المحرر موضوع: الوسطية مفتاح للصعاب (3)  (زيارة 1378 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Odisho Malko

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 15
    • مشاهدة الملف الشخصي
الوسطية مفتاح للصعاب (3)
« في: 17:58 09/03/2007 »
الوسطية مفتاح للصعاب (3)

من بين المعاني العديدة للوسطية، هي الانجذاب الى مكان محدد يبتعد عن حالة التطرف (الوقوف على الاطراف البعيدة من الوسط). هذا الوسط الذي سميناه في الحلقات السابقة (1، 2) بدائرة الامة الواسعة.
هذه العملية ـ عملية الانجذاب الى دائرة الوسط ـ يجب ان لا تكون حالة نظرية او خطابية محضة، بل لابد من تحويلها عملياً الى حالة فعلية ديناميكية تنبض بالحياة بقدر نبض قلب الامة السليم بالحياة ـ ضمير الامة ـ والذين يتأهلون للقيام بهذه المهمة المقدسة، هم اصحاب الفكر الفاعل في الامة وضميرها الصاحي الصافي، وهم اصحاب الموهبة الدبلوماسية العالية، تلك الموهبة التي يفتقر اليها الكثير من اصحاب القرار! ومن هنا يتحتم علينا جميعاً نساءً ورجالاً فسح المجال لاصحاب هذا الفكر ولو لمرة واحدة، ليتمكنوا من اداء مهمتهم القومية من خلال تحريك الساكن، وتحفيز البطيء في الحركة وجعله نشيطاً مؤمناً بقدر الامة. لان الفرص قلما تتاح أمام الامم الضعيفة المفتتة امثال الامة الاشورية، فهي مفتتة في كل شيء، ولكنها قوية وفعالة في حالة التآمها في دائرتها الوسطية.
        وبما ان الامة الاشورية الان تتمثل في قمم عديدة تجتمع عليها، والقليل من المنعطفات التي يختلف ابنائها ومكوناتها فيها وعليها...! من هنا بات المنطق يفرض على جميع الاطراف وكافة مكونات الامة ان تنظر بعين بصيرة على الكم الكبير الذي يجمعها الى بعضها، وان تترك القليل الذي يفرقها او الذي تختلف عليه ـ ولو الى حين ـ هذا الكم المشترك لابد وان يستثمر لصالح الاجيال القادمة من ابناء الامة. كما ان المشاركة في مشروع بناء الامة، لا تعني بل لا يجب ان تفهم بأنها عملية تغيير ثوابت ومقومات قوام الامة او الانحراف عن جوهرها، ومحاولة الالتفاف عليها من خلال الاتفاق على خلق كيان جديد، يكون له من ساهم بخلقه او جعله موجوداً. ويكون له والحالة هذه تاريخ ميلاد معروف وصفات وخواص، وثم حقوق وواجبات تختلف في معظمها عما ألِفناه وألفه العالم عنا وعن امتنا الاشورية في وطنها وعلى ارضها.
        ان الوسطية في مفهومنا لا تعني هذا ابداً، وان المشروع المطروح الان لنيل الحكم الذاتي لمكونات الامة الاشورية والمتضمن [ اقامة نوع متطور من الحكم الذاتي للشعب الاشوري ـ بكافة مكوناته ـ وعلى ارضه التاريخية وحيثما يسكن بكثافة داخل الوطن]، هو الاخر لا يعني الانغماس في المناقشات المراثونية حول مَن من المكونات هو الاكبر؟ ومَن هو الاصلح؟ ومَن هو الاكثر فاعلية على ارض الواقع...الخ؟ ومَن يبتلع او يلغي مَن! ومَن يثأر لاخيه من ابن عمه...الخ؟
        ان مجمل ما نذهب اليه وما نراه في طرح مشروع الحكم الذاتي (ضمن المثلث الاشوري) هو [ انه عبارة عن عقد اجتماعي مصيري لابد من القبول به في هذه المرحلة، انه القبول بالجار والعيش والتعايش معه لتحقيق التمتع بالحقوق الوطنية والقومية والثقافية والتاريخية في العراق الموحد. هكذا فأن مكونات الامة جميعها ومن خلال هذا العقد ستبقى ـ ان هي كانت راغبة ـ محتفظة بخصوصياتها المذهبية والكنائسية والدينية والطائفية، وعلى الكل احترام الكل في هذا المجال. وعلى الكل العمل للحصول على ما هو حق الكل وحقه الشرعي والذي فقدوه منذ أمد بعيد بسبب التطرف والشوفينية وتسلط القوي على الضعيف].
        هكذا ايها الاخوة، بات من الضروري ان نعمل وبكل طاقاتنا لتحقيق الممكن الان، وان لاننشغل بالغاء الاخر، بل على العكس نعمل على دعمه لابقائه على حالته من الخصوصية المذهبية والطائفية...الخ. لكي نجعل منه عنصراً مفيداً وفعالاً في انجاح مشروع الامة في تحقيق الحكم الذاتي للمسيحيين [ من الارمن وابناء الكنائس المسيحية في العراق]، لما للارمن وابناء الامة الاشورية في هذه الكنائس من خصوصيات متعددة وثوابت مشتركة واسباب حقيقية ومنطقية، تجعلنا نعيش معاً ونعمل للحفاظ على ثوابت الامة وحالة وجودها الحضاري من بين مكونات العراق المتعددة. فليكن مطلبكم: تحقيق الحكم الذاتي في محافظة خاصة وفي جميع أماكن التواجد المسيحي الاشوري في العراق. ولتكن خصوصياتكم الداخلية مصانة ومحترمة كل حسب قناعاته. فالتقاليد جميعها، والمذاهب جميعها، والتسميات جميعها، هي تقاليدنا ومذاهبنا وتسمياتنا ولكن في اطار الخصوصية المحلية.
 
 
عوديشو ملكو آشيثا
آذار 2007[/b][/font][/size]