المحرر موضوع: الجزء الأخير من الحرب .. والاصدقاء .. والضياع  (زيارة 934 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جان يلدا خوشابا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1834
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الحرب .. والاصدقاء .. والضياع .. الجزء الأخير  كي  لا .. ننسى
اخواني الاعزاء جميعاً
تحياتي الأخوية النابعة من صميم قلبي لكل مسيحيي المشرق
كنت قد توقفت عن الكتابة في هذه الموضوع وهذه الذكريات  وذلك بعد اتصالات ومكالمات  مع بعض الأصدقاء والجيران الذين عاشوا تلك الأيام ويعرفون ويعلمون جيدا من كان اصدقاءي  واين عشت ومع من تربيت بل ويعرفون حقيقة ما جرى لي والثلة التي كانت معي وهم اصدقاء العمر والطفولة والمراهقة والشباب درسنا في نفس الابتدائية ونفس المتوسطة ونفس الإعدادية ولكن دخلنا في كليات ومعاهد مختلفة  .
لكن لم نفترق حتى جاءت الحرب المجنونة واهولها ومصاعبها ومتاعبها . 
بعض الاخوان طلب مني التوقف عن الكتابة في تلك الذكريات لانها مؤلمة وقاسية وحساسة جدا على من تبقى من الأهل
 والبعض الاخر طلب مني تكملة الذكريات لانها أشياء حصلت وكي يتعلم من يأتي بعدنا ما تصنع الحرب وكيف يضيع جيل وكيف نخسر الأحباب وكيف نعزي الأموات .
وبعضهم وهم الأغلبية قالوا انها   ستبقى للتاريخ  رغماً على ما فيها من  احداث  وذكريات مريرة او جميلة مرت  .
اما انا وبعد تفكير وحيرة وتردد  فكان رأي ان اكتب ما تبقى من تلك الذكريات  وباختصار  احتراماً واعتزازاً بتلك الأيام وتلك الصداقات بين  العوائل التي ارتبطت مصاءرها بمصائر اولادها وهم نحن  الأصدقاء الخمسة . 
كنت قد كتبت في الجزء الاول  عن صديقي انطون وكيف تطوع في الجيش وأصبح ظابطاً ثم تعوق وتزوج ويعيش في جنوب العراق ولا خبر لي عنه. 
وكتبت  في الجزء الثاني عن صديقي وأقرب الناس الى قلبي الشهيد الضابِط  ثامر وكتبت الجزء الثالث عن الصديق العزيز اشور المفقود في الحرب في يوغسلافيا ( أتمنى له السلامه يارب ) .
اما هذا الجزء الرابع والأخير  سيكون و بختصار وكي تكمل الذكريات عن المرحوم فريد انويا .
كان فريد اكثر الأصدقاء نشاطاً وحيويا وكان يحب ويعشق الموسيقى الغربية بحيث انه كان اكبر مستمع  للسيدة شميم  رسّام في برنامجها الاذاعي fm الذي كانت تقدمه من إذاعة بغداد .
وكان يعرف كل أغاني توم جونز وفرقة أباً  وبوني ام   وديمس روسس  وانكلبرت  وغيرها .
تخرج من معهد الادارة والاقتصاد وخدم العسكرية  وهاجر بعد الحرب الى الاْردن ثم الى إنكلترا ومنها الى امريكا توفى في عام ٢٠٠٩  في اوهايو بعد مرض عضال .
كان الوحيد الذي بقى معي من الثلة وكنا قريبين ونتحاور ونتكلم وازوره ويزورني  لكن المرض كان أقوى منه الرب يرحمه .
هذا قصته وباختصار .
اما انا ولمن يقراء ويتابع وباختصار فإن حياتي كانت رحلة طويلة من كركوك الى بغداد ومنها الهروب الى ايران وبعد سنوات ذهبت الى سوريا ومنها الى إيطاليا ومنها الى ويلاية تكساس في امريكا وبعدها الاستقرار في ديتروت  متزوج ولي ثلاثة اولاد واعمل في مجال النفط ( املك واحمد ربي واشكره  محطة بيع وقود في أطراف ديتروت ) .
لا ادري وهل ساكتب عن أيامي في ايران وسوريا والخابور ؟
واخيراً ارجو المعذرة أن كانت كتابتي قد أحرجت شخصاً ما او كانت سبباً في الآم للبعض الاخر .
لكن كل من يعرفني ويعرف شخصيتي يعلم ما في عقلي وقلبي من حب واحترام وتقدير لكل من كان معنا او تركنا او رحل عنا .

اخوكم جان يلدا خوشابا / ديترويت
Jan / 2016