المحرر موضوع: أف (16) أمريكي .. ومليـــــــــــــــــــــار(أوووف) عراقي ..!  (زيارة 660 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل علي فهد ياسين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 467
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أف (16) أمريكي .. ومليـــــــــــــــــــــار(أوووف) عراقي ..!
هذه واحدة من المصائب التي يعيشها العراقيون في زمن (الديمقراطية) مع (حليف) حكامهم الأمريكي، الذي اعتمد سياسة (الفوضى الخلّاقة) سيئة الصيت في اعادة (تنظيم) العراق والمنطقة منذ الاطاحة بالدكتاتورية قبل (13) ثلاثة عشرعاماً ومازال، لتحقيق مصالحه الذاتية على حساب مصالح شعوبها وآمالهم بحياة كريمة، بعد عقود من القمع والحروب التي أبادت الزرع والضرع ، باوامرمنه واسناد مفضوح كشفته الوقائع ونتائجها قبل الوثائق وصورها وأرقامها ودلالاتها .
السفيرالعراقي في واشنطن يعلن(عزم) الادارة الأمريكية تسليم العراق طائرتين من طراز(أف 16) في (25) الخامس والعشرين من الشهرالجاري، بالتزامن مع تخرج (دفعة جديدة) من الطيارين العراقيين المتدربين في ولاية أريزونا على قيادة هذه الطائرات .
وسعياً للتذكيربملف (تسليح العراق) من قبل الأمريكيين نُشيرالى، أن الحكومة العراقية السابقة كانت أبرمت اتفاقيةً مع وزارة الدفاع الأمريكية لتجهيزها بـ (36) طائرة من هذا الطراز في العام 2012 ، وكان أنتظم على أساسها (40) أربعون طياراً عراقياً في نفس العام في مدرسة القوات الامريكية الجوية في ولاية أريزونا، ولم يستلم العراق سوى(2) طائرتين منها في تموز من العام الماضي !.
على هذا المنوال (الزمني) الأمريكي، يحتاج العراق الى الأنتظار( 16) عاماً لاستكمال صفقة الـ ( أف 16) مع الامريكيين، وهو عمر زمني يتوافق مع البرنامج الأمريكي لابقاء العراق مجرداً مستباحاً من القوى الاقليمية بشقيها، التابع للامريكيين والمتقاطع معهم، بمعادلة يدفع فواتيرها العراقيون من دماء ابنائهم وثرواتهم ، ويجني ثمارها فرقاء الصراع في المنطقة لمصالح حكامهم .
الملفت في تصريح السفيرهو تجاوز الاختصاص، لأن عقود التسليح وتنفيذها هي مسؤولية الحكومة ووزارة الدفاع، لكن الأنكى من ذلك هو تحديد السفير(وقت وموقع) وصول الطائرتان الى (مطاربلد العسكري)، الذي هو ضمن جغرافية المواجهة العسكرية الشرسة مع الارهاب !.
المؤكد أن استلام العراق للطائرتين الأمريكيتين لن يغيرفي نتائج المعادلة التي مازال الأمريكيون يريدونها(ساكنة) لتحقيق مخططاتهم في العراق والمنطقة، لأنها واحدة من (أحجارالدومينو) التي يلعبون بها وفق توقيتاتهم المدروسة بعناية فائقة، وقد جاءت هذه المرة مرتبطة تحديداً بدخول الروس لاعبين مهرة لتحجيم الارهاب في سوريا، من خلال (شل) حركة الذراع التركي المتحرك بـ ( الكهرباء السياسية) الأمريكية.
لازال الأمريكيون يحلمون بتأسيس( فضاء) مساند لهم في العراق خارج (المنطقة الخضراء) التي (صنًعوها) وفق مناهجهم الاستعمارية الحديثة في الهيمنة على الشعوب من خلال قادتها، وبالمقابل لازالت قوى الشعب العراقي الوطنية عصيًة على مخططاتهم الخبيثة، وليس أدل على ذلك من حركة الاحتجاج السلمي المؤرقة لهم ولتوابعهم الفاسدين، سُراق المال العام والقتلة والمزورين والخونة والدجالين .
أن صفقة (أف 16) مع الأمريكيين بهذه التوقيتات (السلحفاتية) المقصودة ، سبقتها ورافقتها وستأتي بعدها، مليار (أووووووووووووووف) من ضحايا الشعب العراقي، نتيجة السياسة الأمريكية العقيمة في مواجهة الأرهاب المنظم من الدوائر الامريكية وأذرعها في المنطقة،والتي تسببت بمئات آلاف الضحايا من العراقيين وعموم شعوب العالم المستهدفة في ماضيها وحاضرها ومستقبلها من عدوان أمريكا وحلفائها المسغلين لثروات الشعوب، والمساهمين في (تصنيع) عصابات الأرهاب وادارتها وتجهيزها والتخطيط لانشطتها ورسم خرائط حركتها وتوقيت ضرباتها، وصولاً الى ترويج أفعالها اعلامياً، وحصد نتائجها سياسياً!.
اذا كان الأمريكيون وأذنابهم (نجحوا) في تقسيم العراق الى فريقين متقاطعين على حساب المبادئ الوطنية ومصالح الشعب، فأن عموم العراقيين لم ولن يكونوا أدوات صماء لتنفيذ المخططات الامريكية الدموية البشعة، وسيرد العراقيون على الأمريكيين وفريقهم اللاوطني، مثلما ردوا على الأنكليزقبلهم وعلى الحكومات الدكتاتورية، وسيكون لكل خائن مصيريستحقه طال الزمن أم قصر، وسيبقى العراق بشعبه الأبي وقواه الوطنية غير الملوثة بعطايا المستعمرين، أميناً لتأريخه الانساني الذي أهدى البشرية مبادئ السلام والبناء والانسانية.
علي فهد ياسين