المحرر موضوع: ساعد الله العراقيين  (زيارة 2152 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حيدر عراق

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 167
    • مشاهدة الملف الشخصي
ساعد الله العراقيين
« في: 18:13 11/01/2016 »
ساعد الله العراقيين

حيدر محمد الوائلي
alwaelyhayder@gmail.com

من حكم ديكتاتوري دموي يسقط باحتلال فينشأ على إطلاله حكم ديمقراطي نَخَرَه الفساد وعدم الثقة والمحاصصة الطائفية والحزبية وتغييب دور الكفاءات. كانت الخيبة والخسران والشعور بالندم لضياع الفرص تلو الفرص والتي مرت مروراً كثيراً ولم تمر مر السحاب.
فرصاً لتغيير الواقع العراقي رأساً على عقب بكافة الأصعدة الخدمية والعمرانية والعلمية والتنموية بما ينعكس ايجابياً على النسيج الأجتماعي يثبته ويعزز من ترابطه.
كانت فرصاً متاحة جداً لولا الغباء السياسي والعُهر السياسي والخبث السياسي والحقد السياسي. يغذي ذلك الغباء والعُهر والخبث والحقد السياسي غباءاً وعُهرا وخبثاً وحقداً دينياً ليزيد الركوس في الوحل ارتكاساً.
يتصدر الفساد الإداري وسوء الإدارة المشهد، يأخذ الأنتهازيون دور البطولة فيه والذين تقافزوا كالقردة للفوز بغنائم المناصب والتقرب من أصحاب الرؤوس ذات المسؤولية التي هبطت عليهم فجأة!
هناك غيرهم ممن لم يصدق نفسه يتسنم مسؤولية وادارة فلم يعتذر ويترك منصباً منحوه إياه محاصصة حزبية وطائفية ليفسح المجال للأكفأ بل أركس نفسه وأركس المسؤولية معه فخرج وحاشيته وجمعٌ من المعارف أثرياء بقدرة قادر!
الفساد الأداري وسوء الأدارة سمة رافقت الحكومات المتعاقبة بعد السقوط وكأنه أمر متفق عليه.
 
تتزامن مع الفساد هجمة إرهابية هائلة، يجتمع كل نفايات وعُقَد ووحوش المسلمين لتفيذ حملة قتل وترهيب تبدأ بتفجير وتنهي بتطاير الرؤوس.
تعضدها وتشد من أزرها فتاوى رجال دين من خلف الحدود ومن داخلها ودعاء لهم بالغلبة والنصر.
مخابرات تتلاعب بتلك الجماعات المفترسة وتحركها لتحقيق اهداف مرسومة أو لرسم أهداف جديدة، والعراقيين لا حول لهم ولاقوة، انتخبوا من أفسد في الأولى وكرروا انتخاب ذات الأحزاب والجماعات مرة اخرى لأنهم قد تم إركاسهم في وحل العملية السياسية.
اغتيالات وتصفيات وتهديدات لشخصيات نطقت لتصحيح المسار السياسي والديني، أو تهميش لهم بكل بساطة وعدم تسليط الأضواء عليهم ومنهم من هاجر ليبدأ حياة جديدة محترمة.
وسائل إعلامية تأخذ دورها التخريبي بكل جدارة. تتلاعب بالحقائق وتزيف الوقائع كلٌ حسب توجهه وغايته وقليل من تلك الغايات والتوجهات من حملت نبلاً أو مهنية لتزيد من خراب الوضع دماراً.

ميليشيات ومظاهر مسلحة خلقت جيل يعشق السلاح حد اطلاق النار على أي هدف متحرك او يكرهه حد الفوبيا فترعبه اغلاقه باب، وبينهما غالبية شعبية سلمت للواقع (وعلى الله والله كريم).

يتطور سوء الخدمات حد الأنعدام، ويتخلف الأبداع حد العدم. مشاريع وهمية ومشاريع دون المقاييس بان العيب فيها بعد شهور من الانتهاء. وصفقات وعقود فاسدة تفوح رائحة فسادها النتن عبر قارات العالم.
إهمال واسع النطاق للتربية والتعليم، وتراجع دور الجامعات ومراكز البحوث العلمية للحضيض.
هدر ميزانية الدولة لما كان سعر برميل النفط 140 دولار واكثر ولازال الهدر مستمر وسعر البرميل 30 دولار فقط في بلد قوام ميزانيته النفط.
لا معامل ولا صناعة فحتى (اللبن والقيمر) الذي تنفذ صلاحيته خلال اسبوع يتم استيراده من خارج الحدود وكذا بمحاصيل الفواكه والخضروات؟!
المضي بسرعة وبكل شطارة من سيء لأسوأ سياسياً ودينياً واجتماعياً.
هل فكر احدهم بجيل الأطفال الذي تربى وفتح عينيه على كل ذلك فماذا سيكون مصيره؟!

كلها صدمات وأزمات تفوق حد التحمل والصبر.
ساعد الله العراقيين وعسى أن يلتفتوا أن بصيص الأمل باقٍ وهو فيهم وبطريقة تفكيرهم وبطريقة رفضهم للولاءات المستعبدين فيها والتظاهر والأنتخاب بحكمة ودراية وأن يتعلموا الدرس جدياً فلقد كانت سنين قاسية ولازالت تزداد سوءاً يومياً معاشاً.