الاستاذ يوحنا بيداويد الموقر
اعتقد ان الخلاف ليس حول دور غبطة البطريرك ساكو الريادي او في نشاطاته للدفاع عن المسيحيين, وانما في مواقفه وتصريحاته المثيرة للجدل, التي يختلف عنها كثيرون سياسيا واحيانا ايمانيا.
لدي بعض الافكار قد ترتقي الى مستوى الرأي حول بيان البطريركية الجديد, وهي ليست موجهة للانتقاص من حضرتك اوالاخرين علما باني خارج تجمع اي كنيسة او حزب سياسي.
ان ما جاء في بيان البطريركية الثاني زاد غموضا على غموض, لم يجاوب على الاسئلة المطروحة, وانما تهجم اخر واستعلاء مجدد على الاخرين كاْننا في حالة حرب مع بعضنا, وان الهجوم خير وسيلة للدفاع.
اذا حضرتك يستنتج من بيانات البطريركية بما توصلت اليه معناه ان هذه البيانات غامضة ومبهمة, والا ما حاجة الى استنتاجاتك لو كانت واضحة. من جانب اخر, كيف توصلت الى هذه الاستنتاجات؟ ما هي البديهيات والنظريات التي استندت اليها؟.
كثيرون طالبوا بالتوضيح للبيان الاول, فجاء بيان التوضيح مخيبا للامال. اشار البيان الى بعض (الاشخاص), وتعليقات (بنفس قومي متزمت وعدم معرفة بالواقع), لا اذكر احدا اشار الى القومية او كان له نفس قومي متزمت في تعليقه بل كل الاحترام لسيادة البطريرك والكنيسة الكلدانية وثناءه على دورهم في اعلاء شأن المسيحيين في المحافل الدولية. برأي, ان حشر (نفس قومي متزمت) في بيان البطريركية جاء لتأجيج المنافسة القومية بين المسيحيين لغرض تبرير التوجه القومي الذي تقوم به الكنيسة الكلدانية ودعوتها الى قائمة كلدانية منفصلة.
اما (عدم معرفة بالواقع), ان استهانة واستخفاف بيان البطريركية ب(الاشخاص) الذين يقصدهم كان في غير محله, هم ليسوا رعاة بقر او فلاحين من القرون الوسطى, بل مثقفين ومفكرين قد يكون لهم تأريخ سياسي ونشاطات اجتماعية ولهم المام واطلاع ومعرفة بالواقع الاجتماعي والسياسي في الوطن اكثر من كثير من رجال الدين مع احترامي. ثم ان مفهوم الاشخاص او الافراد في عصر العلوم والرياضيات المعاصرة لم يعد يعني شيْ.
(من هي الكنائس التي ساعدت الكنائس الأخرى ما عدا الكنيسة الكلدانية والجماعات الانجيلية؟ ).
هذا الاقتباس يحتاج الى توضيح اخر. كلنا نعلم ان الكنيسة الكلدانية هي اغنى كنائس شعبنا والكنائس الاخرى فقيرة, هذه نظرة استعلائية. مساعدة الاخ الكبير ليست منية. سيدنا المسيح قال ما معناه عندما تعطي لا تدع يد الاخرى تعرف. مع ذلك, هناك اسئلة كثيرة تحتاج الى اجوبة حول المساعدات, هل المساعدات المقدمة لشعبنا المهجر يتناسب مع نسبة ثراء الكنيسة الكلدانية؟
هل بناء مدارس وكليات ربحية ومختلطة دينيا لها الاولوية في الاهمية من مساعدة شعبنا المهجر البائس في هذا الوقت؟ علما انا لست ضدها من حيث المبدأ.
لا اعلم اذا كانت الكنيسة الكلدانية قد ساعدت الكنيسة الاشورية الفقيرة في اطلاق سراح المسبيين ولا زالت هي تستجدي الاموال من كل صوب, وبلا شك ان كثيرين من هؤلاء الاشوريين تابعين للكنيسة الكلدانية.
ثم لماذا الجماعات الانجيلية وليس الكنيسة الانجيلية؟ ونحن نعلم ان هناك شريحة كبيرة من شعبنا يتبع الكنيسة الانجيلية. هل يحق لنا ان نقول الجماعات الكلدانية بدلا من الكنيسة الكلدانية.
(كان قد طرح غبطة البطريرك ساكو منذ بداية تسنمه لمسؤوليته مشروع تكوين مرجعية سياسية علمانية موحدة للمسيحيين على قاعدة الكفاءة. هذا الطرح رفض بحجة ان المسيحية ديانة وليست قومية؟ وكلما بادر لجمع شملهم برزت الاختلافات والتوجهات المنفعية الذاتية الشخصية أو القومية.)
الطرح في المقتبس اعلاه مضر للوحدة الكنسية ويعمق الانشقاق بين كنائس شعبنا. كيف تكون مرجعية علمانية مسيحية واحدة وكل عضو منها مرتبط بكنيسة معينة وتحت تأثير مرجعيته الكنسية. هذا سيؤدي الى مزيد من الصراع الكنسي والذي سيحصل هو كما الذي حصل للمرجعيات الاسلامية, الا تقولوا نحن اكثر تمدنا من اخواننا في الوطن؟.
وكثير ما يخص البيان لا مجال للكتابة عنها.
يا اخي اعلام البطريركية اعلام موجه ومسيس. ان يكون موجه دينيا ومسيحيا, فهذا حسن. اما ان يكون موجه سياسيا لغرض مكاسب مؤسساتية فهذا لا يصح. بلا شك انت تعلم جيدا بان تأسيس الرابطة التي انت احد روادها جاء نتيجة لرد الفعل لحالة معينة في مرحلة معينة, استعملت سياسة القومية كوسيلة ضغط للحصول على مصالح كنسية, وانك وغيرك من روادها جئتم بدون ترشيح اوانتخاب, مع فائق احترامي لكم جميعا, يعني تعيين كما في الوظيفة وبامر اداري حتى بدون منافسة او امتحان كفاءة, وعندما يتوقف التمويل والسيولة المالية سيتم فصلكم بالتأكيد او تخفيض درجتكم الوظيفية. لان, وانت سيد العارفين, الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية غير معنية بالقومية وان توجهاتها القومية مرحلية تنتهي عندما تصل الى الهدف المرسوم لها بالحصول على مكاسب ادارية.
الان جاءت المرحلة الثانية من الخطة المرسومة وهي مرجعية مسيحية سياسة او قائمة كلدانية مسيحية التي ستبقى تحت ظل سلطة البطريركية الى حين .
مع التقدير