المحرر موضوع: الزبيدي.. بين الإنتقاد الموضوعي, والتسقيط القذر  (زيارة 494 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل زيد شحاثة

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 196
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الزبيدي.. بين الإنتقاد الموضوعي, والتسقيط القذر
المهندس زيد شحاثة
لا ينجوا إنسان من نقد يتعرض له, وهذا طبيعي جدا, فهو ليس كاملا بطبيعته, وهو يميل أيضا لأن ينتقد الأخرين, متناسيا عيوبه.
تزداد تلك الإنتقادات, كلما كان الشخص معروفا, أو متصديا لشأن عام, أو في منصب كبير مهم, وهذا يمكن أن يكون طبيعيا, إن علمنا أن هناك خصوما سياسيين له, أو لحزبه وكتلته, أو  ربما يختلفون معه في مواقف سياسية, أو غيرها.
أحيانا تكون تلك الإنتقادات, حقيقية  ومنطقية, رغم أنها ليست بالضرورة صحيحة, وإنما لإختلاف وجهات النظر, وكيفية تفسير المواقف, والمصلحة  المتحققة منها.. لكن أحينا تكون, تلك الانتقادات غير حقيقية, ولامعنى لها, وإنما مجرد محاولات لتسقيط الشخصية, والنيل منها أو من الجهة التي تنتمي إليها.
معظم حملات الإنتقاد, التي تشن في واقعنا السياسي العراقي تسقيطية, حتى أختلط الأمر على المواطن العادي, وضاعت الأخطاء الحقيقية, وسرقات الفاسدين, وسط هذا الكم الهائل من التخوين, والهجوم المتبادل بين مختلف الجهات.
ما يثير الريبة حقا, أن النقد الذي يوجه لشخصية سياسية ما, يكون على شكل حملة منظمة, وتنطلق وتدار, من مواقع معروف تابعيتها لجهات حزبية منافسة, ورغم أن العراقيين, شعب لا يسهل خداعه, لكن كثرة القضايا, والتزوير والتدليس الذي يمارس, يؤدي إلى تشكيك الناس بكل شيء, وهذه نتيجة خطيرة.. فعندها يفقد الناس ثقتهم بكل الجهات وكل الشخصيات, ويضيع السراق والفاشلون الحقيقيون في وسط الفوضى.
تشن هذه الأيام حملة, لتسقيط, وزير النقل السيد باقر الزبيدي, ومن المنطقي القول, أن الرجل ليس معصوما, وربما أرتكب أخطاء.. مع الأخذ بنظر الاعتبار, توليه أكثر من حقيبة وزارية, خلال الحكومات المتعاقبة.. ورغم أن من يعمل يرتكب الأخطاء, وكان يفترض بمن يريد مهاجمته أن يركز على تلك الأخطاء, إن وجدت, إلا أن منظمي حملة مهاجمته, إستخدموا ومع الأسف, وقائع وقضايا, كانت في غالبها مزورة أو كاذبة, وبلغة هابطة, ومليئة بالإسفاف.
رغم أن التزوير يكتشف فورا, لكنه يسبب إرتباكا في أذهان الناس, ومن الواضح أن مهاجميه من جهة بعينها, ومرتبطة بكونه , أحد عرابي تشكيل حكومة السيد العبادي, وعدم التجديد للسيد المالكي لولاية ثالثة.. فهل هذا هو السبب الحقيقي؟ أم أن المقصود هو الجهة التي ينتمي إليها السيد الزبيدي؟
من الجميل ما نشاهده, من قلة من السياسيين, وهم ينتقدون بشكل مباشر, ويستخدمون لهجة قوية, لكنها مهذبة, لا تخرج عن حدود الأدب والأعراف, وتهدف المحافظة على حقوق المواطن, وبناء البلد, لا تستهدف الأشخاص, لأن أغلبية ما يجري في ساحتنا السياسية, يختلف عن ذلك, وربما يؤسس لثقافة جديدة, سيئة جدا وخطيرة.
الانتقاد سلاح ديمقراطي مشروع, لكن أن يتحول إلى حملات تسقيط انتقامية قذرة.. فهذا دليل ضحالة مستوى من يقوم به.