كان يونان هوزايا يعمل بالخفاء، قليل الكلام والتطبيل، يختار الأرض الصالحة لبذر افكاره؟!، محب النكتة والمزاح، والمقالب، يحترم أصدقائه الى اخر درجة يتصورها الانسان. إيجابي دائما، كان يكره المبالغة غير الواقعية، جريء في قول ما يؤمن به.

وحينما فتحنا انا واخوتي (ميخائيل ووليد) تسجيلات اغادير، كان يديرها ابن خالي سلام مرقس (في فرنسا الان) لأنني كنت في الخدمة العسكرية، ووليد طالب جامعة) كان الأخ يونان يزورنا ويجلسون ساعات طويلة يتحدث مع الموجودين هناك، لا uبل كان مشاركا فعالا في مسابقة أجمل اغنية اشورية (التي اقامتها تسجيلات اغادير حينها1994). حتى قال لي اخي الأصغر وليد كانت جريدة (بهرا) التي تصدرها الحركة الديمقراطية الاشورية تصلهم سرا الى التسجيلات.

في ملتقى الأصدقاء الأول الذي أقيم في ملبورن 14-18 كانون الأول 2011 (انظر رابط رقم 1). كنت أحد المشاركين فيه، تبادلنا الحديث كثيرا من خلال أيام الكمب، او من بعد ذلك خلال المحاضرات واللقاءات الفردية والجماعية في مدينة ملبورن، ناقشنا كثيرا من الامر، لا سيما انا كنت أحد مؤسسي الاتحاد الكلداني الأسترالي وسكرتيره (الذي يؤمن بالهوية الكلدانية هي حقيقة ثابتة مثلما هناك مجموعة تؤمن بان الاشورية هي هويتنا وأخرى بالسريان).

قبل عودته الى ارض الوطن، اتصلت بأحد الاخوة لتنظيم لقاء خاص لي معه. فعلا تم اللقاء، وفيه سألته أسئلة كثيرا عن الحركة الديمقراطية الاشورية واستراتيجيتها، عن سبب نقل مركز ثقلها السياسي الى بغداد، معارضتهم لمشروع الحكم الذاتي الذي طرحه المجلس الشعبي قبل ذلك بسنين، وعن السبب الرئيسي لعدم تبني الحركة الاسم (كلدو اشوري) الذي قرره مؤتمر أبناء شعبنا في بغداد تشرين الأول 2003 (طرحت صيغة هذه التسمية  للأول مرة من قبل الشهيد المثلث الرحمة ادي شير قبل 100 سنة من حينها). كما سألته عن كيفية التواصل إذا لم يعد هناك اتفاق او تفاهم بين المؤمنين بالكلدانية والمؤمنين بالأشورية كهوية قومية لوحدها بدون وجود أي اتصال او علاقة عضوية بينهما. أتذكر جوابه جيدا، قال:" مهما يكن او يحصل يجب ان يستمر الحوار والجدال الى ان يتم التفاهم، بمعنى الاتفاق على صيغة ما".

 كنت اسمع اخباره بعد تدهور صحته من خلال الأخ الياس منصور او من خلال صديق الطفولة سرهد خوشابا هوزايا (ابن عم المرحوم) بحيث ان قصيدته (كوينا تما  .. كوينا تاما...) سمعتها من كاسيت أرسلها للأخ سرهد عام 1994 او 1995 قراها في عيد راس السنة في جلسة عائلية قبل مغادرة بعض افراد عائلته بغداد.

في اللقاء الثاني لملتقى الأصدقاء في باريس بداية تموز2013 (انظر رابط رقم 2)، تحدثنا كثيرا وكانت اماسي الكمب مملؤة من قراءة القصائد والغناء وذكر المقالب والذكريات والمواقف المضحكة التي عاشتها مجموعته. أتذكر في أحد المرات قال لي: " ان طريقتك في كتابة الشعر بحاجة الى التطوير، انت تلزم القافية كثيرا، وتحاول جعل المستمع ان يفهمك وهما امران غير ضروريان، ليست مسؤوليتك جعل المستمع يفهم كل مفردة من القصيدة، يجب ان تنطلق الى الفضاء الخارجي المبهم للأخرين؟!!" وانا احتفظ لحد الان بملاحظاته وتصليحاته لقصائدي.

كان لنا امل ان يقام لقاء الثالث لملتقى الأصدقاء في ارض الوطن ويكون الأخ هوزايا هو المشرف لتحضير برنامجه، لكن كما يقول المتنبي (ليس كل ما يتمناه المرء يدركه...) رحل يونان عنا متألما بابناء شعبه من بعد الإبادة الجماعية والترحيل القسري الذي فرضه الدواعش على أهلنا في مدينة الموصل وقصباتها.

حينما سمعت بخبر تدهور صحته للمرة الأخيرة قبل حوالي سنة، صعقت فعلا وحزنت كثيرا، لم اشأ الاتصال به مباشرة وانما اتصلت بعمه خوشابا هوزايا كي نطمئن بل نقدم الاقتراحات لجلبه لأستراليا للمعالجة او أي مكان اخر.

في زيارتي الأخير للوطن لحضور المؤتمر التأسيسي للرابطة 1-3 تموز 2015 قمت بزياته ثلاث مرات، في مساء يوم الأخير زرته وودعته وانا أتذكر هذا اخر لقاء بيننا. اثناء هذه الزيارة طرحت عليه فكرة اجراء مقابلة مطولة عن سيرته الثقافية والسياسية، فوافق عليها وفعلا اجريت المقابلة وتم نشرها بعدما اطلع على النسخة الأخيرة قبل نشرها (رابط رقم3)

شخصيا أؤمن، ان يونان هوزايا، علم من اعلام شعبنا في العصر الحديث بسبب عطائه وتضحياته واخلاقه النادرة، كما قلت سابقا تواضعه واخلاصه وبساطته، عندي كانت هذه قمة المزايا التي تميز بها من غيره من الادباء والكتاب والسياسيين والمثقفين من أبناء شعبنا، الذين يصرون على التظاهر بأولويتهم على الاخرين.

اكتفي بهذا القدر من الكتابة الان، ربما اعود مرة أخرى الى دراسة شخصية يونان هوزايا مرة أخرى في المستقبل.


رابط رقم 1
مخيم الاصدقاء في ملبورن!
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,475510.0/wap2.html

رابط رقم 2
مخيم الاصدقاء الثاني في باريس
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=685019.0

رابط رقم 3
مقابلة مع الأستاذ يونان هوزايا
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,788082.0.html


 




غير متصل LAZAR SAKO

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 65
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: يونان هوزايا كما عرفته
« رد #1 في: 08:59 06/01/2016 »
رحم الله فقيد الشعب الآثوري، المناضل في الحركة (زوعا) يونان هوزايا.

غير متصل ܬܚܘܡܢܝܐ

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 113
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: يونان هوزايا كما عرفته
« رد #2 في: 10:32 06/01/2016 »
الاخ يوحنا بيداويد المحترم

تحية ،

أشكرك على هذه المقالة وبالاخص رابط المقابلة التاريخية مع الراحل رابي يونان هوزايا الذي قدم ورفاقه الكثير لاعلاء شان امتنا ولغتها في ظروف استثنائية صعبة.

تقبل احترامي 

غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2496
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: يونان هوزايا كما عرفته
« رد #3 في: 15:06 06/01/2016 »
 الاخ تخومنايا
شكرا على التعليق
يجب نقيم من يضحي من اجل مجنمعه،
ملاحظة انا هنا اتحدث بصورة عامة
فليس من الحق ان بتساوى اصحاب الملايين مع من يقضي حياته في التجرد والتضحية والتعليم والكتابة والمشاركة في المواقف القومية، او الذي له شهادتين دكتوراه ولا يستفيد منه ابناء شعبنا ذرة من الخدمة.
شكرا مرة اخرى

غير متصل شوكت توســـا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2242
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: يونان هوزايا كما عرفته
« رد #4 في: 15:40 06/01/2016 »
الاستاذ يوحنا بيداويذ المحترم
تحيه طيبه وتهنئه وامنيات زاهره لعام الجديد
صدقا لقدإستمتعت بدقائق قراءتي لمقالتكم بمااحتوته من نبذ معلوماتيه جميله خاصة تلك المتعلقه بالملفان يونان هوزايا, ثم استكملت المتعه مداها في متابعة الروابط المرفقة .
شكرا لكم اخي يوحنا على هذا الجهد الذي سينال حصته كماده دسمه في ارشيف احد أعلام شعبنا الراحل  الاستاذ يونان هوزايا.
تقبلوا خالص تحياتي.

غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2496
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: يونان هوزايا كما عرفته
« رد #5 في: 18:06 06/01/2016 »
 اخي العزيز الكاتب المرموق شوكت توسا المحترم
شكرا لتعليقك الجميل المشجع الذي يجعل القاريء والكاتب  يشعر بانه قرا او قدم شيئا ايجابيا.
بالمناسبة كما قلت في تعليقي السابق انه واجبنا ( كل من يشعر بالمسؤولية) ان يشهد للحق مهما كان مراَ
شكرا مرة اخرى والله يرحم فقيدنا.

غير متصل كوركيس أوراها منصور

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1091
  • الجنس: ذكر
  • الوحدة عنوان القوة
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: يونان هوزايا كما عرفته
« رد #6 في: 04:27 07/01/2016 »
أخي العزيز يوحنا

واجب علينا جميعا أن نكرم ذكرى الراحل الكبير صديقنا الأعز يونان لنكتب عن أنجازاته الكبيرة ونشهد لمواقفه القومية العظيمة ونقول كل جميل بحقه، وكنت وفيا يا أخي يوحنا في سردك لوقائع ومحطات مهمة من سيرة حياة الراحل الكبير يونان هوزايا التي جمعتكما معا.

وانتهز فرصة وفائك هذا لأعيد كتابة هذه الكلمات التي هي غيض من فيض ما يستحق عزيزنا يونان:

أخي وصديق العمر والراحل الكبير يونان:

يا بلسم اللغة ويا رياحين مفرداتها .. ويا قافية القصائد وطعم كل الشعر النثر
يا من حمل هموم الأمة بكل أمانة .. ويا من أنكب على رقي أدبها منذ الصغر
يا من ساهم في وضع أسس مملكة .. قوامها الأخلاص وأساسها فضائل الأخلاق وعصارة الفكر
يامن سطرت يراعه مناهج لغتنا الجميلة .. ويا من ساهم في أحيائها بكل تواضع وفخر
يا من شهد الزمن على كل خطواته .. وخلدت الجمعية الثقافية واشور بانيبال صوته والصور
كنت في قمة العطاء ولم يكن حبر يراعك قد جف، ولا كتاباتك قد توقفت من قول خيرة العبر
في اخر مكالمة بيننا .. شعرت بأمل العودة عندك ينمو  .. وأشتياقك لرؤية أصدقائك يكبر
لماذا أستعجلت الرحيل أيها الكبير ..؟؟ وتركت خلفك كثيرا من المشاريع تنتظر
لن تكفي كل كلمات الرثاء لأقولها بحقك .. ولن تفي كل الأحزان ولا الدموع أن تنهمر
أننا أمام رثاء امة بكاملها، فقدت ركنا من أركانها وهو يتهدم
أن كان في الفردوس مكانا للمخلصين أو صومعة للمضحين ففيهما يجب أن تعتمر
وعلى أمل أن نلتقيك حيث تكن ونعيد ماضي سنيننا .. فنرجوك أن تصبر قليلا وتنتظر

كوركيس أوراها منصور
ساندييكو – كاليفورنيا
الأربعاء 06 كانون الثاني 2016
 

غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2496
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: يونان هوزايا كما عرفته
« رد #7 في: 10:53 07/01/2016 »
 الاخ العزيز كوركيس اوراها
شكرا على التعليق والتقيم.
انا مثلك اود ان يكتب لا فقط  بحق الاخ يونان هوزايا وانما  بحق كل مبدع او مفكر او شاعر او سياسي امين او كاهن مضحي او فنان او عالم او فيلسوف او معلم........الخ.
والهدف واضح، انه حق ورسالة انسانية، وفي نفس الوقت، هي عملية توعية المجتمع على العطاء والتماسك والدفاع عن ذاته، نعم ان الذي يعطي يستحق الثناء والتقدير.
اكيد انت وبقية الاصدقاء كانت لكم علاقات اعمق واوسع واطول مع المرحوم لهذا لكم الكثير من الذكريات للكتابة عنها.

شكرا مرة اخرى على الرد الجميل
يوحنا بيداويد